تخريج الدفعة الأولى من الضباط والمهندسين البحريين السعوديين
نظمت الهيئة العامة للنقل، حفل تخريج الدفعة الأولى من القيادات الوطنية الشابة الحاصلين على شهادة الكفاءة السعودية للضباط والمهندسين البحريين المؤهلين للعمل في أعالي البحار طبقًا للاتفاقية الدولية لمستويات التدريب وإصدار الشهادات وأعمال النوبة للعاملين في البحر لعام 1978، وتعديلاتها الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية والمنضمَّة إليها المملكة.
وجاء الحفل بالشراكة مع كلية الدراسات البحرية بجامعة الملك عبدالعزيز، برعاية رئيس الهيئة العامة للنقل الدكتور رميح الرميح، كما حضره نيابة عن مدير جامعة الملك عبدالعزيز، وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور يوسف التركي، وأقيم الحفل بالرياض يوم الخميس 17 أكتوبر 2019م بحضور الجهات ذات العلاقة بالنقل البحري من القطاع العام والقطاع الخاص وأولياء أمور الخريجين.
وعبر رئيس الهيئة العامة للنقل الدكتور رميح الرميح في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، عن فخر الهيئة واعتزاز كافة المنتمين لصناعة النقل، بتخريج الدفعة الأولى من هذه الكفاءات الوطنية البحرية؛ حيث عقدت الهيئة العامة للنقل هذه الاختبارات للمرة الأولى في المملكة للحصول على شهادات الكفاءة (COC)، بعد أن كانت حكرًا لسنوات على مؤسسات أكاديمية خارج المملكة، ويضطر معها الملاحون والمهندسون البحريون السعوديون إلى خوض إجراءات مطوّلة كانت تعوق تقدمهم في مسيرتهم المهنية. وأمّا اليوم -وبفضل الله- فقد ابتهجنا جميعًا بتخريج أبنائنا في تخصصات نوعية كفيلة بالنهوض بصناعة النقل البحري في المملكة، وتحقيق رؤية ٢٠٣٠ قياسًا على القيمة الاستراتيجية والاقتصادية لهذه الصناعة العملاقة.
وأشاد الرميح في كلمته بالشراكة الناجحة بين الهيئة وكلٍّ من كلية الدراسات البحرية بجامعة الملك عبدالعزيز، وكذلك الأكاديمية الوطنية البحرية؛ حيث تمثل كلية الدراسات البحرية ومقرها جدة أول كلية متخصصة بالمملكة، وعملت منذ نشأتها على سد النقص في الكوادر البحرية الوطنية، ومشيدًا كذلك بالأكاديمية الوطنية البحرية التابعة لمجمع الملك سلمان للخدمات البحرية وما سيكون لها من أثر إيجابي لسد الحاجة الحالية لتوطين القطاع البحري.
وأضاف الرميح موضحًا أن هذه الشراكة أثمرت اليوم تخريج شباب سعوديين متخصصين وحاصلين على تأهيل نوعي، ومن شواهد هذا نحتفل به اليوم من حصول أبناء الوطن على شهادة الكفاءة السعودية للضباط والمهندسين البحريين لأول مرة في المملكة للعمل في أعالي البحار، مبينًا أن هذا يترجم سعي الهيئة العامة للنقل بصفتها السُّلطة البحرية في المملكة لتعزيز فرص التدريب والتأهيل والتوطين في النقل البحري، ومشيدًا كذلك بالشراكة الناجحة مع مؤسسات القطاع الخاص في النقل البحري، والتي تعمل على تحويل التوطين إلى واقع مشهود عبر احتضان مثل هذه الكفاءات والإفادة من تأهيلها النوعي لقيادة الناقلات والسفن في أعالي البحار، سيّما وأن الأسطول البحري السعودي يبلغ الآن ٣٦٨ سفينة تعمل تحت العلم السعودي، ومعها قفزت الحمولة الطنّية للأسطول السعودي إلى ٨ ملايين طن لتحتل المرتبة ٢٣ عالميًّا من بين ١٧٦ دولة.
واختتم الرميح كلمته بالشكر والثناء للدعم اللامحدود للقيادة الرشيدة، منوهًا إلى حرص القيادة على تذليل كافة الصعوبات للنهوض بصناعة النقل بشكل عام، والنقل البحري بشكل خاص، وبما يسهل توطينه، سيّما وأن المملكة تتبوَّأ مكانة ريادية في هذه الصناعة الهامة التي تشكل شريانًا اقتصاديًّا هامًّا عبر نقلها بحرًا لـ٩٠٪ من حركة التجارة العالمية، داعيًا لأبنائه الخريجين أن يعينهم الله على تحقيق ما أنيط بهم من مهام، وأن تشهد معهم صناعة النقل البحري قفزات جديدة بما يحقق رؤية المملكة 2030 عبر تحويل المملكة إلى منصة لوجستية عالمية تربط القارات الثلاث.
من ناحيته عبر الخريج عبدالله محمد القرني عن فخره واعتزازه بتتويج مسيرته الأكاديمية والتدريبية اليوم بحصوله على شهادة الكفاءة السعودية للمهندسين البحريين، واصفًا ما تحقق بالإنجاز الذي يهديه إلى كل من أعانه على تحقيق هذا الهدف الغالي. كما عبر الخريج بندر طارق السرحان عن عميق فخره باستلام شهادة الكفاءة السعودية للضباط البحريين في جانب الملاحة في أعالي البحار، عادًّا ما تحقق علامةً في مشوار ريادة المملكة إقليميًّا ودوليًّا، ومع صدور هذه الشهادة النوعية من المملكة، تتحقق قفزة جديدة في مسيرة كل المنتمين للعمل في النقل البحري عبر المنافسة وتأكيد المكانة.
إلى ذلك، شهد الحفل توقيع اتفاقية بين كلية الدراسات البحرية والأكاديمية البحرية الوطنية، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز أطر التعاون في مجال التعليم والتدريب البحري وتبادل الخبرات بين المؤسستين التعليميتين بما يوسع فرص التأهيل ويخلق مساحات جديدة للتوطين في مختلف أنشطة النقل البحري، كما شهد الحفل تسليم شهادة الاعتماد الأكاديمي للأكاديمية الوطنية البحرية كمؤسسة تعليم وتدريب بحري متخصصة ومعتمدة.
