علاء عصام ينتهي من كتابه "ثقوب في جدار الأحزاب المصرية"

الفجر الفني

ثقوب في جدار الأحزاب
ثقوب في جدار الأحزاب المصرية


غاب الأحزاب عن ذهن وعقل وإحساس المواطن للعديد من السنوات،وعلى الرغم من كثرة عددها ووصلها ل 85 حزب رسمي معترف بهم من قبل لجنة شؤن الأحزاب، ولكن المسؤلية على الاحزاب ذاتها،لأن السلطة في مصر غير مقصرة، والتقصير نابع من قبل أعضاء هذه الاحزاب، ولكن هناك عوامل كثيرة السبب في تلك الحالة، و المسؤلية مشتركة بين اعضاء الاحزاب والسلطة بداية من عهود مضت وحتى وقتنا هذا،وما دفعني للحديث عن هذه الأزمة هو تداول السلطة والتعددية الحزبية في ظل نظام سياسي ديمقراطي حديث هو السبيل لدولة متقدمة ومستقرة،و الأحزاب هي همزة الوصل بين السلطة والشعب تعمل جاهدة على امتصاص غضب المواطنين ،ويتحرك قادتها لتحقيق احلام وطموحات شعبنا دون التعرض لجسم الدولة لاي خطر.

هكذا وضح الكاتب الصحفي علاء عصام عضو حزب التجمع في مقدمة كتابه "ثقوب في جدار الاحزاب المصرية" عن الأسباب التي دفعته لكي يحلل الازمات التي تعاني منها الحياة الحزبية، و استطاع ان يشرح بأسلوب سهل وبسيط كما وصف اسلوبه الدكتور علي الدين هلال استاذ العلوم السياسية والذي كتب مقدمة الكتاب عن الأسباب التي تسببت في اهتزاز صورة الاحزاب في عقول المواطنين ،وعدم ثقتهم بالأحزاب والتي تكون حلقة الوصل بين السلطة والمواطن ومعبرة عنه وعن مشاكلة وتقوم بدورها في الرقابة والتشريع.

واكد الكاتب في الفصل الاول من الكتاب "الازمة الثقافية" أن الامية أحد الأسباب وراء عدم تفاعل المواطنين مع الاحزاب وعدم فهم شريحة كبيرة منهم لبرامجها السياسية ودورها، مشيرا إلى أن الحالة المسيطرة على المواطن هو الانتماء القبلي والعشائري ولا يؤمن بالدولة المدنية بشكل عام ومازال يحصر نفسه في العيش فى مجتمع يسيطر عليه الفكر الرجعي والابوي التسلطي، وطالب "عصام" بضرورة ناضل السياسيين من أجل نشر الفكر التنويري الحداثي في المجتمع قبل البحث عن كيفية وصول الأحزاب للسلطة.

وأضاف أن تداول السلطة في هذا المناخ هو أمر فى غاية الصعوبة، وأن هذا المناخ لا يسمح لتأسيس لمجتمع ديمقراطي، وطالب الاحزاب بالدخول في حوار مع السلطة والحكومة لنشر الفكر الحداثي في مناهج التعليم وفي المجتمع من خلال الإعلام والفنون والثقافة ،لكى يصبح الإنسان قادرا على تقييم الأمور بشكل نقدي ،ويصبح على قدر كبير من الوعي،ويكون اكثر إيمانا بالأحزاب ودورها في الرقابة والتشريع ووضع السياسات مثلما هو متاح في كل دول العالم.

ويقول د.علي الدين هلال استاذ العلوم السياسية عن الكاتب في مقدمة الكتاب تعليقا على الفصل الأول "الرأي الذي قاله المؤلف هو نفس الرأي الذي تبناه أباء الفكر الليبرالي في مصر من أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد وقاسم أمين والدكتور طه حسين والدكتور محمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد" الذين وجهوا سهام النقد إلى القيم الثقافية والتفسيرات الدينية الشائعة، فمن المعترف به ان الديمقراطية ليست مجرد دستور وقوانين ومؤسسات إجراءات فقط، وإنما هى نسق من القيم والمعتقدات المرتبطة بالعقلانية والحرية والمساواة والتسامح وهو ما يسمى بتعبير الثقافة الديمقراطية".

