لقاء بوتين وأردوغان سيحدد مصير شرق سوريا

عربي ودولي

بوابة الفجر


 في الوقت الذي يسعى فيه قادة روسيا وتركيا إلى تحديد مصير المنطقة الحدودية السورية، واجهت الولايات المتحدة عقبة جديدة في إخراج قواتها من سوريا، حيث اعان الجيش العراقي المجاور اليوم الثلاثاء، إن القوات الأمريكية ليس لديها إذن البقاء على أراضيها.

 

وقد بدا إعلان الجيش العراقي "متناقضًا" مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الذي قال في اليوم السابق إن القوات التي ستغادر سوريا سوف تنتشر في العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

أكدت الإشارات المتضاربة كيف تعثرت الولايات المتحدة من مشكلة إلى أخرى في إخراج قواتها من سوريا بعد أن أمر الرئيس دونالد ترامب بسحبها فجأة. وسط مخاوف من أن يؤدي رحيل الأمريكيين إلى إحياء داعش، يفكر إسبر في إبقاء بعض القوات في سوريا لحماية حقول النفط التي يحتفظ بها المقاتلون بقيادة الأكراد، متراجعين عن الانسحاب الكامل الذي وصفه ترامب أولاً.

 

بعد البيان العراقي، قال إسبر إنه سيتحدث إلى وزير الدفاع العراقي يوم الأربعاء، وأكد أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لإبقاء القوات في العراق "بشكل لا نهاية له" وتعتزم "إعادتهم في النهاية إلى وطنهم".

 

فقد فتح الانسحاب الأمريكي الباب أمام تركيا لشن هجومها على المقاتلين الأكراد في 9 أكتوبر. بعد عاصفة من الانتقادات، تحركت واشنطن للتوسط لوقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام كان من المقرر أن ينتهي ليل الثلاثاء.

 

وفي هذه الأثناء، تدخلت روسيا لتعزيز دورها كوسيط قوة في سوريا. وقد أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين محادثات في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود قبل ساعات فقط من انتهاء وقف إطلاق النار.

 

ومن المرجح أن تكون المحادثات حاسمة في تحديد الترتيبات على طول الحدود السورية التركية، حيث تطالب أنقرة بـ "منطقة آمنة" طويلة تقوم بتطهيرها من المقاتلين الأكراد. طلبًا للحماية بعد أن تركها الأمريكيون، فقد تحول الأكراد إلى الحكومة السورية وحليفتها الرئيسية، روسيا. كما تقدم الجيش السوري إلى أجزاء من المنطقة، ونشرت روسيا قواتها في بعض المناطق لتعمل كقوة عازلة.

 

روسيا لها نفوذ قوي من جميع الجوانب. اقترحت تركيا أنها تريد من روسيا إقناع الحكومة السورية بالتنازل عن سيطرتها على جزء كبير من الأراضي في الشمال الشرقي. ويأمل الأكراد أن تتمكن روسيا من إبعاد تركيا والمساعدة في الحفاظ على بعض الاستقلال الذاتي الذي نصبو إليه لأنفسهم خلال الحرب الأهلية في سوريا.