صحيفة أمريكية: المشاريع القطرية تبرز سوء الإدارة

السعودية

قطر
قطر



تم مؤخرا افتتاح مترو انفاق في الدوحة، ويعمل خط المترو على نقل الركاب بسرعة 100 كلم/ساعة تحت الأنفاق بعيدا عن اختناقات مرورية شنيعة، تصيب شوارع الدوحة بالشلل، بحسب ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية.
وتخدم عربات المترو "اليابانية" الصنع، 13 محطة بمرحلة الخط الأحمر التي تم افتتاحها جزئياً، ويعد واحدا من 3 خطوط من المقرر أن تربط بين وسط المدينة والضواحي بما فيها مدينة "لوسيل" الجديدة، التي ستستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم في ديسمبر 2022.
وتستخدم عربات المترو في الدوحة بعض المتنزهين وليس لنقل الركاب مثلما هو الأمر في مترو دبي، الذي تم افتتاحه منذ 10 سنوات ونجح في القضاء على الازدحام والاختناق المروري.

"فايننشال تايمز" تصف المترو بكهوف خاوية
ويصف تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" محطات المترو القطرية الخاوية من الركاب بما يشبه الكهوف، بما يعكس صورة حية على إنفاق هائل من البلد الغني بالغاز الطبيعي، وبما يتشابه أيضا مع ظاهرة انخفاض أسعار العقارات على الرغم من الإنفاق الحكومي الضخم.
ويقول مصرفي قطري: "إن القطاع الخاص يعاني وكذلك تجارة التجزئة"، مضيفا أن "تحمس الجميع لمواصلة البناء من أجل استضافة كأس العالم، ثم جاءت المقاطعة، بعدما تم إنشاء بنية تحتية تكفي لـ20 عامًا في غضون عامين".
ويضيف المصرفي القطري أن ما يخفف بعض المخاوف، هو أن الحكومة القطرية تقوم بإنفاق عائدات ثروات الغاز الطبيعي على حماية الاقتصاد.
وتعاني قطر من الحظر التجاري وقطع للعلاقات، الذي قررته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين في يونيو 2017، نتيجة إصرار الدوحة على الاستمرار في دعم الإرهاب والتطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

قطر وإيران
تحملت قطر تكلفة تحويل طرق الشحن للسلع المستوردة عن دبي من خلال عقد روابط أعمق مع تركيا، وأصبحت الحليف الجديد لإيران، حيث زادت الواردات من إيران 5 أضعاف بين عامي 2017 و2018، وفقًا للإحصاءات.
كما يتطرق تقرير "فايننشال تايمز" إلى أزمة انخفاض أسعار العقارات بنحو 30% مقارنة بمستويات الذروة في أعقاب انهيار أسعار النفط في عام 2014، وفقاً لشركة ValuStrat الاستشارية.
ويرجع التقرير إلى أن خفض الإنفاق ونزوح الموظفين الأجانب أدى إلى تأثير غير مباشر على مبيعات التجزئة وكذلك خفض الإيجارات.
وكشف تقرير "فايننشال تايمز" عن توقع الخبراء للمزيد من الانخفاض لأسعار البيع والإيجارات في قطر، حيث ذكر التقرير نقلا عن ValuStrat، أن هناك توقعاً بالمزيد من الضغوط على معدلات التأجير للأغراض التجارية، حيث يزداد المعروض من المكاتب بنسبة 25% من هذا العام حتى عام 2020، بافتراض عدم حدوث أي تأخير في الإنشاءات.
وتقول الشركة الاستشارية ValuStrat: إنه من المتوقع أن يزداد المعروض من منافذ تجارة التجزئة بنسبة 28% العام المقبل، إذا تم الوفاء بالجداول الزمنية الحالية للإنشاءات.
وينتقد تقرير "فايننشال تايمز" مدى التخبط وسوء التخطيط وإهدار الموارد شارحا: أنه "في إحدى ضواحي الدوحة، تم إقامة 4 مراكز تجارية تبعد عن بعضها بعضا مسافة كيلومتر مربع واحد، وسط منطقة يصف التقرير شبكة الطرق، التي تربط بينها وتؤدي إليها بطبق "معكرونة سباجيتي"، حيث إن حوالي نصف جسور الطرق المتقاطعة تمنع الوصول إليها بسهولة.
ويأتي هذا المثال الصارخ كتوضيح على مدى سعة مراكز التسوق الفائضة في الوقت، الذي يتجه فيه العملاء إلى الشراء والتسوق عبر الإنترنت، وهو التطور الذي ينذر باندثار مثل هذه الصناعة التي ينفق عليها القطريون حاليا بسخاء.

إنكار للحقيقة
ولكن يقول القطريون، الذين يتخبطون بسبب العزلة على حد وصف "فايننشال تايمز"، إن التجديد على المستوى المحلي يمكن أن يؤدي إلى رفع معدلات نمو الاقتصاد.
ويبرر وزير الاقتصاد القطري السابق، الشيخ محمد آل ثاني، الوضع بأن الاقتصاد لا يزال يتكيف مع انهيار أسعار النفط في عام 2014، مشيرا إلى أنها "دورة صحية طبيعية للتخلص من الزبد".
ويشير تقرير "فايننشال تايمز" إلى أن المقاطعة العربية كان لها تأثير مدمر على الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث نقل عن إحصاءات صادرة من الأمم المتحدة أن التدفقات الواردة البالغة 986 مليون دولار في عام 2017، تحولت إلى تدفق طارد بإجمالي 2.2 مليار دولار في عام 2018.