عادل حمودة يكتب من نيويورك: ترامب: اليهود ينقلبون دائما!

مقالات الرأي



أجهض زوجته الثانية بعد أن خانته مع حارسه الخاص وعزلت زوجته الثالثة ابنها تجنبًا لفضائح والده!

السؤال الصعب: هل تستحق متعة السلطة كل الضربات والطعنات التى تسعى لعزله وإفلاسه وانتحاره؟


لا يعرف متعة السلطة إلا من يمارسها.

تتجاوز متعة السلطة ــ فى تصنيف خبراء النفس البشرية ــ متعة الشهوة ومتعة الثروة ومتعة المغامرات الخطرة.

لكن هل تستحق متعة السلطة أن يفقد ساكنها سمعته وأسرته وصحبته وسكينته؟.

هل تستحق أن يتحمل الطعنات السياسية والمطاردات القضائية والفضائح الجنسية والنميمة الشخصية والمتاعب الزوجية؟.

الإجابة بلا تردد: نعم يتحمل ذلك وأكثر.

وليس هناك دليل على ذلك أكثر من حالة الرئيس دونالد جون ترامب.

ما أن أعلن نفسه مرشحا للرئاسة الأمريكية حتى راحت فرق الكلاب البوليسية تفتش فى ملابسه الداخلية لتكشف ما يخفى وتفضح ما يستر وتنطق بما يسكت.

وكانت الحصيلة قياسية.

يكفى منها الكتب التى تنشر عنه.. كتاب كل شهر تقريبا.. ليس بينها ما ينصفه.. بل هناك من يصفه بـ«المعتوه».. وهو عنوان كتاب أوماروسا نيومان مساعدته السابقة فى البيت الأبيض.. ولكنه لم يبتعد كثيرا عن كتاب العالم النفسى باندى لى: حالة ترامب الخطرة.. على أن السخرية منه فاقت الحد فى كتاب جون ماكين: موجة لا تهدأ.. أما مادلين أولبريت فى كتابها: الفاشية فقد حذرت من ظهور هتلر جديد بهوية يهوذا.. يقايض الحرية بصفقة عقارية.

وما أن هبطت مطار كيندى حتى وجدت آخر ما صدر عنه.. كتاب بيل أو ريلى: ولايات ترامب المتحدة ــ كيف ينظر الرئيس إلى أمريكا؟.

وبعد النجاح الذى حققه كتاب مايكل وولف: نار وغضب فإنه لم يتردد فى أن يكمله بكتاب: الحصار ــ ترامب تحت القصف الأكثر إثارة.

وجاءت الرياح بما تشتهى سفينة بوب وود وارد.. تنبأ فى كتابه: الخوف أن يظل ترامب فى حالة مطاردة جنائية.. ينجو من قضية ليقع فى أخرى.. ما أن نال البراءة فى تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات حتى طالبته محكمة عليا فى نيويورك بتسليم مستنداته الضريبية عن آخر ثمانى سنوات بعد بلاغات تتهمه بالتلاعب فيها.. وفى الوقت نفسه يسعى مجلس النواب جاهدا للإطاحة به بعد أن جمد المعونة المقررة لدولة أوكرانيا حتى يساعده رئيسها لإثبات فساد جو بايدن (نائب أوباما ومنافسه فى الانتخابات القادمة) وابنه هنتر فى إحدى شركات الغاز هناك.

إن ترامب أكثر الرؤساء انكشافا فى التاريخ الأمريكى.. لا يكف عن إثارة الفوضى من حوله.. وغالبا ما سيدمر نفسه بنفسه فى نهاية المطاف.. خاصة أن أقرب الأشخاص إليه هم الأكثر قلقا على حالته العقلية.. وجميعهم يتساءلون عن مصيره.

لكن ما يثير الدهشة أنه رغم شخصيته المتطرفة التى لا تكف عن الهذيان فإن أسهمه ترتفع يوما بعد يوم وفرصه فى الانتخابات القادمة لا يمكن الاستهانة بها وهو أمر محير يصعب تفسيره.

