يتحكم في مفاصل الحكومة.. خطاب حسن نصر الله يحمل دلالات ورسائل للشعب اللبناني

تقارير وحوارات

حسن نصرالله
حسن نصرالله


في ظل تظاهرات الشعب اللبناني، ظهر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، اليوم السبت، لإلقاء كلمة بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين، حيث وجه رسائل شديدة اللهجة للمتظاهرين، رافضًا المطالبة باستقالة الحكومة، حيث يتحكم هو في مفاصلها.

واندلعت مؤخرًا التظاهرات اللبنانية، اعتراضًا على نية الحكومة فرض ضرائب جديدة، واشتعلت أمس الجمعة عقب كلمة رئيس الوزراء سعد الحريري، التي وعد فيها بالإصلاحات وتقديم حلول خلال 72 ساعة.

وقامت قوات الشرطة اللبنانية بفرض طوق أمني حول المتظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت، فيما شددت عليهم الخناق وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أوردته شبكة "سكاي نيوز".

تهديد للشعب
وجه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، عدة رسائل شديدة اللهجة، للشعب اللبناني، في ظل اندلاع التظاهرات، اعتراضًا على نية الحكومة فرض ضرائب جديدة، فبدلًا من تهدئة الرأى العام، إلا أنه استخدم أسلوب التهديد والوعيد بأن التظاهرات لن تجدي نفعًا، بقوله؛ "رسالتكم وصلت قوية للمسؤولين، بدليل أنه تم التراجع عن قرار فرض ضرائب على تطبيقات تكنولوجية، على رأسها "الواتس آب".

لم يقدم حلول
ورغم اعتراف نصر الله بالأخطار التي تواجهها لبنان، إلا أنه لم يقدم حلًا صريحًا للمتظاهرين، حيث قال إن لبنان يواجه خطرين حقيقيين وهما الانهيار المالي والاقتصادي، والانفجار الشعبي، مؤكدًا أن فرض الضرائب والرسوم لا يعتبر اصلاحاً وهو ليس خيار الحكومة الوحيد مما يدخل لبنان في مأزق كبير.

دعوة أنصاره للتظاهر
وحول دعوة أنصاره للنزول إلى الشارع والالتحاق بالمتظاهرين اللبنانيين، راوغ الأمين العام لحزب الله، في التعليق، بأنه "حركته مش بسيطة، ونزولهم إلى الشارع قرار غير بسيط، يعني البلد كله بيروح لمسار مختلف، إن شالله ما ييجي وقته، وإذا جه وقته ستجدونا جميعًا في الشارع في كل المناطق وسنغير كل المعادلات".

وفي محاولة للتهديد والترويع، وصف التظاهرات بأنها رسالة للجميع للقوى السياسية ولكل الأحزاب، ولا تقف أي سفارة أجنية ولا أحد وراء المظاهرات، الناس غضبوا من مؤتمر وزير الإعلام، الواتس أب هو القشة التي قصمت ظهر البعير.

لوم الحكومات السابقة
وألقى نصر الله باللوم على الحكومات السابقة، بأنه على الجميع أن يتحمل المسؤولية ومن المعيب التنصل منها وخصوصا الذين شاركوا بالحكومات السابقة، متابعًا؛ "لبنان ليس بلدًا مفلسًا، وأمام الحكومة خيارات وأفكار كثيرة غير فرض الضرائب للخروج من الأزمة المالية".

وأوضح في حديثه أن المظاهرات التي جابت شوارع لبنان ضد فرض الضرائب للخروج من الأزمة الحالية، قد ارسلت رسائل للجميع، وعلى المعنيين أن يتصافوا ويساهموا في ايصال رسائل الشعب وتحقيق مطالبهم، مشددًا على أن هذه المظاهرات ستوجه لبنان لاتباع منهجية وبعقلية جديدة.

استقالة الحكومة
وعن استقالة الحكومة، أكد نصر الله في خطابه أن حزب الله لا يؤيد استقالة الحكومة الحالية، لأن لن يكون هناك حكومة جديدة خلال سنة أو سنتين بحسب ما قال، وهي محاولة لإخفاء أنه من يتحكم في مفاصل الحكومة ولا يريد تغيرها.

واستمر في إقناع الشعب اللبناني، للتنازل عن مطلب استقالة الحكومة، بأنه أي انتخابات برلمانية جديدة في لبنان، ستحمل نفس النتائج الحالية، فإن عجزت الحكومة الحالية على حل المشاكل العالقة فلن تستطيع أي حكومة جديدة حلها.