"البغدادي وبن لادن".. كيف تأثر قادة التنظيمات الإرهابية بفكر "الإخوان"؟

انكشفت حقائق كثيرة، حول أفكار جماعة الإخوان الإرهابية، التي كانت جسرًا عبرت عليه، كل التنظيمات المتطرفة، وخرجت من رحمه، قادتها؛ أمثال أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الذي قتل مؤخرًا، وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وكذلك جبهة النصرة وزعيمها.

تعتبر جماعة الإخوان الإرهابية -التي أسسها حسن البنا- واحدة من أقدم التنظيمات الإرهابية في مصر وأكبرها، كما أن لها تأثيرًا على الحركات الإسلامية في العالم، وذلك بما تتميز به من ربط عملها السياسي بالعمل الإسلامي الخيري.

وبعدما، أعلن البنا عن الجماعة في عام 1928، افتتحت لها أفرع في جميع أنحاء الدولة المصرية، وأصبحت ملهمة لكل جماعات العنف والتطرف والإرهاب التي نشأت بعدها، بل كانت بمثابة جسر عبرت عليه كل الجماعات الإرهابية.

ومن الملاحظ أن جميع الإرهابيين، الذين قاموا بعمليات مسلحة، وأعلنوا انتماءهم لتنظيم ما يُسمى أنصار بيت المقدس أو "داعش مصر" كانوا من الإخوان المسلمين، ولعل التسجيلات المرئية التي سجلها هؤلاء قبل إقدامهم على تنفيذ العملية تؤكد هذه العلاقة التي اعترفوا بها.

وخرجت كل الجماعات المتطرفة من رحم الإخوان المسلمين، حيث خرج منها، تنظيم الجهاد والقاعدة وزعيمه أسامة بن لادن.

وفي ثمانينيات القرن الماضي، قام تنظيم الإخوان بتأسيس تنظيم "قاعدة الجهاد" المعروف إعلاميًا بتنظيم القاعدة وذلك في مدينة بيشاور البكستانية المتاخمة للحدود الأفغانية، الذي انبثق منه تنظيم داعش الذي يتبعه تنظيم أنصار بيت المقدس، وبعد إزاحة الإخوان في ثورة 30 يونيو 2013 وفض الاعتصام المسلح في ميداني رابعة والنهضة أسس لواء الثورة ولواء حسم الإرهابيين، ما يعني أن كل التنظيمات تابعة للإخوان.

كما أن تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية "داعش" وزعيمه أبو بكر البغدادي، فالأفكار المتطرفة والإرهابية، التي تربوا عليها، كان نتاجها العنف.

وبعد مقتل أبو بكر البغدادي أمير تنظيم داعش الإرهابي، تداولت تساؤلات كثيرة حول علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان هناك اعتراف من يوسف القرضاوي، بأن البغدادي زعيم تنظيم داعش، كان ينتمى في بداياته لجماعة الإخوان، إلا أنه بعدها انفصل عن الجماعة وبدأ في تشكيل تنظيمه الإرهابي الذي تطور فيما بعد ليصبح اسمه "داعش".

وبما أن هناك علاقة سابقة بين زعيم تنظيم داعش وجماعة الإخوان الإرهابية، بدأت بعض قيادات وحلفاء الإخوان تشكك في طريقة قتله، والبعض الآخر حاول إبعاد الاتهامات الموجهة للرئيس التركي بالتعاون مع تنظيم داعش.

كما أن هناك تنسيق مشترك بين جماعة الإخوان الإرهابية وجبهة النصرة، حيث اعترف أبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، بأنهم يتبنون نفس أفكار الإخوان.