الأكراد سيرحلون من منطقة شرق الفرات وستحل هذه القوات مكانها

عربي ودولي

مقاتلون من قسد
مقاتلون من قسد



صرحت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس الخميس، بأنها قامت بالتوصل إلى اتفاق مع تركيا حول إعلان نظام لوقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا، وبدء العمل على سحب القوات الكردية من منطقة الأعمال القتالية.

وجاء هذا الإعلان في مؤتمر صحفي لمايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي، عقب لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وستتوقف بموجب هذا الاتفاق عملية "نبع السلام" العسكرية، لمدة 120 ساعة.

اتفاق أمريكي تركي حول وقف إطلاق النار

وبشأن مضمون هذا الاتفاق بين الطرفين الأمريكي والتركي، يقول فراس أوغلو، الكاتب والمحلل السياسي التركي: "إن هناك بنود أساسية وبنود ما بعد الأساسية، فخلال 5 أيام سيكون هناك انسحاب للقوات الكردية من كل المنطقة ووقف لإطلاق النار لخمسة أيام بتعهد أمريكي، وهذا هو الشرط الأساسي، والبنود الأخرى تأتي ملحقات بعد ذلك، وكيف سيتم التطبيق والتفاصيل هذا كلام من المبكر الحديث عنه".

ويتابع الكاتب التركي: من ضمن الاتفاقات الأولية هناك رفع العقوبات الاقتصادية، وخلال 5 أيام ستكون مرفوعة، وبعد ذلك تأتي الترتيبات داخل سوريا، وكيف ستكون نقاط التماس التركية الأمريكية، والمنطقة الآمنة وعدد الجنود وتوزعهم، وكل هذا سيأتي لاحقا.

وقالت ماريا مخموتوفا، خبيرة المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية: "هو اتفاق حول تعليق العمليات في تركيا لمدة 5 أيام ، بحيث يتمكن، واتفق الطرفان على تنسيق أعمالهم، وتحديد حدود واضحة للمنطقة الآمنة، والتي تتحمل تركيا فيها المسؤولية".

وتضيف مخموتوفا: في الواقع هذا يعني أن العملية معلقة ببساطة، ويمكن للقوات الكردية التحرك والخروج حتى لاتخسر ولا يموت أفرادها.

فيما أعرب عضو البرلمان السوري مهند حاج، علي عن أن الاتفاق غامض ويمسه الكثير من اللبس، ويكمل: أي اتفاق يجري على الأرض السورية يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونحن رأينا أن الأهل في الجزيرة عادوا إلى رشدهم عندما تخلت عنهم الولايات المتحدة الأمريكية، وطلبوا الدعم من الدولة السورية، ولبى الجيش السوري النداء بالسرعة القصوى، وهو الآن ينتشر على منطقة الحدود.

ويستطرد الحاج علي: أنا أعتبرها مناورة من واشنطن، لكي تمنع أي اصطدام عسكري بين الجيش السوري والجيش التركي، وبالتالي كي تؤمن حلفاءها في منطقة الجزيرة، ومن جانب آخر كي تؤمن سحب بقية القوات العسكرية الأمريكية الموجودة هناك.

ويضيف: لو حصل صدام عسكري بين دولتين كتركيا وسوريا، بالتأكيد كل المنطقة ستتأثر بذلك، وسوف تتحول إلى معركة إقليمية، وترامب يريد الخروج من ذلك ولو باتفاق غير مفهوم.

من سيحل مكان الأكراد

وعن القوات التي ستشغل المناطق، التي ستخليها القوات الكردية، يؤكد فراس أوغلو على أن الجيش التركي سيكون في تلك المنطقة، ويكمل: ولكن كيف سيكون دخول قوات الجيش الوطني (الحر سابقا)، وهل سيكون هناك عناصر أمنية فقط أو عسكرية، وهناك أيضا مجال محلية من سكان تلك المنطقة ومهجرين في تركيا.

ويتابع فراس أوغلو: هذا كله سيتم ترتيبه بعد الانسحاب، لأن القوات التركية موجودة في كثير من تلك المناطق.

وتؤكد الخبيرة الروسية ماريا مخموتوفا على ذلك، وبأن تركيا سوف تحتل بوضوح المناطق التي خلفها الأكراد.

