"أذرع الإحتلال اللين".. كيف أدخل الكيان الصهيوني الصبغة العربية في مشروعاتهم الفنية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أجواء محتقنه، رائحة الدماء والرصاص تحكم قبضتها على الهواء، بعض الأشلاء والجثث متناثرة في الطريق، عيون يملئها الخوف تقف متمسكه بسلاحها الرشاش، تصوبة على كل من يهدد أمنها حتى وأن كان رضيعًا.

 

يقف على الجانب الأخر مدنين عزل، يقبضون بأيديهم على قطع الحجارة؛ ليلقونها على رؤوس سالبي حقهم في الحياة، هكذا يكون المشهد المرسخ في الأذهان، عندما يتردد على لسان البعض أسمي فلسطين وإسرائيل - الكيان الصهيوني-.

 

سعى الكيان الصهيوني مرارًا وتكرارًا محو تلك التي سيطرت على العالم أجمع، فكل النبلاء يرفضون التعامل مع هذا الكيان المحتل، مغتصب الأراضي، هاتك الأعراض، مهدم المنازل، قاتل الأطفال، مغتصب النساء، أسر كل صوت ينادي بزواله.

 

غير المجتمع الصهيوني في الأونة الآخيرة فكرته في دحض الحقائق ومحاولة تجميل صورته في أذهان العالم، متخذًا من النهج الفني، سبيلة الجديد.

 

لم يكفي الكيان الغاصب ما سرقة من الأرضي، و الأراواح التي سلبها،  فقرروا سلب التاريخ، التراث، الثقافة، الفن، وإسناد جرائمهم إلى نجوم الساحة الفنية العرب بشكل عام، المصريين بشكل خاص؛ مستغله شعبيتهم الفنية، ونجوميتهم.

 

 إسرائيل تستغل عادل إمام لضرب قطاع غزة

 

الخامس عشر من نوفمبر من العام الماضي، كانت تعيش فلسطين بأثرها، وقطاع عزة تحديدًا أزمة دامية بعد أن شن العدوان الإسرائيلي مجموعة من عمليات الإغتيال على بعض قيادات المقاومة الفلسطينية، فقررت إسناد هذه الدماء إلى الزعيم، بطل الكوميديا، عادل إمام.

 

إذ نشرت عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعين الفيس بوك، مقطع فيديو، للزعيم خلال أحد الحوارات التلفيزونية، الذي أجراه خلال عام 2010، التي تحدث فيها عن أزمة قطاع عزة، قائلًا "محدش يقدر يعمل حاجة لإسرائيل هي منظمة جدا وناس عارفة تعمل ايه بالضبط، انا متغاظ جدا من اللي بيحصل في غزة ازاي اجي احارب واحد وانا عارف قوته واضربه بالصواريخ؟ الثاني مش هيبعت لك ورد، هيبعتلك صواريخ ويضربك فعنده استراتيجية أمنية لها حدود".

 

واعتبرت الصفحة كلمات عادل إمام بمثابة رد على هجوم البعض على الكيان الصهيوني بعد هجومها الأخير على غزة.

 

 "حب العدو" إسرائيل تقتني موسيقى معارضيها

 

وفي العاشر من إبريل  2019، أعلنت شركة (فورتونا ريكوردز) المختصة في شأن الموسيقية الإسرائيلية، عن سعادتها البالغة وحماسها الشديد لإصدارها الجديد، الذي اشتمل على بعض مختارات أرشيف شركة (صوت الشرق) اللبنانية، المختصة بالموسيقى العربية.

 

تكون إصدار شركة ( فورتونا ريكوردز) من بعض أغاني حقبة السبعينات و الثمانينيات، لكبار فناني لبنان، الذين جابهوا الإحتلال بأصواتهم العذبة، موسيقاهم التي تركت قلوب الجميع حتى اعدائها، كعمر خورشيد، زياد الرحباني، إحسان المنذر، إلياس الرحباني.

 

"يوم الدين" في مهرجان يافا الصهيوني

 

وسط ذهول نجوم الساحة الفنية، قدم مهرجان "يافا" السينمائي، الذي يقيمه الكيان الصهيوني، فيلم "يوم الدين"- وهو فيلم مصري يحكي معناة مرضي الجذام في مصر وتفاصيل مستعمرتهم-  وكان قد مثل مصر في مهرجان "كان" السينمائي خلال دورته السابقة.

 

كان مهرجان "يافا" بدأ فعالياته بعرض الفيلم الفلسطيني "المفك"، والذي يحكي قصة شاب فلسطيني خرج من السجن، بعد أن قضى فيه 15 عاما، ويواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع الواقع الجديد عقب خروجه.

 

أشاد عدد كبير من مواطنين الكيان  الغاصب، وخبراءه الفنين بـ "يوم الدين"،  وأعتبروا الأفلام السينمائية هي النافذة التي تطل منها إسرائبل على دول العالم العربي بشكل عام، ومصربشكل خاص لإعتبارها  الدولة الأقرب غلى الأراضي المحتلة.

 

 البشلاوي: "فيلم سيء لمصر ويجب إبقاف غنتاج تلك النوعية من الأفلام

 

ومن جانبها، قالت الناقدة الفنية،  خيرية البشلاوي، إن عرض الفيلم المصري، في مهرجان إسرائيلي ما هو إلا منهج سياسي يستخدمه الكيان المحتل، فلا قيمة للفيلم لأنه يواجه مرض الجزام، الذي تم القضاء عليه.

 

أعتبرت، خيرية، "يوم الدسن" فيلمًا مغرض خاضع لتمويل غربي، موضحه أن كل الأفلام التي تشارك في هذا النوع من المهرجانات تكون بهذا المستوى، فتلك النوعية من الأفلام تعمل على تشويه صورة مصر بواسطة الفن السينمائي.

 

"سيف مسنون في صدر المصريين"، هكذا وصفت الناقدة السينمائية، فيلم "يوم الدين" وتلك النوعية من الافلام، معلله أن المهرجانات الإسرائيلية تُرحب بتلك النوعية من الأعمال، مؤكده انه يتوجب على جموع المصريين الوقوف ضد إنتاج تلك الأعمال.

 

أخصائي إجتماعي: إسرائيل تسعى لتطبيق التطبيع بكل أشكاله وخلق بيئة للتعاون

 

قال محمد حسان، الأخصائي الإجتماعي، لـ "الفجر" إن الكيان الصهيوني يريد خلق بيئة صالحة للتعاون بينه وبين العرب، لذلك فهو دائمًا ما يبدأ معركته من مصر، فخلق تعاون فني سيتيح للعامة إستيعاب التطبيع في نفوسهم بعد تكرار الإنتاج المشترك، والتعاون في أداء الأدوار السينمائية بين الممثلين المصريين والإسرائلين، معلقًا أن  السينما هي التي ترسخ المباديء وكشف الحقائق او تضحدها، لذلك يرقض الإحتلال خلفها.

 

 

"بيحطوا السم في العسل"، أوضح الأخصائب الإجتماعي، أن الكيان المحتل، يحاول أن يلوث الأعمال المصرية ويضعها على طاولة النقد، مثلما فعل الجميع مع فيلم "يوم الدين".