"لقاء بوتين.. وتهديدات ترامب".. خطة إذلال أردوغان لإجباره على الانسحاب من سوريا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"الخضوع لترامب وإذلال بوتين" كانت أبرز العوامل التي دفعت الرئيس التركي "أردوغان" لوقف عمليته  العسكرية في شمال شرقي سوريا ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الدول الغربية، فسياساته التدميرية للدول العربية من أجل تحقيق أطماعه في المنطقة لم تجدي نفعاً، بل ارتدت في وجهه وانقلبت عليه ليصبح ذليلاً ويجني نتائج انتهاكاته الإنسانية.

 

الخضوع لأوامر ترامب

 

خضوع أردوغان لأوامر "ترامب" وإذلاله، كانت أحد أهم عوامل وقف تركيا عدوانها على سوريا، من أجل السماح للقوات الكردية بالانسحاب من "منطقة آمنة".

 

وأعلن عن الهدنة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، عقب محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسرعان ما أشاد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إنها ستنقذ "ملايين الأرواح".

 

وفي حال تنفيذها، ستحقق الهدنة الهدفين الرئيسيين اللذين أعلنت عنهما تركيا عندما شنت الهجوم قبل ثمانية أيام وهما: السيطرة على شريط من الأراضي السورية بعمق يتجاوز 30 كيلومترا، وطرد وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف السابق لواشنطن، من المنطقة.

 

وذكر بيان أمريكي-تركي مشترك حينها، صدر عقب المحادثات "إن القوات المسلحة التركية ستتولى إقامة المنطقة الآمنة".

 

وقال سياسي تركي لرويترز إن أنقرة حصلت "على ما تريد بالضبط" من المحادثات مع واشنطن، وأوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الجيش التركي "يوقف" فقط العمليات حتى تغادر وحدات حماية الشعب الكردية المنطقة.

 

ومنذ أن بدأ الهجوم التركي إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من شمالي سوريا، ما اعتبر ضوءا أخضرا للأتراك. إلا أنه تعرض لوابل من الانتقادات نتيجة قرار الانسحاب، فطالب أنقرة بوقف هجومها.

 

رفع العقوبات الأمريكية عن تركيا

 

وبالأمس كشف الرئيس ترامب أنه تلقى تأكيدات من تركيا بوقف القتال في شمال سوريا ليصبح وقف إطلاق النار دائما، ولذلك قرر رفع العقوبات التي فرضتها بلاده عليها.

 

اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن التوصل إلى الاتفاق مع تركيا حول وقف إطلاق النار شمال شرق سوريا كان نتيجة ما أسماه “الحب القاسي“، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان “ينبغي ترك تركيا والأكراد يتقاتلون لفترة وجيزة“، مشبهاً ذلك بالعراك بين الأطفال.

 

وقال ترامب: "في بعض الأحيان عليك أن تدعهم يتقاتلون لفترة قصيرة... ثم يكتشف الناس مدى صعوبة القتال .. هؤلاء الرجال يعرفون هنا، هؤلاء الرجال يعرفون، أليس كذلك؟"

 

مضيفاً، "أحيانًا عليك أن تسمح لهم بالقتال، مثل طفلين، تسمح لهم بالقتال من ثم تفصل بينهم، الرئيس إردوغان كان رجلا لطيفاً، لقد تفهم ذلك، لكن بدون القليل من الحب القاسي، أنتم تعرفون ما هو الحب القاسي، صحيح؟ .. وبدون القليل من الحب القاسي، ما كان لهم أن يعقدوا هذه الصفقة أبدًا."

 

بوتين وأردوغان

 

وكان لروسيا يد أيضاً في عملية إذلال "أردوغان "وإخضاعه، فمنذ يومين التقى الرئيس التركي بالرئيس الروسي "بوتين"، في مدينة سوتشي الروسية، وعقدا محادثات مطولة بشأن الوضع في سوريا.

 

وخرج بعدها الرئيس التركي، متحدثاً عن نتائج تلك المباحثات الثنائية، موضحاً أن تركيا وروسيا اتفقتا على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إلى ما بعد 30 كيلومترا من الحدود التركية ومغادرة بلدتي تل رفعت ومنبج.

 

وقال أردوغان إن القوات التركية والروسية ستقومان بدوريات مشتركة في شمال سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود مضيفا أن أنقرة ستعمل أيضا مع موسكو من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا.

 

اتفاق على تسيير دوريات روسية تركية في شمال شرق سوريا

 

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه سيتم نشر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا ابتداء من ظهر يوم الأربعاء 23 أكتوبر تشرين الأول خارج منطقة العمليات العسكرية التركية.

 

مقطع فيديو بوتين يشير بأصبعه لأردوغان بإنهاء الوضع

 

ليس هذا فقط، فأكثر ما يدل على إذلال "أردوغان" خلال تلك المباحثات، مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية، حول ملف العلميات التركية في سوريا.

 

ويظهر في مقطع الفيديو جلوس الرئيسان الروسي والتركي مقابل بعضهما البعض قبل أن يشير بوتين بإصبعه إلى مجموعة أوراق فتحها أردوغان امامه، ورده فعل الأخير بإغلاقها من أمامه، الأمر الذي أثار تكهنات نشطاء على أن الأوراق هي خرائط لشمال سوريا وأن بوتين "أمر أردوغان" بإغلاقها.

 

ومن جانبه، قال بوتين: "الوضع في المنطقة عصيب للغاية، ونحن نرى ونفهم كل شيء، وأعتقد أن لقاءنا اليوم في مكانه، ومشاوراتنا مطلوبة بشدة".