"سلم سري لخروج المتهم وبكاء هستيري".. كواليس جلسة محاكمة "راجح قاتل ضحية الشهامة

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ساعات قليلة مرت على إعلان المستشار باهر حسن رئيس محكمة الطفل بشبين الكوم، بمحافظة المنوفية، تأجيل محاكمة المتهم محمد أشرف راجح، و3 آخرين في قضية قتل محمود البنا، المعروفة إعلامياً بقضية "شهيد الشهامة" إلى 27 من شهر أكتوبر الحالي، بعد الاطلاع على مستندات وأوراقا تُثبت أعمار المتهمين، إضافة إلى الاستماع للمحامين.

تشديدات أمنية، وتواجد مُكثف لضباط مباحث المنوفية والأمن المركزي وسيارات للشرطة تجوب محيط المحكمة الابتدائية بمدينة شبين الكوم، وسط حشد شبابي أمام المحكمة، للمطالبة بالقصاص العادل من الجاني والمتهم الرئيسي في مقتل محمود البنا، قبل أيام.

فى تمام الساعة 9.45 دقيقة حضر المتهمون إلى ساحة المحكمة، بنفس الملابس التي تم القبض عليهم بها منذ 10 أيام، وسط حراسة أمنية ومنع الصحفيين من تصوير المتهم محمد راجح، لحظة دخوله جلسة الانعقاد، حيث اصطف رجال الأمن على جانبي الطريق لتأمين دخول المتهمين، وخوفاً من محاولات التعدي على المتهم راجح. بعد مرور دقائق من دخول المتهمين؛ بدأت هتافات أقارب وأصدقاء المجني عليه، مُطالبين بتوقيع أقصي عقوبة على المتهمين.

بعد مرور 15 دقيقة، من دخول المتهمين قفص الاتهام، تحدث خالد راشد، نقيب المحامين، إلى المتواجدين داخل محكمة شبين الكوم، مُعلناً عدم بدء جلسة المحاكمة، كما طلب من المحامين تدوين أسمائهم وتجميع الكارنيهات الخاصة بهم، لاستصدار تصاريح الحضور. واستمرت الإثارة داخل جلسة المحاكمة وسط تضارب الروايات لمدة نصف ساعة.

لم يمر وقتاً طويلاً، وبدأت الهتافات تنطلق من الشوارع الجانبية بمحيط المحكمة الابتدائية بمدينة شبين الكوم، حيث ردد الشباب “1 2 حق البنا فين.. عايزين اخواتنا.. إعدام راجح إعدام راجح”، كما سادت حالة من الكر والفر وتفريق المتظاهرين والقبض على عدد كبير منهم وصل إلى 50 متظاهراً، بينهم فتيات.

وعن داخل قاعة الجلسة، التى اقتصرت علي المحامين ووالد المجني عليه فقط محمد البنا، ظهر المتهم الرئيسي فى القضية محمد أشرف راجح، مرتدياً نفس ملابس يوم الجريمة، وحيداً، دون وجود أياً من أسرته، حيث دخل فى نوبة بكاء هستيري أمام الحضور، نادماً على ما ارتكبه، وتحدث مع أحد المحامين الموكلين من القاهرة، بعد رفض محاميه القضية مساء أمس السبت.

كما شهدت الجلسة حضور ممثلي الدفاع عن باقي المتهمين، حيث إن المتهم الثاني والثالث يتولي عنهما الدفاع محامي واحد من مدينة شبين الكوم بينما محامي المتهم الرابع من مدينة بركة السبع، ويترافع عن المجنى عليه 5 من المحامين وهم "نضال مندور – عادل طايل - عبد العزيز نصير – سعيد عوض – رضا شلبي"، وجميعهم من أبناء مدينة تلا مسقط رأس المجني عليه، عدا الأول.

تقدم كل من المحامين للمتهمين والمجني عليه بالعديد من الطلبات كان علي رأسها طلب تأجيل الجلسة لحين الاطلاع علي أوراق القضية، حيث أن كلا منهما لم يطلع علي أوراق القضية نظراً لسرعة إحالتها لمحكمة الأحداث.

وطالب هيئة الدفاع عن المتهمين الأربعة بنسخ صورة كاملة من أوراق القضية، ونسخ الفيديوهات والتسجيلات الصوتية ومقابلة المتهمين والجلوس معهم لدراسة القضية ومعرفة بعض المعلومات منهم، حيث تتمسك قائمة المحامين عن المجني عليه بالتشكيك في سن المتهم وأنه ليس من الأطفال أو الأحداث.

وكانت قد ألقت مباحث مركز شرطة تلا بمحافظة المنوفية، القبض على 3 متهمين بقتل محمود البنا، وكذا جرى القبض على "إ.إ.ا" صديق المتهم الرئيسي محمد أشرف راجح، لمحاولته تهريبه بعد الواقعة مباشرة.

وأوضحت التحريات أن المتهم محمد راجح، طالب بالفرقة الأولى بالجامعة اعتدى على المجني عليه بمطواة، فيما أصيب المتوفي بـ3 طعنات نافذة أدت إلى وفاته. وبمناقشة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات، اعترفوا بارتكاب الواقعة.

وأمر النائب العام، المستشار حمادة الصاوي، في وقت سابق بإحالة المتهم محمد أشرف عبد الغني راجح و3 آخرين محبوسين، إلى محاكمة جنائية عاجلة؛ لاتهامهم بقتل المجني عليه عمداً مع سبق الإصرار والترصد.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهم استاء بسبب كتابات خطها المجني عليه، على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، حول تصرفات المتهم حيال إحدى الفتيات.

وأوضحت التحقيقات أن المتهم أرسل إلى المجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل تهديد ووعيد، ثم اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله، وأعدوا لذلك مطواة وعبوات بها مواد حارقة للعيون، وتخيروا يوم الأربعاء التاسع من أكتوبر موعداً لذلك، إلى أن نفذوا جريمتهم.