يكرر ترامب بلا توقف: أنا من ينجو دوما بفعلته ويخرج فائزا بالغنيمة.

ربما.. ولكن.. هل يمكن أن يحتمل الطلقات والطعنات القاتلة التى تصوب إليه؟.. وما متعة السلطة لو كان عليه العيش وخصومه يتزايدون يوما بعد يوم ولا يفكرون فى عزله فقط وإنما يسعون إلى إفلاسه وانتحاره أيضا.

وهو يعترف متذمرا لمن تبقى من شلته القديمة: ليس لدى صديق واحد فى العالم دون أن يستثنى زوجته ميلانيا كنوفس ذات الأصول السلوفينية التى نالها من التشهير جانبا.

سبق أن عملت ميلانيا عارضة أزياء لكن صحيفة ديلى ميل البريطانية تجاوزت حدودها وأكدت أنها عملت مرافقة للرجال فلم تتردد فى تكليف المحامى تشالز هاردر بمقاضاة الصحيفة وفى النهاية سويت القضية.

لو كانت الديلى ميل صحيفة أمريكية لنجت من التقاضى فليس فى الولايات المتحدة حدود لفضح الشخصيات العامة بالحق أو بالباطل.

والحقيقة أن ميلانيا ترى أن زوجها أصبح غريبا عنها واحتاجت ستة أشهر لتقبل بالمعيشة فى البيت الأبيض وعزلت نفسها عنه لتسجل أنها وترامب أول زوجين رئاسيين ــ منذ جون كيندى ينامان فى غرفتين منفصلتين.

سعت ميلانيا جاهدة لإبعاد ابنها بارون عن الفضائح الجنسية التى تكشف يوما بعد يوم فى شرائط إباحية لترامب وبدت مستعدة للطلاق لكن ترامب رفض التجاوب معها حتى لا يقضى عليه.

يقول ستيف بانون (الرجل الذى كان وراء فوز ترامب فى الانتخابات) إنه لم يشاهد أى دليل على وجود زواج وما أن يأتى ذكر لميلانيا حتى ينظر ترامب فى دهشة وكأنه يقول: وهل تستدعى ميلانيا أى اهتمام؟.

إن النساء كن مصدر فخر ترامب قبل الرئاسة ولكنهن أصبحن مصدر شقاء بعدها.

أسعده أن يظهر على غلاف مجلة بلاى بوى وأسعده أن يتورط فى علاقات جنسية مع عاهرات لم تنصفه واحدة منهن بل أجمعن على ضعفه والاكتفاء بالحديث عن مغامرات وهمية صنعها خياله بل أكثر من ذلك أعلن فى حفل عشاء تخلل حملته الانتخابية وسط دهشة الحضور: إننى لا أحتاج إلى فياجرا بل أحتاج إلى حبة تخفف من رغبتى الشرهة.

ويتصرف ترامب على أن من النادر أن تمانع امرأة ويرى أن المسئولية تقع على أريكة المكاتب وعرف عنه أنه لا يتردد من لمس المناطق الحساسة للنساء وهو ما تحدثت عنه كريستين آندرسون علنا فى برنامج تليفزيونى صباحى بعد مرور سنوات طوال على التحرش بها.

هنا يكشف مايكل وولف عن خيانة زوجة ترامب الثانية مالا مايلز له بعد أن أقامت علاقة مع حارسه الشخصى وفضحت تلك العلاقة ذات ليلة على شاطئ قريب من مارلاجو (فلوريدا) عند منصة منقذ الغرق.

وحسب المصدر نفسه فإن ترامب دفع مايلز من أعلى الدرج لإجهاضها ويبحث خصوم ترامب على دليل يثبت تلك الواقعة ولو حصلوا عليه فإنهم سينالون من ترامب كذلك فإنهم يبحثون عن امرأة دفع لها ترامب مالا لتجهض نفسها.

