رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية يتفقد مدينة بلاط الأثرية بالوادي الجديد

أخبار مصر

بوابة الفجر


تفقد الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية مستجدات أعمال ترميم المرحلة الأولى من مشروع ترميم مدينة بلاط الأثرية بمركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، وذلك في إطار التعاون المشترك بين وزارة الآثار ومحافظة الوادي الجديد.

وأوضح مصطفى، أن الجولة شملت تفقد الأعمال الجارية للمرحلة الأولى للمشروع ووضع مخطط مسار الزيارة بها، ومدينة بلاط الأثرية تقع على بعد 35 كم شرق مدينة موط بمركز الداخله بمحافظة الوادى الجديد، وترجع مدينة بلاط إلى العصر العثمانى وفقًا لما ورد من نصوص تأسيسية مثبتة على أعتاب الأبواب الرئيسية لأغلب منازل المدينة.

وتعد المدن الأثرية في مصر متعددة وتضم ما لا يتوقعه أحد فلدينا على سبيل المثال في الأقصر مشهدًا قلما يجود به الزمان، ففي ساحة مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصر تصل لمسامعك أصوات الترانيم والأهازيج، وترى المشهد النادر لمئذنة تعانق المسلة وقبة أسفلها قمم أعمدة المعبد، فتعلم أنك في قلب أحد إبداعات المصري عبر العصور، ويرجع تأسيس أبي الحجاج الأقصري، للعصر الأيوبي، عام 1286م - 658 هـ وتم تشييده على الجانب الشمالي الشرقي لمعبد الأقصر، وقد ذكره ابن بطوطة في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار".

والمسجد بناه الإمام الصوفي أبو الحجاج الأقصري فوق المعبد، حيث كان الرديم يغطي المعبد ولما جرت حفائر معبد الأقصر كشفت عن أعمدته وأساسات المسجد الذي تبين أسفلها كنيسة والتي كانت قد اختفت أيضًا مع مرور الزمن، وهذا التداخل الحضاري الفريد لا يعبر سوى عن معنى واحد وهو تواصل الحضارة المصرية عبر العصور فالمصري القديم تعبد في معبد الأقصر، ولما دخل المسيحية أنشأ كنيسة في نفس مكان تعبده ولما دخل الإسلام فعل نفس الشئ.

وهو في ذلك لم يتعمد أن يطمس مبنى الآخر فوقت بناء الكنيسة لم تكن معلم المعبد ظاهرة ولكن يبدو أن عقله الباطن تذكر أن هذا هو مكان التعبد ثم كان المسجد الذي أصبح يتميز بتداخل وتراكم الحضارات المختلفة، فأعمدته هي ذاتها أعمدة المعبد بنقوشها المصرية القديمة وهو معلق فوق الكنيسة.

ومعبد الأقصر وهو أحد أكبر المعابد المصرية القديمة، ويقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة الأقصر، حيث تأسس سنة 1400 قبل الميلاد، وشُيد لعبادة آمون رع وزوجته موت وابنهما خونسو، الأسرة 18، و19، أما المسجد فمسجل ‏كأثر‏ ‏منذ عام 2007، وأجريت عليه تعديلات كثيرة في العصور المملوكية والعثمانية والحديثة، ويتميز باحتوائه على ‏أعمدة‏ ‏وأعتاب‏ ‏ونقوش‏ هيروغليفية تحمل اسم الملك رمسيس الثاني، والنقوش اكتشفت مصادفة بعد تعرض المسجد لحريق عام 2006، حيث فوجئ المرممين وجود أعمدة أثرية من الطراز المصري القديم تحمل الخراطيش الملكية، وتبين أن هذه الأعمدة هي قمم أعمدة المعبد.

وللمسجد مئذنتين، الأولى من عصر أبي الحجاج، والثانية أحدث، يضم المسجد محرابين الأول منحوت داخل عامود من أعمدة المعبد به نقوش هيروغليفية، والآخر بني بعد الترميم، ويضم المسجد مقام سيدي أبي الحجاج، وكذلك ابن عمه وولديه، وتلميذه، ومقام لسيدة تدعى تريزة، يقال إنها راهبة مسيحية أسلمت وتزوجها أبو الحجاج، وكلها مقابر حقيقة وليست مشاهد.

والمؤرخون يتناقلون رواية توضح سبب بناء المسجد في هذه البقعة تحديدًا حيث كان الناس يخافون الإقامة في الأقصر بسبب المعابد المصرية القديمة، حيث انتشرت شائعات أنها مليئة بالجن، لذا قرر أبو الحجاج بناء مسجده في هذه البقعة، وأبو الحجاح، هو قطب صوفي بارز معروف بالتقوى عراقي الأصل، نسبه ينتهي للحسين، تفرغ للعبادة والزهد، وسافر إلى مصر حيث استقر في الأقصر، وكان له حلقة علم يقصدها الناس من كل مكان، توفي عام 642، ويقال إنه كان كثير الاعتكاف والانعزال بمعبد الأقصر، وربما لهذا السبب أقام مسجده به"، وله يقام في منتصف شعبان من كل عام، بحضور الآلاف من جميع أنحاء مصر وخارجها، حيث يخرج الناس إلى ساحة المسجد وشوارع الأقصر ينشدون الأناشيد الدينية".