"مليشيات إيران في خطر".. التظاهرات بالعراق ولبنان تُهدد الحشد الشعبي وحزب الله

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"ليلة سقوط إيران" ربما هذا العنوان هو الأنسب لما يحدث لطهران حالياً، بعد سقوط أذرعها الثلاثة بالمنطقة العربية تباعاً، بداية من إندلاع تظاهرات العراق وتهديدها للحشد الشعبي، مروراً بإنتفاضة لبنان وتهديدها لحزب الله، وصولاً إلى السيطرة على الحوثيين في اليمن، وهو ما يلوح في الأفق بقرب سقوط إرهاب إيران في المنطقة.

الحشد الشعبي في رعب بالعراق
بدأت الاحتجاجات في العراق في الأول من أكتوبر، وسط غضب شعبي من الأزمات المزمنة من نقص الوظائف والكهرباء ومياه الشرب، وبناء عليها حمل العراقيون الساسة والمسؤولين المسؤولية عن انتشار ذلك الفساد الذي حال دون انتعاش أحوال العراق بعد سنوات العنف الطائفي والحرب على تنظيم داعش.

وربما يكون أي فراغ في السلطة صعباً على المنطقة نظراً لأن بغداد حليف للولايات المتحدة وإيران، ويرابط آلاف الجنود الأميركيين في العراق في مواقع لا تبعد كثيراً عن مواقع فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران.

تلك الاحتجاجات المندلعة لعدة أيام، هزت كيان ميلشيات إيران في العراق، بإعتبارها أحد أهم فصائل دعم طهران بالمنطقة، خاصة، وأن العراق بلد مختطف من جانب إيران.

ومع خوف إيران المتنامي من عواقب تلك الاحتجاجات عليها، حاولت طهران التدخل لوقف الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العراق ، خشية أن تسفر عن تطورات سياسية ضد مصالحها.

بل وبدأت تطفو على السطح التأكيدات على تدخل "إيران"  في قمع التظاهرات والتصدي لها، خاصة وأن مطالب المحتجين أقرنت الفساد بخروج "إيران" من "العراق" والاتهامات لـ"الحرس الثوري" والميليشيات التابعة له؛ بالتدخل لقمعهم وقتل المحتجين.

وما يدلل على ذلك، إعلان قائد الوحدات الخاصة التابعة لقوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد “حسن كرمي”، عن إرسال قوة مكونة من 7500 عنصر إلى "العراق"، مدعيًا أنها لحماية "مراسم أربعين الحسين".

وقال "كرمي"، الذي تتولى قواته مسؤولية مواجهة الاحتجاجات في "إيران"، في مقابلة مع وكالة (مهر) الحكومية، الإثنين الماضي، إن: "أكثر من 10 آلاف من أفراد القوات الخاصة يتولون مسؤولية حماية مراسم الأربعين بشكل مباشر".

حزب الله اللبناني
لا تخشى إيران على أذرعها في العراق فقط، بل امتد الأمر إلى لبنان بعد اندلاع التظاهرات الشبابية منذ يوم الخميس الماضي، اعتراضًا على سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ورفض لقرارات الحكومة بشأن فرض ضرائب جديدة، على بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي، والمكالمات الهاتفية والإنترنت.

طلبات المتظاهرين انحصرت في رحيل الحكومة الحالية، من أجل التخلص من الأوضاع السيئة التي يعيش فيها الشعب اللبناني، ولهذا حاول رئيس الحكومة سعد الحريري، تهدئة الأوضاع من خلال طرح مبادرة، عُرفت بأسم" طريق الإنقاذ" من أجل الاستجابة لمطالب المواطنين.

ولكن حزب الله شعر بالتهديد من قبل تلك التظاهرات التي ربما تطيح بحزبه، ولهذا خرج حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، على الشعب اللبناني بخطاب، أكد فيه  أن الأوضاع الاقتصادية التي دفعت بخروج هذه المظاهرات ليست وليدة الساعة ولا وليدة السنوات الثلاث الماضية بل تراكمات على مدى عقود على حد تعبيره.

وقال في كلمته وفقا لما نقلته قناة المنار التابعة لحزب الله: "هذا الوضع نتيجة تراكم عشرات السنين وعلى الجميع تحمل المسؤولية حتى نحن مع تفاوت النسبة المئوية لكن كلنا يجب ان نتحمل ونقبل المسؤولية ومن المعيب ان يتنصل احد عن مسؤوليته عن الاوضاع السائدة وخصوصا من شاركوا في كل الحكومات السابقة.."

وتابع قائلا: "لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية لأنها اذا استقالت ليس معلوما ان تتشكل حكومة في سنة او سنتين.. لتستمر هذه الحكومة لكن بروح جديدة ومنهجية جديدة واخذ العبرة مما جرى على مستوى الانفجار الشعبي.. ليست المشكلة في الحكومة وما هي الحكومة بل في المنهجية، اذهبوا الى خطة ليضحي فيها الجميع الاغنياء والفقراء والزعماء والبنوك".

بل وحاول إثارة الرعب في نفوس اللبنانين من خلال حديثه عن الأوضاع الأقتصادية السيئة التي يمر بها العالم العربي، حيث قال نصرالله: "بالوضع الحالي هناك خطران كبيران الخطر الاول هو الانهيار المالي والاقتصادي والخطر الثاني هو خطر الانفجار الشعبي".

السيطرة على الحوثيين في اليمن
كما تلقت إيران هزيمة أخرى لذراعها الثالث بالمنطقة، من خلال إعلان الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية، أمس الأحد، سيطرة قواته على مواقع تابعة لجماعة أنصار الله «الحوثيين»، عقب مواجهات في محافظة تعز جنوب غربي البلاد أوقعت 3 قتلى و10 مصابين من مسلحي الجماعة.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تبثُ من الرياض، أن "الكتيبة الثانية باللواء 22 ميكا نفذت هجوماً على مواقع للحوثيين شرق مدينة تعز، انتهى بتحرير تبة الخضر". وأكدت "مقتل 3 من عناصر الحوثيين وإصابة 10 آخرين خلال المواجهات".