ويلفت النظر أن مارلاجو كان عنوان كتاب نشره لورانس ليمر تحدث فيه عن العلاقة العاطفية لترامب وميلانيا التى أصابها البرود.

وانتقل البرود إلى ابنه بارون الذى ابتعد عن والده بعد أن عامله بقسوة وعدوانية وسخرية لم تستوعبها ميلانيا إلا بعد أن لاحظت أن ترامب لا يذكر ابنته تيفانى من زوجته الثانية إلا نادرا لتبقى إيفانكا المفضلة رسميا لديه وإن لم يبتلع تحولها إلى اليهودية لتتزوج من جاريد كوشنر.

لم يكن ترامب يثق فى اليهود وتأكد له ذلك عندما وجد ثلاثة من مساعديه اليهود (هم محاميه مايكل كوهين ورئيس مؤسسة أمريكان ميديا ديفيد بيكر ومحاسبه آلن ويلسبرج) على التعاون مع روبرت موللر فى التحقيقات التى يجريها لمعرفة حدود التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية وحسب مايكل وولف فإن ترامب علق على ذلك قائلا: اليهود ينقلبون دائما وتفاصيل القصة مثيرة.

فى عام 1998 اختيرت كارين ماكدوجال أفضل امرأة مثيرة فى مجلة بلاى بوى وشاركتها ممثلة الأفلام الإباحية ستورمى دانييلز وكلتاهما ادعتا بأنهما كانتا على علاقة جنسية بترامب.

فى عام 2016 لجأتا إلى كيث ديفيدسون المحامى ليحرر لهما عقدا لنشر قصتهما مع ترامب فى إحدى صحف الفضائح واختار المحامى مجلة إينكويرير للتفاوض معها ونجح فى الحصول على 150 ألف دولار لهما.

تنشر المجلة مؤسسة أميركان ميديا التى يرأسها ميد ديفيد وأمام تراجع توزيعها بنسبة 90٪ بسبب الإنترنت اعتمدت المؤسسة سياسة سميت كاتش أند كيل أى أمسك بالفضيحة وابتز صاحبها حتى لا يقتل.

وافق مايكل كوهين محامى ترامب على أن يدفع للمجلة ما تريد مقابل السكوت وساعده على ذلك محاسب ترامب آلن ويلسبرج واتفقا على أون يسجلا المبلغ المدفوع على أقساط مصاريف وأتعاب محاماة ليخصم من ضرائب ترامب.

اعتبر المبلغ المدفوع جزءا من الإنفاق على الحملة الانتخابية لا يجوز خصمه من الضرائب ومن ثم اعتبر نوعا من التهرب الضريبى وما أن هاجمت المباحث الفيدرالية بيت ومكتب كوهين وصادرت حواسبه حتى بادر بالاعتراف بكل ما يعرف ولحق به ويلسبرج ما جعل محكمة نيويورك تطالب ترامب بمستنداته الضريبية لآخر ثمانى سنوات مما يعنى أنه يمكن أن يسجن ــ مثل صهره تشارلى والد كوشنر ــ بأسوأ تهمة تواجه شخصا فى أمريكا.

هنا هاجم ترامب تقلب اليهود حماية لمصالحهم.

ولا يقتصر ما ينتظر ترامب على التهرب الضريبى أو سوء السمعة بسبب علاقته بالنساء ولكن هناك ملفًا ضخمًا بدأ المدعى العام فى مانهاتن سايروس فانس فى تجهيزه لأسرتى ترامب وكوشنر يضم أمورا شائنة مثل: تسلم ملكية مسروقة وتبييض أموال وتزوير سجلات أعمال ورشاوى وجرائم فساد وسوء استخدام السلطة أو عرقلتها وبدأت المطاردة.

مرة أخرى: هل تستحق متعة السلطة كل هذا العذاب؟.