ما هي خطة بوريس جونسون لإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي؟

تقارير وحوارات

بوريس جونسون
بوريس جونسون


صوت النواب البريطانيون الثلاثاء بأغلبية ساحقة على مقترح رئيس الوزراء بوريس جونسون إجراء انتخابات تشريعية مبكرة بتاريخ 12 ديسمبر، حيث يأمل رئيس الحكومة بوريس جونسون أن تتيح له استعادة الأكثرية، وتنفيذ وعده بإخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي، وتمت الموافقة على اقتراح الانتخابات المبكرة بأكثرية ساحقة بلغت 438 صوتًا مقابل 20 صوتًا معارضًا في مجلس العموم، الذي رفض اقتراحًا للمعارضة العمالية بجعل موعد الانتخابات في التاسع من ديسمبر المقبل، وستكون تلك الانتخابات خلال أربعة أعوام.

لكن الكثير من المخاف تحيط بمخطط بوريس جونسون الذي سيترك تيريزا ماي على رأس الحكومة البريطانية، خاصة بعد أن وعد بإخراج بلاده من الاتحاد الاوروبي باتفاق أو بلا اتفاق في الموعد المحدد لذلك، لكن بحسب خبراء فأن الخطوة التي يقبل ليها جونسون، يزايلها احتمالات النجاح والفشل، نحاول تلمسها في التقرير التالي.

توصل لاتفاق جديد
يرغب بوريس جونسون بالتوصل الى اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي، يستبدل به الاتفاق الذي توصّلت إليه تيريزا ماي ورفضه مجلس العموم البريطاني ثلاث مرات، لكن جونسون يقر بنفسه بأن هذا الأمر صعب المنال إن لم يكن مستحيلاً، خصوصًا بسبب الإجازات البرلمانية الصيفية، والوقت اللازم حاليًا لتشكيل فرق تفاوض جديدة بهذا الشأن سواء أكان في لندن أم في بروكسل، فليس بالإمكان التوصل إلى هذا القرار خلال أسابيع، في حين استغرق القرار الحالي أكثر من شهر.

ومن ناحية أخرى، فإن الاتحاد الاوروبي لا يتوقف عن تكرار القول إنه غير مستعد لإدخال تغييرات على ما هو وارد في الاتفاق بشأن العلاقة المستقبلية بين الطرفين.

اختيار أفضل فقرات الاتفاق
أما الاحتمال الثاني الذي يضعه المحللون، هو أن بوريس جونسون يحاول انتزاع موافقة مجلس العموم البريطاني على "أفضل الفقرات" الواردة في الاتفاق الذي توصلت اليه تيريزا ماي مع بروكسل، وهذا يعني موافقة النواب البريطانيين على نقاط غير خلافية كثيرًا، مثل حقوق المواطنين الأوروبيين ومسائل أمنية والتعاون الدبلوماسي.

وفيما يتعلق بالبنود التي لن تدخل في إطار هذه الموافقات فهو "شبكة الأمان" القاضية بتجنب عودة الحدود الفعلية بين جمهورية أيرلندا ومقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية، حيث تنص على "يراهن جونسون على دفع 39 مليار جنيه إسترليني حيث يتوجب على لندن دفعها إلى الاتحاد الأوروبي في إطار بريكسيت"، ويمكن أن يستخدم هذا المبلغ كوسيلة ضغط للحصول من بروكسل على اتفاق "وضع قائم" يتيح تحديد القواعد التجارية القائمة حتى التوقيع على اتفاق جديد.

تنازلات إضافية
أما فيما يتعلق بالاحتمال الثالث والمتمثّل بموافقة الاتحاد الاوروبي على تنازلات إضافية للمملكة المتحدة، إلا أنه سيكون على بروكسل تجنب تنازلات كبيرة يمكن أن تؤدي إلى نشوء سابقة يستفيد منها لاحقًا المشككون بالتجربة الوحدوية للاتحاد الأوروبي، وهذا هو السبب الذي يعطي خطر حصول البريكست من دون اتفاق معناه الكامل

هل تنجح المحاولة؟
تصريحات عدة لبوريس جونسون، يثير من خلالها الكثير من الشكوك حول إمكانية نجاح إدارته لأزمة بريكست، فقد اعتبر أن مغادرة الاتحاد الاوروبي في 31 أكتوبر المقبل وحتى من دون اتفاق لم تؤدّ إلى رسوم جمركية جديدة على الفور، لكنّ هذا الامر لن يستمر الا في حال التوصل الى اتفاق بالتراضي بين لندن وبروكسل الأمر الذي أقر به جونسون ولو متأخرًا، إلا أنه يعتبر أن من مصلحة الاتحاد الأوروبي التعاون، مع التأكيد بأنه سيكون مستعدًا لقطع كل اتصال في الحادي والثلاثين من تشرين أكتوبر المقبل والخروج من دون اتفاق