كيف استقبل الفلسطينيون الذكرى الـ102 لوعد بلفور؟

تقارير وحوارات

بلفور
بلفور


أحيا الفلسطنيين الذكرى الـ102 لوعد بلفور البريطاني، على طريقتهم الخاصة، فمنهم من خرج في مسيرات رافعين شعار "يسقط وعد بلفور "، وآخرون طالب بريطانيا بالاعتراف بالمسؤولية التاريخية عن نكبة الشعب الفلسطيني، والإعتذار للفلسطينيين، واتخاذ موقف واضح وصريح من جرائم الإحتلال، وآخر مماثل من قضايا الإستعمار الإستيطاني.

ويصادف اليوم السبت الذكرى الـ102 لصدور وعد بلفور- الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين. وجاء الوعد على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية-، تزامنًا مع تصاعد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي ظل مأزق سياسي متصاعد، خاصة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفض إدارته حل الدولتين وامتناعها عن معارضة الاستعمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مسيرات تنادي بسقوط الوعد
وخرج العديد من المواطنين للأسبوع الـ81 في مسيرات العودة الفلسطينية والتي انطلقت أمس بشعار "يسقط وعد بلفور"، لتزامنها مع ذكرى الوعد، حيث أعلن مركز حقوقي فلسطين أن 144 شخصا، أصيبوا، جراء اعتداء الجيش الإسرائيلي على "مسيرات العودة وكسر الحصار" الأسبوعية، شرقي قطاع غزة.

اتخاذ موقف وصريح من جرائم الإحتلال
بدورها وجهت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رسالة مفتوحة إلى حكومة بريطانيا، تضمنت: "بريطانيا إلى الإعتذار لشعبنا الفلسطيني، عن الجريمة التي إرتكبتها بحقه، حين أصدرت وعداً، شكل عنواناً لمشروع إستعماري بريطاني، دمر الكيانية الفلسطينية وأقام على انقاضها، بالتعاون والتحالف الوثيق مع الحركة الصهيونية، دولة عنصرية فاشية تحمل اسم إسرائيل على حد وصف بيان الديمقراطية".

وأضافت الجبهة في بيانها" إن وعد بلفور سيبقى وصمة عار في جبين بريطانيا، وساساتها وقادتها، وحكوماتها المتعاقبة، إلى أن تعتذر لشعبنا عن هذه الجريمة، وأن تعترف بالمقابل لشعبنا الفلسطيني في حقه في أرضه، وفي تقرير مصيره عليها، وإقامة دولته الوطنية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على حدود 4 حزيران 67، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها، ووضع حد لأوضاعهم المأساوية في مخيمات اللجوء والبؤس".

كما دعت بريطانيا، "إلى اتخاذ موقف واضح وصريح من جرائم الإحتلال، خاصة وانه يستند في تطبيقها على الموروث القانوني الفاسد، الذي خلفه وراءه الإستعمار البريطاني لفلسطين، وقدمه هدية لعصابات الحركة الصهيونية لتبرير جرائمها النكراء". ودعتها أيضًا إلى اتخاذ موقف مماثل من قضايا الإستعمار الإستيطاني الإستعماري الكولونيالي العنصري، والذي يمتد في تواصل تاريخي مع نكبة 1948، بما في ذلك منع إستيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية وتداولها في أسواق المملكة المتحدة.

الاعتراف بدولة فلسطين
في السياق ذاته، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، أن على بريطانيا أن تعترف بدولة فلسطين لازالة آثار تلك المظلمة التاريخية بحق الفلسطينيين، مضيفًا في بيان له "تطل علينا اليوم الذكرى الثانية بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم الذي شكل مظلمة تاريخية لشعب وقع ضحية لشهوة الاستعمار والتوسع والتطهير العرقي، والتي مازالت آثارها مستمرة بعد نحو قرن من الزمان بعمليات النهب للمزيد من الارض، وتقويض القرارات الدولية التي دعت إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشريف، وضمان عودة اللاجئين وفق القرار 194".

لا بد من معالجة جذرية لتابعيات الوعد
فيما قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، "إن إعلان وعد بلفور هو نقطة انطلاق مأساة شعبنا بأكمله، وما زالت آثاره تلقي بظلالها القاتمة على فلسطين والمنطقة". وطالبت في بيان لها، الحكومة البريطانية بالاعتذار عن الظلم الذي لحق بشعبنا جراءه، وأن تقوم بعملية تصحيح تبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة ذات سيادة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعويض شعبنا عن معاناته وخسائره.