خبراء: الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري له علاقة بهروب عناصر "داعش" من السجون

عربي ودولي

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية



تسأل خبراء حول احتمالية مساعدة بعض الدول في إفساح المجال لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) للهرب من السجون في الشمال السوري، وترتيب صفوفهم من جديد، وما يمكن أن يترتب على ذلك.

فبحسب الخبراء، أن الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري رغم علم واشنطن بأعداد الدواعش في السجون، التي تقع تحت سلطة قوات سوريا الديمقراطية، يشكل علامة استفهام كبرى، خاصة في ظل تأكيدات من الداخل السوري بهروب بعض العناصر الداعشية.

وحذرت نائبة عراقية من المشهد الحالي، واعتبرته مجرد حلقة تتورط فيه بعض القوى والدول، وأنه يشكل خطورة على العراق وسوريا والمنطقة بأكملها.

وقالت النائبة، إيناس المكصوصي، عضو البرلمان العراقي، "إن ما يحدث ما هو إلا حلقة جديدة في مسلسل دولي أهدافه معلومة وأبطاله أيضا، وأنه يطرح العديد من التساؤلات".

وأوضحت النائبة العراقية، أن "وجود عناصر داعش حتى اليوم في سجون قوات سوريا الديمقراطية محل تساؤل، خاصة في ظل بقائهم حتى الآن دون محاكمة".

وتابعت المكصوصي: "يمكن قراءة الأمر بأنهم احتجزوا لتوقيت محدد من أجل خروجهم، وهو ما يحدث الآن، خاصة أن تلك العمليات سيعقبها سيناريوهات أخرى تتضح الأيام المقبلة"، وأبدت النائبة استغرابها من انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعدم تحديد وجهتها القادمة.

وشددت على أن الخلايا النائمة في سوريا والعراق تشكل تهديدا خلال الفترة المقبلة، في ظل تواصلهم الدائم، وأن العمليات سيكون لها تأثيراتها السلبية، خاصة في ظل إعادة نشاط الجماعات وترتيب صفوفهم.

من ناحيته، قال نضال السبع، المحلل السياسي اللبناني، إن هروب عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي من السجون الموجودة فيها في الشمال السوري يشكل خطورة على سوريا والعراق معا.

وبحسب ما أوضح "السبع"، اليوم، أن "داعش" بمقدوره العودة إلى العراق مرة أخرى، خاصة أنه قدم من هناك إلى سوريا.

وطالب السبع بتسليم عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي إلى الحكومة السوريا، التي تتولى محاكمتهم، خاصة أن العدد يفوق 12 ألف في سجون سوريا الديمقراطية، وهو ما يشكل خطورة كبيرة بشأن إعادة ظهورهم من جديد، وهو ما يهدف له الجانب الأمريكي لإفشال المشروع الروسي في القضاء على الجماعات الإرهابية وعناصر داعش.

قلق مجلس الأمن

أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا أعرب فيه عن قلقه من "مخاطر تدهور الوضع الإنساني شمال شرقي سوريا، وفرار مقاتلي تنظيم "داعش" الأسرى".

وقال مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الأربعاء، إنه يشعر بالقلق من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في شمال شرق سوريا وهروب مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول) الأسرى لكنه لم يتطرق إلى الهجوم التركي على فصيل كردي سوري في المنطقة، والذي بدأ قبل أسبوع، حسب "رويترز".

واتفق أعضاء مجلس الأمن وعددهم 15 على البيان المقتضب بعد الاجتماع للمرة الثانية خلف الأبواب المغلقة منذ بداية العملية التركية، التي أجبرت عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح وأثارت تساؤلات بشأن مصير الآلاف من مقاتلي "داعش" في السجون الكردية.

وقالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، إن "أمريكا تدعو تركيا لوقف هجومها في شمال شرق سوريا وإعلان وقف فوري لإطلاق النار".

الهجوم التركي على سوريا

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في التاسع من أكتوبر الجاري، إطلاق عملية عسكرية في منطقة شمال سوريا، تحت اسم "نبع السلام".

وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، قال متحدث باسم الحكومة الفرنسية إن باريس "قلقة" بعد هروب 800 فرد من عائلات مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول).

وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فرار 785 من منتسبي تنظيم داعش الأجانب، من مخيم عين عيسى، شمالي سوريا، بعد هجوم تركي على المخيم.