"البابا الفلاح".. ما لا تعرفه عن البطريرك قاهر الطبيعة

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، بتذكار نياحة البابا الأنبا ديمتريوس الأول الـ 12 الكرام من باباوات الإسكندرية، وبحسب الكتاب التاريخي الكنسي ( السنكسار)، تٌعيد الكنيسة بتذكاره في 12 بابة من كل عام قبطي.

ويقول القمص شنودة وديع، راعي كنيسة القديسة العذراء مريم والانبا ابرام للاقباط الأرثوذكس – فيصل، إن البابا ديمتريوس الأول كان فلاحًا أميًا لا يجد القرأة والكتابة وكان متزوجًا، حيث أقام مع زوجته سبعة وأربعين عامًا.

وأوضح " وديع"، لـبوابة الفجر، أن البابا ديمتريوس رغم أنه كان متزوجًا ولكن كان بتولًا ولم يعرف أحدهما الآخر معرفة الأزواج، ولم يكن أحد من الشعب يعرف ما هما عليه.

وأضاف القمص شنودة قائلًا: إن ملاك الرب قد ظهر لهذا القديس وكشف له بأنه سيكون هو البطريرك القادم وذلك عند قرب نهاية حياة البابا يوليانوس الحادي عشر، لافتًا إلى أن الملاك اعطي للبابا ديمتريوس علامة لهذه النبوءة قائلًا له "غدا يأتيك رجل ومعه عنقود عنب، فأمسكه عندك وصلى عليه"، وعندما استيقظ من نومه، أعلم من كان عنده من الأساقفة والكهنة بهذه الرؤيا.

وتابع: وبالفعل في اليوم التالي وجد البابا ديمتريوس عنقودا من العنب في غير أوانه، فحمله إلى القديس يوليانوس بقصد نيل بركته. فمسكه الأب البطريرك من يده وقال للحاضرين "هذا بطريركم بعدي"، ثم صلى عليه فأمسكوه وأبقوه إلى أن تنيح الأب يوليانوس وأكملوا الصلاة عليه، فامتلأ من النعمة السمائية، وأنار الرب عقله فتعلم القراءة والكتابة، ودرس كتب الكنيسة وتفاسيرها.

واستكمل: وكان الله قد منحه موهبة أنه إذا أكمل القداس وتقدم الشعب لتناول القربان المقدس، كان ينظر السيد المسيح يدفع بيده من يستحق، أما إذا تقدم من لا يستحق فإنه يظهر له ذنبه ولا يسمح له بالاقتراب حتى يعترف بخطيئته فيؤنبه الأب عليها، ويقول له "تنح عن خطيئتك وتب وبعد ذلك تقدم وتناول الأسرار المقدسة، فاستقامت رعيته في زمانه.

واستطرد قائلًا: ولكثرة تبكيته الخطاة وحثهم على التوبة والطهارة، فتذمر بعضهم وقالوا هذا الرجل متزوج فكيف يوبخنا، فأراد الله تعالى إظهار فضائله فأتاه ملاك الرب في الليل وقال له "يا ديمتريوس لا تطلب خلاصك وتترك غيرك يهلك في شكه" فاستوضحه الأب هذا القول فقال له "يجب أن تكشف للشعب السر الذي بينك وبين زوجتك حتى يزول عنهم الشك"، مضيفًا: وفي الصباح بعد أن أقام القداس الإلهي أمر الشعب بعدم الخروج من الكنيسة ثم أخذ جمرا ووضعه في أزار زوجته وفى بللينه وطاف الاثنان الكنيسة ولم تحترق ثيابهما، فتعجب الشعب من هذه المعجزة، ثم عرفهم أنه وزوجته لم يعرفا بعضهما المعرفة الزوجية إلى اليوم، فزال من الشعب الشك.

واختتم كاهن كنيسة العذراء مريم قائلًا: إن البابا ديمتريوس قد قضى عمره على الأرض منها خمس عشرة سنة إلى أن تزوج، وسبعا وأربعين سنة إلى أن صار بطريركا، وثلاثا وأربعين سنة في البطريركية، حتى أن تنيح بسلام عن عمر يناهز المائة وخمسة عامًا.