أما مهند حاج علي فيشدد على أن الجيش السوري هو من سيحل مكان القوات الكردية، ويتابع: بكل تأكيد نحن متمسكون بكل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية، وسوف نحرر هذه الأراضي من أي قوات، سواء كانت أمريكية أو تركية أو غيرها.

ويضيف: هم يحاولون إعطاء طوق نجاة سياسي لأردوغان بمنطقة 20 ميل، من أجل أن يعود إلى أنقرةع لى أنه أحرز نصرا كبيرا في الخارج، وأنه استطاع أن يدفع القوات الإنفصالية، التي تهدد تركيا.

ويواصل حاج علي: بكل تأكيد لن تسمح له سوريا، وسوف يدخل الجيش العربي السوري تلك المناطق، وخاصة بالنظر إلى تلك الخرائط، فالجيش السوري الآن ينتشر عبر الحدود.

ويستدرك: البارحة دخل الجيش السوري إلى منطقة عين العرب وسابقا إلى منبج، والاتفاق مع الأكراد ساري، ولم يعد أمامهم التراجع عن هذا الموضوع، لأنها التجربة أثبتت أن لا داعم لهم سوى الحكومة السورية.

عودة أمريكا للتدخل في منطقة شرق الفرات

وحول عودة الولايات المتحدة للتدخل في منطقة شرق الفرات، واتفاقها مع تركيا بعد أن كانت قد تخلت عن الأكراد، يقول المحلل السياسي أوغلو: أعتقد أن هذا الأمر جاء من البنتاغون و"السي آي إيه" لأنهم لا يريدون الانسحاب، كون هذا يؤثر على الاستراتيجية والنفوذ الأمريكي في تلك المنطقة.

ويتابع: أيضا لا ننسى اللوبي الإسرائيلي، والذي له دور قوي وفاعل في المنطقة، ولا يريد انسحاب أمريكا من تلك المنطقة، وإن كانت أمريكا لم تقل أنها ستنسحب تماما، بل انسحبت فقط من عدة نقاط، ولا زال لديها قواعد وجنود.

أما مخموتوفا فتقول أن الأمر هو استعراض من قبل الولايات المتحدة فقط، وتوضح: لقد تدخلت الولايات المتحدة لأنها تريد أن تظهر أنها مستمرة في السيطرة على الوضع، وبأنها لا تتخلى عن حلفائها، وبأنها تسعى إلى تجنب إراقة الدماء.

بينا يرى البرلماني السوري مهند حاج علي بأن هذه الاتفاقية هي لعبة سياسية من أجل أن يحفظ ترامب ماء وجهه في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تصدر أمريكا للعالم بأنها استطاعت أن تحمي الأكراد، وفي نفس الوقت استطاعت أن توقف إطلاق النار في الجزيرة السورية.

موقف الحكومة السورية وروسيا

وعن موقف روسيا والحكومة السورية من هذه الاتفاقية يقول المحلل التركي فراس أوغلو: أتوقع أن مسألة الموافقة أو الرفض بالنسبة لروسيا ستأتي بعد الاجتماع مع أردوغان، وكيف ستتم الترتيبات اللاحقة، ولا أعتقد أن روسيا قلقة من تواجد تركيا  في أي بقعة من سوريا، لأن هناك اتفاق استراتيجي بين الطرفين، لإعادة الدولة السورية بشكل عام، وعلى وحدة التراب السوري والمؤسسات، وبعد ذلك كيف سيكون النموذج السياسي من ناحية الحكومة والمعارضة، ودور الأكراد فيها.

فيما ترى ماريا مخموتوفا بأن روسيا تدعو لضبط النفس والحوار وعدم انتهاك سيادة سوريا، وحتى الآن لم تصدر عن وزارة الخارجية الروسية بيانا حول هذا الاتفاق.

أما عضو مجلس الشعب مهند حاج علي فيقول: حتى الآن اتفاق مبهم ولكنه مرفوض جملة وتفصيلا، فالولايات المتحدة لا تملك هذه الأرض لتقدمها إلى أردوغان، لذلك يجب على تركيا الانسحاب كما تنسحب الآن الولايات المتحدة، وإذا لم ينسحب الجيش التركي بالسياسة سوف ينسحب بقوة السلاح.