"حرام عليك مبعناش بجنيه".. القصة الكاملة لضحية كمسري قطار طنطا.. ووالدته: "قالي وحشتيني"

حوادث

الضحية
الضحية


بشنطة من الميداليات والسعي وراء لقمة العيش والرزق الحلال، صعد شابان في العقد الثالث من عمرهما على متن قطار متجه من الإسكندرية لأسوان، ظنا منهما بأن هناك رزقا ينتظرهما ولكنهما تفاجئا بـ"الكومساري" يتفقد تذاكر الركاب، وعند طلبه لهما بإظهار تذكرتهما أخبروا بأنهما لا يمتلكان أي تذاكر، فأخبرهما بأنهما لابد لهما من دفع ثمن التذكرة وقدرها 70 جنيها للفرد، بالإضافة لمبلغ الغرامة 30 جنيها، ولكنهما أخبراه بعدم مقدرتهما على دفع ثمن التذكرة، وأنهما لم بيعيا أي شئ، فما كان منه سوى تعنيفهما وإجبارهما على النزول من قطار طنطا أو تسليمهما للجهة المختصة بالمحطة المقبلة لمعاقبتهما، الحادث الذي أسفر عن مصرع أحدهما ويدعى محمد عيد وإصابة الآخر ويدعى أحمد سمير، ببتر قدمه.

رد فعل وزير النقل
أول رد خرج من المهندس كامل الوزير وزير النقل، تأكيده أنه لن يسمح بأي تهاون في حق أي مواطن مصري، وأنه يحرص دائما على حياة جميع المواطنين، موضحا أن التحقيقات ستظهر الحقيقة وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حال ثبوت الواقعة.

وقال الوزير، وزير النقل، إن ما حدث لا نقبله، ونعد دورات تأهيل وتدريب وعلاج نفسي لكل العاملين في هيئة السكك الحديدية كي يحسنوا التعاون مع المواطنين.

وأضاف كامل الوزير في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، قائلا: "سأتوجه غدا إلى منزل المتوفى محمد عيد في شبرا الخيمة وأعتذر لهم باسمي وباسم وزارة النقل وسأزور المصاب في مستشفى طنطا".

وقدم وزير النقل، العزاء لأسرة الشاب محمد عيد هاتفياً، معلنًا منح 100 ألف جنيه تعويضا لأسرة المتوفى و٢٠ ألفا للمصاب أحمد سمير.

وتعهد كامل الوزير، بتوظيف فرد من أسرة الشاب محمد عيد؛ ليكون عائلًا لأسرته.

وأكد أنه حال رفع أهالي الضحيتين قضايا للحصول على تعويض مدني، فإن الوزارة لن تدافع عن السكة الحديد، وستدفع أي تعويض تقرره المحكمة.
 
كمساري القطار "إحنا بشر"
فيما أكد همام مجدي كمسري قطار طنطا، أمام النيابة، بأنه لم يدفع الشابين للنزول من القطار، ولكنه أخبرهما بالدفع أو النزول، قائلا: "فوجئت بشابين يقفان في وسط عربة ركاب الدرجة الأولى مكيفة وسط الناس في حالة من الهرج والمرج، وطالبتهما بسداد قيمه تذكرتين، فامتنعا عن السداد بأسلوب غير لائق فالتزمت كوني موظفا في هيئة السكك الحديدية باتباع إجراءات إدارية بمطالبتهما بالسداد أو تسليمهما إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات، ولكنهما قفزا من القطار هربًا، وأنا مش عملت أي حاجة وهما اللي قفزوا، وفتحوا باب القطر عشان مش معاهم فلوس التذكرة".

وأنكر "الكمسري" أمام النيابة العامة قيامه بإجبار الشابين على القفز أو دفعهما بيده للقفز من أبواب عربة القطار.

وتابع المتهم خلال أقواله: "إحنا بشر ونعرف يعني إيه إنسانية التصرف والتعامل مع الشباب، لكنهما تسرعا في القفز إلى خارج القطار قبالة قرية دفرة عقب تحركنا من محطة قطارات طنطا العمومية".

شهادة سائق القطار
واستمعت النيابة لأقوال السائق،  الذي أكد أن المنطقة الذي قام بها بالتهدية هي منطقة عمل ويتم التهدئة فيها بصفة مستمرة وأنه لم يقم بالتهدئة الكاملة ولكن قام بالتهدئة لحين المرور من هذه المنطقة، ولم يعلم بالواقعة، إلا بعد أن تم إيقاف القطار، وكما استمعت النيابة لأقوال سفرى القطار وأسباب فتح باب القطار ومن المسئول عن فتحه، وهل تلقى تعليمات من كمسري القطار بفتح الباب لإنزال المجني عليهما وما هي ظروف وملابسات أسباب فتح القطار أثناء سيره بمنطقة دفرة وما هي الأسباب الحقيقية وراء قيام المجني عليهما بالقفز من القطار أثناء سيره.

وأكد سفرى القطار، أن الكمسري طلب منه المفاتيح لفتح باب القطار. 

أهالي الضحايا: عايزين حقه
خيم الحزن على أهل الضحية، وجاءت الواقعة عليهم كالصاعقة، كما أطلقت أسرة "محمد" حملة تحت مسمى "عايزين حقه" للمطالبة بحق ابنها والقصاص من الكمسري. 

وقالت والدة الضحية: "اتصل بيا قالي وحشتيني أنا جاي على طول، ابني مجاش موته الكمساري".

وقال محمود عيد، شقيق محمد عيد، ضحية حادث قطار طنطا: "إحنا ما كناش مدركين أي حاجة حصلت بعد ما عرفنا بالواقعة، وكان فيه انفعال شديد جدًّا جدًّا، ولحد ما روحنا طنطا ماحدش فينا مصدق إنه مات، وكنا متصورين إن القطر خبطه، وماحدش كان يعرف إنه نَط من القطر إلا بعد ما وصلنا مكان الحادثة بكتير".

وتابع "محمد أخويا كان شخصًا مسالمًا جدًّا، ومابيحبش يزعل حَد منه، ولسانه كان حلو حتى في طريقة كلامه، والحوار دار بينه وبين الكمسري في 10 دقائق، بإنه يعتبرهم زي ولاده، وهوّه القطر ده مافيهوش جدعنة ليه، دا احنا شباب وكده يعني".

المصاب أحمد سمير: "الكومساري منه لله مرحمناش"
"هو القطر ده مفيهوش رجولة ولا إيه يا جدعان!".. هكذا ردد أحمد سمير مصاب حادث القطر، ليضيف أن تلك آخر العبارات التي لفظها محمد قبل قفزه من القطار ومصرعه، وأنه كان يستنجد بالركاب.

وتابع "سمير": نطيت من القطر على الرصيف، ووقعت اتكعبلت على وشي، خطوة في التانية ومفيش تالتة، في التالتة كنت زاحف، وكان معايا شنطة الشغل، وكنت بقول للكمسري: الشنطة أهي مبعناش منها جنيه بسبب المطرة، وهو منه لله مرحمناش وموت صاحبي، واختتم داعيا الله أن يتخمد صديقة برحمته.