أحمد أبورحيل يكتب: رسالة مبتورة لدواعي الضرورة

مقالات الرأي

بوابة الفجر


رسالة إلى المجلس الموقر فيما يخص المادة 141 !!!

حيث اتوجه برسالة إلى كل من يهمه الأمر وعلى رأسهم المجلس الأعلى للجامعات الموقر! المعنى برسم سياسات التعليم العالى فى مصر؛ رسالة تخرج من القلب المعلول وليس من العقل، العقل الرافض للواقع ويناهض فى عدم الاعتراف به؛ رسالة تخرج من القلب على الرغم من إننا نمتهن مهنة العقل ولكن للأسف كاد العقل أن يفقد صوابه من كثرة الهموم والحمول ومتطلبات العملية العقلية التى نمتهنها. فدائماً يعيش أصحاب الكادر البحثى والتعليمى فى مصر بين حيرة دائمة واضطراب مستمر وتردد ملاحظ بين أخلاقيات المهنة التى يمتهنها وإنها رسالة يجب أن يقوم بها مهما توالت عليه الصعاب وانهكت أكتافه مصائب الدهر وبين ظروف الحياة وضغوط المعيشة والمطالب اليومية الأساسية منها وليس الثانوية، فدائماً ما نطلق علي مهنة أستاذ الجامعة هى "مهنة الموت البطىء" ، فيقول أحد الأساتذة الجامعيين إذا كنت ترغب فى أن تكون أستاذاً جامعياً فأنت تمتهن مهنة " الموت البطيء " فحياتك كلها ضغوط منذ أن يتم تعيينك معيداً تبدأ معانات، بداية من تمهيدي الماجستير، سيمنار التسجيل، إعداد الرسالة ، المناقشة، سيمنار الدكتوراة، إعداد الرسالة ، انتهاءاً بالمناقشة، ليس ذلك فحسب ولكن تبدأ مرحلة جديدة لاتقل صعوبة عن سابقتها، أبحاث الترقيات، إعدادها ، تحكيمها ، نشرها ، تقديمها إلي اللجان العلمية ، تحكيمها مرة اخري ، مناقشتك، وخلال كل ذلك تقوم بحضور مؤتمرات وتقوم بالتدريس وأعمال الامتحانات وأعمال ادارية ماأنزل الله بها من سلطان تنزل إلى أدنى الأعمال ــــ من باب أن هذه الكلية هى بيتك الثانى وإن مشرفك ده زى والدك لازم تستحمله وتقدره ـــ فأستاذ الجامعة يعمل في مكتبه ومنزله، طوال الوقت وفي كل مكان ومطلوب منه أيضاً أن يكون له مظهراً مناسباً ونمط حياة معين يتفق مع مكانته الاجتماعية التى مازلت تتعلق فى ذهنه، مطلوب منه دائماً أن ينفق علي وظيفته لا العكس وفي النهاية تنظر إلي المرآة فتجد الشعر الأبيض وقد صبغ حياتك وتتحول الي رسالة أو كتاب علي رف في مكتبة يخطئ الباحثون في كتابة اسمه بمراجعهم، الشيء الوحيد الذي ينفعك أن يتذكرك أحد طلابك ويدعو لك "بالرحمة " ويكون لك فيه أجراً وطريق تلتمس به إلى الجنة برحمة من الله. كل ماسبق هو بحكم القانون الذى ارتضاه الجميع أن يطبق عليهم، لكن هناك أعمال أخرى يتعرض لها الساده أعضاء الكادر الخاص كما يطلقون عليه على الرغم من إنه تكدير خاص وليس كادر خاص بل أنه ذل خاص إذا صح القول، من سوء معاملة من قبل مشرفيه إذا غضبوا عليه، وإنهم متحكمين فى مصيره، وإن اسمه مازال بالقلم الرصاص، كل هذه العبارات والأفعال وماخفى كان أعظم متعارف عليها فى جامعاتنا الموقرة ومع ذلك نعيش بشئ واحد فى جامعاتنا وكلياتنا وهو الأمل وأن الغد أفض وأن لكل مجتهد نصيب. ورغم أن هناك العديد من المطالب الخاصة بالسادة أعضاء هيئة التدريس بتحسين مستوى معيشتهم وتذليل الصعوبات أمامهم، إلا أن المجلس الموقر بدلاً من أن يطل علينا بعد سكوته الغير مبرر بقرارات تساعد على تسهيل مهام أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم البحثية يطل علينا بمادة ليس لها محل من الاعراب المادة 141 مكرر بشأن تعيين المعيدين والمدرسين المساعدين بعقود بداية من العام القادم، وكى لا تلاقى هذه المادة معارضة وضح إنها لاتخص الهيئة الحالية، حقيقة هناك نوع من الدهاء فى هذه المادة وعدم تطبيقها على الحاليين كنا نتمنى أن يستخدم هذا الدهاء فى صالح العملية التعليمية ولصالح رجالها، حقيقة هذه المادة أثارت مشاعر الغضب والاستنكار لدى كل المهتمين وغير المهتمين. ألم يعد لدى المجلس الأعلى فكرة يطل علينا بها سوى هذه (المادة141 مكرر)؟ فكيف لهذا المجلس أن يفكر فى اقتراح والموافقة على هذه المادة فى الوقت الحالى وبهذ الكيفية ؟! السادة رؤساء الجامعات وأعضاء المجلس الأعلى ألم يعد فى رحاب جامعاتكم الموقرة مشاكل تحل وتحتاج إلى مناقشة ونحن فى أدنى مستويات التعليم فى العالم سوى مشكلة تعيين المعيدين وتحطيم المتوفقين؟! فطالما هذه الموافقات على مثل هذه المواد سهلة ويسيرة لماذا لم نحسن من أوضاع جامعاتنا وتوفير مراكز بحثية متطورة يقوم فيها الباحث بإجراءات بحثة بديلاً عن أن تكون معامل كلياتنا خاوية على عروشها سواء من ناحية البحث العلمى أو من ناحية خدمة المجتمع، لم يعد لدى الجامعات سوء الأسماء أما المضمون فهو فارغ، فكان المجلس الأعلى أولى بمناقشة كل هذه الأمور وهو يعلمها جيداً، فالجامعات تنفق الكثير من الأموال على المور الترفيهية لرعاية الشباب لأنها تجذب الشو الاعلامى وهى "سياسة اللقطة" وهى سياسة حالية تسير بها الجامعات الآن، أما الجزء الأخر من الميزانية فتنفقه الجامعة على المستشفيات على الرغم إنه يجب أن تكون لهذه المستشفيات ميزانية بمفردها، حيث أن هذه المستشفيات تحول هدفها مع مرور الوقت إلى هدف اخر ليس للبحث العلمى، أما البحث العلمى فله فى مكان اخر غير الجامعة لا أعلمه حتى الآن. هذه المادة أثارت حالة من الغضب والإستياء داخل الأوساط الجامعية طبعاً فى نطاقها الغير رسمى أما الرسمى سواء على مستوى مجالس الأقسام فيما أعلى مازل الصمت يخيم على المكان، هذه المادة تثير مشاعر الحقد والكره من قبل المتوفقين من طلبة البكالوريوس بل إنه طعنة فى اعناقهم بل والخائفين على مستقبل التعليم فى مصر من الأساتذة الشرفاء، فهذه المادة ترتبط بمستقبل الأجيال القادمة وتحرمهم من ميزة أساسية وهى ميزة التعيين، الذى هو الهدف المنشود. ودعنا نطرح مجموعة من الأسئلة التى تدور فى ذهن كل شخص يعرض عليه أمر هذه المادة . هل هذه المادة من ضمن الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم فى مصر ؟! لماذا تكون وظائف المعيدين والمدرسين المساعدين بعقود فى ظل محولات الدولة لإلغاء العقود فى كل المصالح الحكومية؟ هل هذه المادة تحقق الرضا والآمان الوظيفى فى ظل الفساد الأخلاقى والتسلط الذى نعيشه داخل جامعاتنا؟ ومن المذهل أن يخرج علينا رئيس جامعة سوهاج مبرراً! بكل تعنت لهذه المادة، وكأن مشاكل جامعته كلها هتحل بهذه المادة، ومبرره أن كل دول العالم تسير على هذا النظام، والسؤال الذى يحتاج اجابة من سيادته أين حقوقنا كأعضاء هيئة تدريس ومعاونيهم من الدول الأجنبية، فهذه المادة ياسادة تساعد على اقرار قانونية التسلط والفساد ونشر التطبيل فى جامعاتنا. للأسف يولى أمرنا مثل هؤلاء !!!!!! هل نحن ارتكبنا ذنوباً فى هذه الدنيا لإمتهاننا مثل هذه المهنة فأراد الله أن يكفر عنا هذه الذنوب فى حياتنا فولى أمورنا مثل هؤلاء. السيدات والسادة أوجه رسالتى ليس لكل مهتم بالتعليم فى مصر فقط، وإنما إلى كل أسرة مصرية فى بلدنا الغالية التى تولى أمر التعليم فيها أشخاص ليسوا على دراية كافية بما يدور فى مؤسساتهم شبه التعليمية ، فهذا مستقبل أولادكم وأحلامهم فحافظوا عليه. كما أوجه نصيحة لأصحاب الأفكار العبقرية فى المجلس الأعلى!!! أنتم لستم بمقدرة على تحمل ذنب ضياع مجهود طالب وزيادة العبىء على معيد وتحويله إلى عامل بعقد، ارحموا الأجيال القادمة وبدلاً من أن تفكروا تخلوا حد يتحكم فيهم فكروا إزاي تحموهم من جبروت الأكبر سناً واشتغلوا علي معايير تقلل من تسلط اي إنسان علي غيره، شرعوا قواعد محترمة وطبقوها علي الكل، ووقتها هتتحققوا الكفاءة اللي حضراتكم بتبحثوا عنها امام شاشات التلفاز وخلف مقالات الصحف. السادة اعضاء المجلس الأعلى للجامعات اعلموا أن مهمتكم الأساسية هى الحفاظ على العلم ورجاله وليس اهانتهم وإنكم ستحاسبون عليها أمام الله. حفظ الله مصر، حفظ الله رجال العلم