د.حماد عبدالله يكتب: حادث يهز مشاعر المصريين !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله


إنتهت العلاقات الإنسانية للأسف فى مجتمعنا المشهور عنه التراحم والتكافل "والتدخل فى شئون الأخرين" والأخيرة من سوءات المجتمع المصرى ، حينما يقال بأن " الناس مش سايبة الأخرين فى حالهم" !! فعادة ما نسأل عن الجيران ، وعن عدم ظهورهم وعن زائريهم وتصنيفهم بالكرم والبخل أو الإختصار أو الإقتصار عن العلاقات الإنسانية وغيرها من أوصاف وكذلك يعود على ديننا الحنيف ومن أقاصيص فى السنة المحمدية بأن الرسول عليه أفضل "الصلاة والسلام" حينما فوجىء بأن أحد الجيران اليهود لمسكنه إمتنع عن وضع القاذورات فى طريق النبى عليه الصلاة والسلام وهذا ما تعوَّدْ عليه الرسول الكريم من جاره اليهودى الخبيث !! ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما فوجىء بتخلف هذا الجار من وضع "الروث" والقمامة فى طريقه سأل عنه ووجده مريضاً وعاوده وساعده وأرسل إليه بمن يعينه على الخروج من مأساته أو من مرضه ، هكذا كانت أخلاق الرسول "محمد عليه الصلاة والسلام" وهذه هى أخلاق المسلمين أو هكذا يجب أن تكون ولكن ما قرأنا عنه بأن إمرأة وجدت متوفاة بل إكتشفوا بعد عامين أن إمرأة تعيش وحيدة فى شقتها فى مدينة 6 أكتوبر وحولها 

جيران وبواب (وعفاريت زرق) ومع ذلك لم يلحظ أحد منهم غياب هذه السيدة أو أن شقتها مغلقة لمدة عامين (24 شهراً) وحينما وجد إحتياج للسؤال عنها بعد عامين تم فتح الشقة ليجدو هيكل عظمى لإمرأة فى حمام الشقة !!  لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ما هذا الإحساس أو الشعور لدى هؤلاء الجيران ؟ ما هو الإحساس والشعور الذى إنتاب هذه السيدة ؟ ما هو شعور المسئولين فى منطقة تعيش فيها أسر وعائلات وشباب ومسلمين وأقباط ؟ ما هو شعور هؤلاء القوم بما حدث ؟

لقد جاء هذا الخبر لكى يقضى على صفة أكيدة من أهم صفات شعبنا وهى صفة التراحم والسؤال عن الجار والنبى عليه الصلاة والسلام يقال بأنه وصى على سابع جار! 

ومع أن هذا الخبر الحزين قد أصابنى بهذه الأفكار السوداء عن مجتمعنا ولم أجد أحد يعلق على هذه الحادثة حتى وصلتنى مكالمة من أستاذى الإستشارى الكبير المهندس "صلاح حجاب " سألنى عن هذه الحادثة وهل قرأت شيئاً عنها أو تعليقاً عليها بل أنه إنتظر من برامج (التوك شو) مساء نفس يوم نشر هذا الخبر فى أى من تلك البرامج اليومية من التليفزيون المصرى (ومن الفضائيات) توقع صلاح حجاب أن يسمع تعليق من أى من الزملاء المقدمين لهذه البرامج (الكلامية اليومية) عن هذه الحادثة ولكنه تقريباً لم يرعى إنتباههم أو إنتباه المعدين لهذه البرامج اليومية.

إن فى هذه الحادثة عبرة لمن يعيش فى المحروسة ليتنا نعود إلى السؤال عن "جار" ونؤكد صفة (الحشرية) التى يتميز بيها شعبنا هذا أوقع من مفاجأتنا بمثل هذه الحادثة الرهيبة !!