خوفًا على حياة الأطفال.. "عمرو" يعزلّ أعمدة الكهرباء بالأشرطة اللاصقة في دمنهور

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شارع مغمور بالمياه نتيجة هطول الأمطار بغزارة، لم يكن أحد مستعداً من أجل تلك اللحظة، كل من في الشارع مشغولاً في أمره محاولاً الرجوع لمنزله سريعاً، وتجنب برك المياه العميقة المنتشرة في الطريق، ولكن الطفلة "مروة" لم يحالفها الحظ، فنحيلة الجسد حاولت الاستناد إلى عامود الكهرباء كي ينقذها من سقوطها ببرك المياه، ولكن الحظ خالفها فإذا به يلقي بها في بركة المياه، بعد أن صفعتها الكهرباء، وأخرجها الأهالي جثة هامدة في مشهد حتى عدسات الكاميرا تخشى التقاطته من بشاعته .
ظل هذا المشهد المفزع عالق في ذهن الشاب "عمرو مراد" تلاحقه الذكرى كلما بدأت قطرات المطر تتساقط من السماء، حينها فكر مطولاً فيما يفعل كي ينقذ أرواح أخرى من ذلك المشهد اللعين، خاصة وأن هيئة الأرصاد ما زالت مستمرة في تحذيرتها من موجات البرد المتلاحقة.

الخوف من تلك اللحظة جعلت الشاب الثلاثيني، يهتدي إلى فكرة عزل "أعمدة الكهرباء بإستخدام أشرطة اللاصق"  من أجل حماية المواطنين" أنا عملت كده خوف على حياة الأطفال بعد ما شفت منظر طفلة العاشر من رمضان، صورتها لسه قدامي عيني مشهد صعب أوي، تخيلت إن حد من قرايبي في الموقف ده".







"شريط لاصق لا يتعدى ثمنه بضعة جنيهات" كان سلاح "عمرو" لتنفيذ فكرته، وكانت أول محطة له مسقط رأسه بقرية من زاوية غزال التابعه لمركز دمنهور في محافظة البحيرة، حيث بدأ الشاب بعزل أعمدة الإنارة من الخارج بإستخدام اللاصق، ثم نشر الصور بعدد من جروبات المنطقة من أجل نشر الفكرة في قريته وبالفعل استجاب عدد من الشباب لمبادرة عمرو.

 

ثم تواصل أحد مهندسي الكهرباء مع عمرو من أجل إضافة جانب أخر لها" الخطوة الأولى لازم نبدأ عزل الأعمدة من الداخل عن حريق فني متخصص، ثم نعزل من الخارج من اللاصق"، ومن هنا بدأ عمرو يؤكد على منفذي فكرته تنفيذ الخطوة الأولى وهي عزل الأعمدة من الداخل.

 






يعكف الشاب الثلايني حالياً على عمل لافتات صغيرة مدون بها عبارات تحذيرية "ممنوع الأقتراب من الأعمدة أثناء الأمطار"، وقام بنشر تلك الفكرة على عدد من جروبات المحافظات" أنا حالياً بخاطب  الناس في المحافظة إن كل شارع يلم مبلغ يومية كهربائي فني يشيك علي الأعمده ونعزلها من الداخل بعدها نبدأ مرحلة العزل من الخارج، وكل ده مش هيكلف كل بيت الإ 5 جنيه فقط علشان نحمي أولادنا".