"البيئة" تطلق حملة التشجير بجميع مناطق المملكة

السعودية

بوابة الفجر


أكملت وزارة البيئة والمياة والزراعة، اليوم، 37 جهة حكومية وخاصة وجمعيات تطوعية وأفراد، ضمت أكثر من 1500 مشارك زراعة 50 ألف شجرة في متنزه ثادق الوطني بمنطقة الرياض، بداية لانطلاق حملات التشجير في جميع مناطق المملكة في الفترة من أكتوبر الجاري وحتى أبريل 2020م، وذلك بمشاركة معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي.


وبهذه المناسبة قال المهندس الفضلي: "هذا الجهد الكبير مكمل لأهداف الوزارة في الحفاظ على البيئة، ومكافحة التصحّر، حيث تستهدف زراعة أكثر من 6 ملايين شجرة خلال هذا الموسم في جميع مناطق المملكة، موضحاً أن هذا العمل الوطني هو طريقنا لمكافحة التصحّر واستعادة غطائنا النباتي، مقدماً شكره لكل من شارك وأسهم في نجاح هذا اليوم، داعياً الجميع للمشاركة في حملات التشجير التي انطلقت في مناطق المملكة كافة.

وشملت أنواع الأشجار المحلية التي استزرعت في متنزه ثادق الوطني، الطلح النجدي، والسمر، والغاف، والسلم.

وتهدف "حملة التشجير" التي أطلقتها الوزارة، إلى حماية البيئة، والحد من التلوث، واستعادة الغطاء النباتي، والوصول إلى بيئة وموارد مستدامة تحقق الأمن المائي، والإسهام في تحسين جودة الحياة، وستشمل الحملة جميع مدن ومحافظات المملكة.


ويصف رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق خضراء، التصحر بأنه «ظاهرة عالمية تعاني منه كثير من الدول خصوصا تلك الواقعة بالقرب من الصحاري الحقيقية»، موضحا: «يسبب التصحر خسائر تزيد على 43 مليار دولار سنويا على مستوى العالم، ويؤدي إلى تدهور المراعي والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، كما يسبب الفقر والمجاعات والهجرات والقلاقل».



وعن وضع السعودية مع التصحر، يقول: «تعاني المملكة وبشدة من ظاهرة التصحر، ومن أهم أسبابها قطع الأشجار والرعي المشاع غير المنظم للحيوانات وبعض أنشطة التعدين وغيرها، ومن مظاهر التصحر تناقص الغطاء النباتي الطبيعي وازدياد العواصف الترابية وتدهور التربة واختلال التنوع الحيوي، وهذا يتطلب إجراءات صارمة وخططا مدروسة لوقف هذه الظاهرة، وذلك بمعالجة الأسباب المؤدية إليها، وبإطلاق مشاريع تشجير ملائمة لتعويض ملايين الأشجار التي دمرت خلال العقود الماضية».


ووفقا لدليل زراعة النباتات الملائمة لمشاريع التشجير في مناطق البيئة المختلفة، الذي أعدته وزارة الشؤون البلدية والقروية، فإن النباتات تعمل بمختلف أنواعها وأشكالها على تعديل المناخ وتلطيفه وتحسين التربة وزيادة خصوبتها ومقاومة التلوث الجوي وحدوث العواصف الغبارية وكسر شدة الرياح وتقليل الضوضاء، بالإضافة إلى الناحية الجمالية والتنسيقية والاقتصادية.



ويوضح الدليل أن من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح عمليات التشجير هو اختيار الأنواع النباتية المناسبة لتحمل الظروف المناخية في مناطق المملكة البيئية المختلفة، مع الإشارة إلى كون المنطقة البيئية هي نطاق من الأرض تتميز عن غيرها من النطاقات الأخرى بمجموعة من العوامل المناخية والأرضية والطبوغرافية والإحيائية. والسعودية تتألف من 8 مناطق بيئية، بحسب الدليل، تتباين في عواملها إلى حد ما، خصوصا في العوامل المناخية والإحيائية، حيث تتميز كل منطقة من المناطق بنمو مجموعة من النباتات الخاصة بها.



جدير بالذكر أن التشجير لا يقتصر دوره على تحسين المناخ فقط، بل له دور فعال في تقليل تلوث الهواء، وذلك بحسب دراسة حديثة أعدتها منظمة الحفاظ على الطبيعة، ومقرها الولايات المتحدة، والتي كشفت أن معدل تخفيض جسيمات التلوث بالقرب من شجرة يتراوح بين 7 و24 في المائة، علما بأن هذه الجسيمات هي جسيمات ميكروسكوبية، تعلق في رئات الأشخاص الذين يتنفسون الهواء الملوث. وأكدت الدراسة أن أشجار المدن تجلب كثيرا من الفوائد للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية.