من العراق إلى لبنان.. مليشيات النظام الإيراني إجرام لا ينتهي في حق المتظاهرين

عربي ودولي

مظاهرات العراق
مظاهرات العراق


تتواصل الأعمال الإرهابية للنظام الإيراني، الذي لم يعد يخبأ إرادته في سحق أي مظاهر تناوئ نفوذه ونفوذ مليشياته الإرهابية في المنطقة العربية، وهو ما يجعله يتخذ كل السبل للقضاء على الاحتجاجات والتظاهرات التي تضمنت ولأول مرة مناطق شيعية، من المفترض أنها لا تتخذ موقفاً عدائيا من إيران، على اعتبار زعامتها للشيعة، إلا أنه يبدو أنّ هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على الشيعة.

الإرهاب يتجدد

وعادت مليشيات أمل وحزب الله في لبنان، إلى مسلسل الاعتداء على المتظاهرين، حيث أظهرت لقطات فيديو أنصار حزب الله وحركة أمل، وهم يدمرون خيام المعتصمين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت ويشعلون بها النيران ويشتبكون مع المحتجين.

اشتباك وقنابل

كما أشتبك أنصارا للحزب والحركة مع محتجين عند حاجز طريق وفي منطقة أخرى بوسط بيروت، مما دفع الشرطة للتدخل، بحسب وكالة رويترز، فيا أوضح شهود وتلفزيون "الجديد"، أن قوات الأمن تدخلت لمنع تفاقم الموقف، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع.

مواجهات بين الطرفين

وسبق أن اقتحم أنصار لميليشيات حزب الله وحركة أمل جسر الرينغ في بيروت، حيث يعتصم المتظاهرون، مما استدعى تدخل قوات الأمن للفصل بين المتظاهرين والعناصر الحزبية، بينما أوضحت المصادر أن أنصار حزب الله وحركة أمل حاولوا فض اعتصام المتظاهرين على الجسر، مما أسفر عن وقوع مواجهات.

هتافات لـ "نصر الله" وسط الاقتحام

وتعد هذه الاقتحامات ضمن مسلسل رخيص تقوده مليشيات حزب الله وأمل في لبنان، ففي الجمعة الماضية، اقتحم أنصار ميليشيات حزب الله مواقع اعتصام المتظاهرين، وكانوا يرتدون قمصانا سوداء يشتهر بها أنصار الحزبن وقاموا باقتحام ساحة رياض الصلح وسط بيروت، وهتفوا "لبيك، نصر الله" في إشارة إلى حسن نصر الله زعيم الميليشيات.

تهديدات "حسن نصر الله"

وتأتي الاعتداءات على المتظاهرين في لبنان، كنتيجة لتهديدات الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله، الذي أدلى بخطابين منذ أزمة الاحتجاجات، لم يخليان من تهديدات مبطنة تجاه المتظاهرين اللبنانيين، حيث هدد بزج البلاد في حرب أهلية، معلناً رفضه دعوات متصاعدة مطالبة باستقالة الحكومة والرئيس.

لا نقبل السقوط

وأفصح "نصر الله" عن المزيد من التهديدات، قائلاً "لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة"، وهو إعلان صريح برفض مطالب المتظاهرين، الذين أجمعوا عليها، عن بكرة أبيهم.
وبيّن "نصر الله" في خطابه أنه يخشى الفراغ بمؤسسات الدولة، قائلا: "هذا خطير جدا، الفراغ اذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم، في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار"، بحسب وصفه، مؤكداً أن ميليشيات حزب الله هي "الطرف الأقوى" في لبنان.

الإجرام لم يغب في العراق

وكما أطلقت إيران أيدي مليشياتها على المتظاهرين في لبنان، أطلقتهم أيضا بكل قوتها على احتجاجات العراق، حيث قتلت المليشيات المتظاهرين بالرصاص الحي، وعبر عمليات القنص.

فصائل موالية لإيران

ومنذ يوم الجمعة تمارس مليشيات إيران القتل في صفوف المتظاهرين دول خوف أو وجل، فبحسب تقرير لـ "ميدل إيست"، فإن الفصائل الشيعية العراقية الموالية لإيران، ارتكبت يوم الجمعة مجزرة بحق المتظاهرين الذين خرجوا تنديدا بالفساد وبالنفوذ الإيراني، في احتجاجات عابرة للطائفية لم تهدأ إلى الآن.

قنص المتظاهرين

وسقط أكثر من عشرين قتيلا معظمهم برصاص ميليشيا عصائب أهل الحق إحدى أكبر فصائل الحشد الشعبي التي تم دمجها في القوات المسلحة، فيما سبق للميليشيات الشيعية التي تدربت في إيران وتدين لها بالولاء أكثر من ولائها للعراق، أن حاولت فض الحراك الشعبي العراقي وسط معلومات أكدت قبل أيام تورط تلك الميليشيات في قنص متظاهرين.

شهادات موثقة واعترافات

وتشير شهادات النشطاء المدنيون، وشهود العيان والمنظمات الحقوقية، على تورط ميليشيات عراقية مسلحة موالية لإيران، في مقتل نحو 250 متظاهرا عراقيا منذ الأول من أكتوبر، فيما أشارت تصريحات متكررة لقادة في فصائل الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية عراقية موالية لإيران، أنها قمعت بالرصاص الحراك الشعبي تحت عنوان التصدي لمؤامرة خارجية.

قناصو المليشيات

وفي ذات السياق، أكد تقرير لوكالة رويترز نقل عن مسؤولين أمنيين عراقيين، أوضحوا أنّ قناصة تابعين لميليشيات مدعومة من إيران، اعتلوا الأسطح وأطلقوا النار على المتظاهرين خلال الاحتجاجات، فيما أوضح مسؤولون عراقيون، إن هؤلاء المسلحين كانوا تحت إمرة القيادي في الحشد الشعبي أبو زينب اللامي، في وقت تداولت فيه وسائل إعلام ومواقع تواصل خبر انضمام اللامي إلى اللجنة المكلفة بالتحقيق في معرفة المتورطين في قتل المشاركين في التظاهرات.

منظمات دولية تشهد

وأجرت منظمة العفو الدولية، استنادا إلى مقابلات أجرتها مع نشطاء شهدوا مقتل محتجين، أن قوات الأمن العراقية استخدمت الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين في حملة قمع وصفتها المنظمة بـ"المروعة"، فيما لا تزال أعمال القمع والقتل الممنهج تطال المتظاهرين.

استقالة الحريري والعراق ينتظر

وفي آخر التطورات، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية استقالة الحكومة، بينما أعلن رئيس الحكومة العراقية،م عادل عبد المهدي، اليوم الثلاثاء، إنه ليس بالإمكان إجراء انتخابات مبكرة قبل أن يحل البرلمان نفسه، لكنه تحدث لأول مرة عن إمكانية استقالة حكومته لاحتواء أزمة الاحتجاجات المتصاعدة.

وجاء ذلك في رسالة وجهها رئيس الحكومة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي دعا الإثنين، عبد المهدي، للذهاب إلى البرلمان وإعلان إجراء انتخابات مبكرة.

وحذر "عبد المهدي" من فراغ قد يحدث في السلطة في حال تحولت الحكومة إلى تصريف أعمال، مشيراً إلى أنّ السياقات القانونية تنص على أن البرلمان بإمكانه حل نفسه بأغلبية الأصوات وتعتبر الحكومة حينها مستقيلة وتتحول إلى حكومة تصريف أعمال، ثم تتم الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة خلال 60 يوماً.