وأشار الكاتب في الفصل الخامس إلى أن الأحزاب تعاني من أزمة مالية كبيرة تجعلها غير قادرة على الإنفاق على الإنتخابات أو الأنشطة الحزبية المختلفة،وطالب بتعديل قانون الأحزاب للسماح بممارسة نشاط اقتصادي للاحزاب إلى جانب تقديم الدولة الدعم للأحزاب حسب نسب تمثيلها في البرلمان، كما أشار في الفصل الثالث بعنوان: "هزيمة الإعلام الحزبي" إلى ضرورة إصلاح منظومة الإعلام الحزبي والتي تعد أحد أدوات الأحزاب الأساسية للوصول للمواطنين ومناقشة مشاكلهم وقضاياهم ومراقبة الحكومة في أن واحد، وأضاف أن تراجع الصحافة الورقية أثر بشكل كبير على الصحافة الحزبية وجعلها لا تؤثر على المواطن، كما أن الاحزاب لم تستطع ان تساير الواقع وتنشئ قنوات إعلامية مؤثرة لضعف قدرتها على الإنفاق.

ويري الكاتب ضرورة إجراء نقد ذاتي للأحزاب وممارسات الحزبيين الخاطئة كجزء من الإصلاح السياسي، حيث انتقد الكاتب في الفصل الثاني : "النقد الذاتي" أحزاب العائلة والتي توجد من أسرة واحدة ويسيطر عليها الأب الأبناء وليس لها تاثير في الشارع ولا في البرلمان أو المجالس المنتخبة، واستطاع الكاتب توجيه سهام النقد للأحزاب التي تحالفت مع الاخوان في الانتخابات عام 2011 مثل حزب الكرامة بقيادة حمدين صباحي وطالبهم بالاعتذار للشعب وعدم التحالف مع الاحزاب الدينية في المستقبل.

كما انتقد الكاتب نفسه عندما استخدم هتاف "يسقط حكم العسكر" واكد أن هذا الهتاف يخدم الاخوان وليس مصر، معقبا أن اصحاب المعاشات ،قاموا بتلقينه درسا لن ينساه عندما استخدم هذا الهتاف في احد مظاهراتهم في عام 2011 ورفضوا هذا الهتاف وقاموا بالانفعال عليه بالصراخ والسباب ثم عفوا عنه عندما اعتذر، واقتنع بأن القوات المسلحة هي درع مصر ولا يصح الهتاف ضد الجيش لا سيما وانهم لم يتحالفوا مع الإخوان مثلما كان يعتقد الكاتب في نفس العام، ونجح الإخوان بنسبة كبيرة لإيمان الشارع المصري بهم في هذا الوقت ثم قام الشعب بالانقلاب عليهك عندما كشفهم في عام 2013 وثار ضدهم.

وأستطاع الكاتب خلال 9 فصول ان يعرض كل المشاكل التي عاني منها الأحزاب، وقام بوضع حلولا لها،و كشف خطورة تداخل العمل الحقوقي مع العمل الحزبي ودور الاخوان وبعض الأحزاب في تدمير النقابات واستغلالها في اغراض سياسية بعيدة كل البعد عن الغرض الاساسي التي تأسست من أجلها النقابات.

وأقترح الكاتب الفصل بين العمل الحزبي والنقابي وان تكون النقابة فقط مكانا للمطالبة بحقوق ابناء المهنة وتدريبهم وتطوير ادواتهم المهنية، وأكد من خلال الكتاب على حق الحزبيين الترشح في انتخابات النقابة .