القادة الأوروبيون يوافقون بالإجماع على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

عربي ودولي

بوابة الفجر



أعرب القادة الأوروبيون بالإجماع، مساء اليوم الخميس، عن موافقتهم على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، ليتم إرساله بشكل رسمي للبرلمان البريطاني للتصديق عليه.

وأعلن مكتب رئيس المجلس الأوروبي في تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن القادة تبنوا بيانا حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ودعا القادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي لاتخاذ "الخطوات اللازمة" لضمان بدء تنفيذ الاتفاق مطلع نوفمبر المقبل، مؤكدين في الوقت نفسه على أنهم يريدون "شراكة وثيقة محتملة مع المملكة المتحدة مستقبلا"، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.

وكان بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، قد تعهد بإخراج بلاده من الاتحاد في الحادي والثلاثين من أكتوبر، وقال اليوم، إن الموافقة تعني أن أي تأجيل جديد "لا داعي له".

ولا يزال جونسون بحاجة لموافقة البرلمان على الاتفاق، مع العلم أن الاتفاق السابق قوبل بالرفض 3 مرات.

وقال خصوم جونسون السياسيون، وعدد من حلفائه الأساسيين، إنهم لن يدعموا هذا الاتفاق الأخير، مما يضع مستقبله في مهب الريح.

8 أسباب دفعت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي

1- التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين
يؤمن المواطن البريطاني بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيمكّن بلاده من اتباع نظام جديد يحد من السماح للمهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى البلاد.

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد المهاجرين في بريطانيا يقدّر بـ863 ألف مهاجر، وهو ما يشكل عبئاً بقيمة تتجاوز 3.67 مليارات جنيه إسترليني (4.131 مليارات دولار) سنوياً، بحسب جامعة "مدرسة لندن الاقتصادية".

2- الخوف من الإرهاب
زيادة الهجمات الإرهابية في بعض الدول الأوروبية مؤخراً، دفعت المواطن البريطاني إلى التفكير في أن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي سيوقف اتفاقية الحدود المفتوحة بين دوله، وهو ما قد يحد حركة المواطنين الأوروبيين، ومن ثم يحول دون مجيء الإرهابيين إلى بريطانيا.

وخلال الأشهر الماضية كان هناك تصريحات عدة لمتزعمي معسكر "الرحيل"، وفي مقدمتهم دومينيك راب، وزير العدل البريطاني، الذي اعتبر أن "الخروج من شأنه ردع هجمات إرهابية محتملة في المستقبل".

3- التوفير المالي للصحة والتعليم
هذا السبب مترتب على التخلص من أعباء استقبال المهاجرين عبر الحدود، الذي أسهم في تصديقه مئات المطويات، التي وزعت بالبريد أو على نواصي الشوارع، التي توقعت توفير 350 مليون جنيه إسترليني (480 مليون دولار) أسبوعياً لحساب الخزينة البريطانية، وهو مبلغ كاف لبناء مستشفى.

كما أن المبلغ نفسه يعادل نصف ميزانية التعليم في إنجلترا، مع اقتراحات من معسكر المعارضين للبقاء بتوظيف تلك الأموال في البحث العلمي والصناعات الجديدة.

4- وعود فضفاضة بالازدهار
وهي وعود منّى بها المعسكر الرافض للبقاء، المواطن البريطاني، حيث ظلت كلمات رئيس بلدية لندن السابق، بوريس جونسون، مصاحبة للمواطن البريطاني داخل اللجان، حيث لم ينسَ مقولته: "إذا صوتنا في 23 يونيو، واستعدنا السيطرة على بلادنا واقتصادنا وديمقراطيتنا، نستطيع عندها أن نزدهر كما لم نزدهر من قبل".

تلك الوعود امتلأت بها الصحف المؤيدة للخروج، ومنها صحيفة "صنداي تايمز"، التي قالت: "لو كان هناك دبلوماسية أفضل لكانت ستجعل الاستفتاء غير ضروري، ولكن الآن السؤال أمام الناخبين، فالخروج من الاتحاد الأوروبي هو أفضل طريقة لوقف المزيد من الاتحاد الاقتصادي والسياسي بين الطرفين".

5- التجارة الحرة
قدّم معسكر المعارضين للبقاء تصوراً عن أوضاع التجارة عقب الخروج، كانت سبباً كافياً لدى المواطن البريطاني إلى توقع الأفضل، حيث يتصور المواطن البريطاني أن الرحيل سيمكن بلاده من إقامة علاقات اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي دون خضوعها لقوانين الاتحاد، حيث يمكنها عمل اتفاقيات تجارية مع دول مهمة مثل أمريكا والهند والصين، بالإضافة لمساعي إقامة منطقة تجارة حرة.

6- النفوذ الدولي
يعتقد البريطانيون أن تأثير بلادهم داخل الاتحاد الأوروبي ضعيف، وفي حال رحيلها عن الاتحاد ستتمكن من التصرف بحرية، والحصول على مقاعد في مؤسسات عالمية، كانت خسرتها بسبب انضمامها للاتحاد الأوروبي كمنظمة التجارة العالمية.

ومن أشهر الدعاة لهذا النفوذ بوريس جونسون، الذي قال في المناظرة الأخيرة التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الثلاثاء الماضي: "حان الوقت لاستعادة بريطانيا السيطرة الكاملة، فضلاً عن مبالغ مالية كبيرة ستستردها، وسيكون لها القرار الكامل بخصوص سياستها التجارية، ونظامها التشريعي".

ودعت صحيفة "صنداي تليغراف" في وقت سابق إلى الرحيل عن الاتحاد الأوروبي، في مقال افتتاحي قالت فيه: "بالتوازن.. نعتقد أن حملة الخروج فصّلَت رؤية طموحة لبريطانيا كدولة مستقلة، لنعود مرة أخرى أحراراً في اتخاذ قرارنا، وعلى النقيض حملة البقاء لجأت إلى التشاؤم القاتم".

7- الكلمة الأولى للتشريعات الوطنية
الناخب البريطاني أصبح على قناعة بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيعلي من صوت القوانين الوطنية البريطانية، وأنه لن يكون هناك سيطرة من قبل القوانين الأوروبية الاتحادية، وهو ما سيساهم في إعادة السيطرة على قوانين التوظيف والخدمات الصحية والأمن.

توقعات الناخب البريطاني بمنح صلاحيات وسلطات أكبر للبرلمان البريطاني، جعلته يتأمل خيراً على الأصعدة كافة، خاصة أن بعض القوانين الداخلية في حاجة إلى تغيير، لكنها تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي ما يحول دون إقرارها.

وكانت صحيفة "ذا صن" البريطانية، وهي الأكثر مبيعاً في البلاد، دعت المواطنين، إلى التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلة: إن الاتحاد الأوروبي "قيّد بريطانيا بملايين القوانين واللوائح، ويحلبها المليارات السنوية كرسوم عضوية، ومحاكمه تطغى على محاكمنا وعلى حكومتنا.. إذا لم نصوت بالمغادرة يوم الخميس، كل هذا سيصبح أسوأ.. وخطر البقاء أكبر بكثير".

8- المخاوف من انضمام تركيا للاتحاد
استطاع قادة سياسيون في معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التأثير على المواطنين البسطاء، وخلق فزّاعة وهمية لديهم بخصوص تبعات انضمام تركيا إلى الاتحاد، وتصوير الأمر على أنه يهدد بفتح حدودها لتدفق آلاف اللاجئين الموجودين فيها حالياً إلى الدول الأوروبية.