مظاهرات لبنان| هل تؤدي تصريحات "الحريري" لتهدئة موجة احتجاجات الثوار؟

تقارير وحوارات

سعد الحريري
سعد الحريري


على مدار عدة أيام ماضية، نشبت أعمال عنف متعددة في لبنان، واحتجاجات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وهو ما دفع رئيس اللحكومة اللبنانية سعد الحريري للخروج بكلمة للشعب اللبناني اليوم في محاولة لتهدئته، ولكن هل سيساهم بالفعل في تهدئة حدة الاحتجاجات المشتعلة.

شارك عامة الشعب من مختلف الطوائف والدوائر في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام، ورفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب حكومة الحريري بالاستقالة.

ونظمت حشود تلوح بالعلم اللبناني مسيرات ومواكب سيارات عبر الشوارع على وقع الأغنيات الوطنية من مكبرات الصوت، وهم يهتفون بشعارات تطالب بإسقاط النظام. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، كذلك احتشد متظاهرون في محيط القصر الرئاسي في ضواحي بعبدا، واستخدم بعض المندسين قضبان حديدية لتهشيم واجهات المتاجر في منطقة راقية من بيروت.

خطاب تهدئة الأوضاع
حاول سعد الحريري من خلال كلمته تهدئة الأوضاع في لبنان، ولهذا أمهل رئيس الوزراء اللبناني شركاءه في الحكومة" 72 ساعة" للتوقف عن تعطيل الإصلاحات، وإلا فسوف يتبنى نهجا مختلفا، لكنه لم يقدم استقالته.

وقال الحريري، في خطاب له، أمس الجمعة، إن لبنان "يمر بظرف عصيب ليس له سابقة في تاريخنا"، في ظل موجة توتر تندلع في أنحاء متفرقة من البلاد، بفعل تراكم الغضب، بسبب معدل التضخم، واقتراحات فرض ضريبة جديدة، وارتفاع تكلفة المعيشة.

وفي كلمته عبر التلفزيون، قال الحريري: "أنا شخصيا منحت نفسي وقتا قصيراً جداً، إما شركاؤنا في التسوية والحكومة يعطونا جواباً واضحاً وحاسماً ونهائياً يقنعني أنا واللبنانيين والمجتمع الدولي... بأن هناك قرارا لدى الجميع للإصلاح أو يكون لدي كلام آخر".

وأضاف "أعود وأقول مهلة قصيرة جداً يعني 72 ساعة".

وأوضح الحريري أنه منذ ثلاث سنوات وهو يحاول حل الكثير من الأزمات في البلاد لكن "هناك من وضع العراقيل أمامي منذ تشكيل الحكومة، وتم وضع عراقيل أمام جميع الجهود التي طرحتها للإصلاح".

وأكد أنه "مع كل تحرك سلمي في البلاد"، مضيفا أن "الحل الوحيد يكمن في إصلاح القوانين التي تجاوزها الزمن بدل فرض الضرائب على المواطنين".

ودفع التوتر رئيس الوزراء لإلغاء اجتماع الحكومة الذي كان مقررا الجمعة لمناقشة مسودة ميزانية السنة المالية 2020، وألقى خطابا بدلا من ذلك.

مقر الحكومة
ولهذا تجمع المحتجون أمام مقر الحكومة في وسط بيروت، مساء الخميس، مما أجبر مجلس الوزراء على التراجع عن خطط فرض رسوم جديدة على المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على بعض المحتجين، بينما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين خلال الليل.

المتظاهرون يتوافدون من جديد
ولكن بالرغم من ذلك الخطاب، الذي حاول من خلاله السيطرة على الأوضاع الإ ان المتظاهرون مازالوا مستمرون في التوافد، وهو ما أوضحه مراسل قناة العربية، مؤكداً أن عدداً من المتظاهرين بدأوا يتوافدون منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت،  إلى وسط بيروت بعد مساء "عاصف" شهدته العاصمة اللبنانية، حيث عمد بعض المحتجين إلى الاشتباك مع القوى الأمنية التي ردت بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

تكسير المحال التجارية
واستفاق وسط بيروت السبت على مشاهد تكسير طالت عدداً من المحال التجارية في العاصمة اللبنانية وذلك خلال اليوم الثاني للتظاهرات الحاشدة التي انطلقت في عدة مدن لبنانية، احتجاجاً على الطبقة السياسية برمتها والفساد المستشري والضرائب والأوضاع المعيشية المتردية.

كما أكد مراسلة "العربية" بأن بعض المحتجين قطعوا الطريق في ساحة عبد الحميد كرامي وسط طرابلس (شمال لبنان) بالمستوعبات والإطارات المشتعلة.

وبجانب ذلك، ذكرت قناة"العربية" أن الجيش اللبناني عمد إلى فتح الطرقات التي كانت أغلقت في وسط بيروت، في حين لا تزال بعض الطرقات في مناطق "نهر الموت" والزوق والصفرا وجبيل (التابعة لمحافظة جبل لبنان)مقفلة.

كما أشارت إلى أن أعمال الشغب قسمت الشارع اللبناني بين مؤيد ومعارض، لا سيما بعد أن عمد بعض المحتجين أمس إلى تكسير عدة محال تجارية ومنها محلات "شوكولا" شهير يملكها وزير الاتصالات محمد شقير.