عيون ساخنة تفتح جفونها للوقاية من الأمراض في الوادي الجديد

محافظات

الابار الكبريتية
الابار الكبريتية والعيون


في كل عنوان حكاية تروي قصة عيونها الساخنة التي تغطي جفونها رمال الصحراء الغربية، جعلت القارئ في حيرة من أمره في عنوان التقرير الذي يختلف عن التقارير الصحفية المعتادة، وذلك نابعة من الفوائد المبهرة التي توفرها الآبار والعيون الطبيعية التي تفيض بماؤها العذبة لتشفي الناس من العديد من الأمراض في مركز الداخلة في الوادي الجديد. 

ومنذ عصور طويلة شكلت المياه الجوفية في باطن الأرض عيون وآبار تفجرت بشكل طبيعى منذذ زمن بعيد تصل درجات حرارتها بنسبة ٦٥ درجة مئوية عندما تتدفق من الأعماق على بعد ٢٠٠٠ متر من باطن الأرض كما هو الحال بالأبار الكبريتية بقرى ومراكز محافظة الوادى الجديد.

وتمتلك محافظة الوادي الجديد آلاف الآبار الجوفية والعيون السطحية، التي تتراوح أعماقها من 60 مترا وحتى 2000 متر تحت سطح الأرض، وهو ما يجعل مياهها تخرج نقية ودافئة، حيث تبلغ درجة حرارة المياه الجوفية في بعض المناطق ما بين 30 درجة وحتى 80 درجة مئوية وتتنوع من كبريتية وغير كبريتية وفقًا لكثافة عنصر الكبريت بحبيبات المياه وقربها من الصخور النارية.

وتنتشر آبار المياه الكبريتية العلاجية بربوع واحات محافظة الوادى الجديد، والبالغ عددها ٢٠ بئر تقريبا منها ما يوجد شمال مدينة الخارجة وشرقها بالإضافة إلى توافر اعدادها شرق بولاق وناصر وباريس.

الدخلة تشتهر بماؤها الكبريتية التي تشفي من مراض الروماتيد


يشتهر مركز الداخلة التابع لمحافظة الوادي الجديد، وخاصة في قرى القصر والقلمون والجديدة ومدينة موط، بالإضافة إلى 6 آبار تدفق ذاتى بمركز الفرافرة، وهو مارصدته عدسة « الفجر» ليتكون ببئر ١٢ بقرية عزب القصر على مسافة ٦٠ كيلو متر من مركز الداخلة،والذى تتدفق مياه منذ مئات السنين على عمق ١٢٠٠ متر بالقرب من الصخور البركانية بباطن الأرض والذى أصبح بمرور الوقت مقصدًا علاجيا لاهالى المحافظة ووفود السائحين لما يتميز به البئر من خصائص ومميزات جعلته الأبرز افضل المزارات السياحية والمقاصد للزائرين بهدف الاستشفاء والعلاج من العديد من الأمر.

المياه الكبريتية تشد الترهلات وتعالج الأمراض الجلدية وآلام العظام

وجاءت فوائد المياه الكبريتية في الأمراض الجلدية وتنشيط طبقة الكولاجين بالجلد والمساعدة في شد البشرة وإزالة الترهلات،والاستغناء عن عمليات التجميل إلي جانب الاستشفاء من بعض أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأمراض المفصلية وهذا ما اثنبته الابحاث العلمية التى تم إجراؤها على تلك المياه الكبريتية.
ويقول،أحد أبناء قرية القصر بمركز الداخلة إسلام سفاري، مرشد سياحي، إن هذه العيون الكبريتية كثيرا ما نلجأ إليها لاضفاء حالة من النشاط الذهني والاستجمام النفسي والعلاج من الأمراض المزمنة وآلام العظام والمفاصل وغيرها بدون تدخل من الإنسان مشيرا إلى أن بعض الأطباء ينصحون مرضاهم فى كثير من الأحيان بالذهاب إليها وقضاء بعض الوقت بالاسترخاء بعد، الاستحمام لما تتمتع تلك العيون والابار الكبريتية من مزايا خاصة جعلتها وسيلة للعلاج والوقاية من الأمراض العظمية والجلدية والنفسية للباحثين عن معزل للهدوء والبعد عن ضجيج الحياة الخارجية حسب التشخيص واختلاف الحالات.

وأضاف،اسلام، بأن على المترددين إتباع خطوات هامة لضمان نجاح نتائج عملية الاستحمام من أجل الاستشفاء حيث يتعين للحمام أن يستمر ما بين عشر إلى عشرين دقيقة في مياه تتراوح حرارتها بين 37 و39 درجة مئوية ويلزم أخذ حمام ساخن بعد حمام المياه الكبريتية حتى تتفتح المسام وتتفاعل مع المؤثرات العضوية لعناصر تلك المياه.

وتابع، سفاري، بأنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بثقل في بدنه بعد الحمام الكبريتي، لأن الاستحمام في عين كبريتية حرارية يلقي بعبء شديد على القلب وعلى الدورة الدموية لذلك يوصي الأطباء بأخذ قسط طويل من الراحة بعد ذلك.

المياة الكبريتية مقصدًا سياحيًا عالمي 

وأوضح، صاحب قرية سياحية، بمركز الداخلة محمد علي، بأن آبار المياه المعدنية الكبريتية الساخنة، تعتبر واحدة من أهم مقاصد السياحة العلاجية بواحات مصر الغربية، والتى كان يزورها سنويا المئات من السياح من شتى أنحاء العالم خصوصًا من الدول الأوربية قبل تراجع معدلات السياحة بشكل عام منذ عام ٢٠١٢م، مؤكدًا بأن العديد من المواطنين المحليين أقاموا خلال مواسم توافد السائحين على تلك المناطق منشآت تراثية من خامات البيئة تتناسب وطبيعة المكان حول هذه الآبار التي يملكونها، لتكون مقصدا للسائحين، وزاور المحافظة والرحلات الداخلية ومكانا ترفيهيا لهم ولأبنائهم.