إيران تعلق بعد تقرير "التدخل الميداني" لوأد احتجاجات العراق

عربي ودولي

احتجاجات العراق
احتجاجات العراق



كشفت إيران، مساء اليوم الخميس، عن أول تعليق بعد تقرير تحدث عن "تدخل ميداني إيراني"، لوأد الاحتجاجات في العراق.

قال علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، إن "طهران لم تتدخل ولم ترسل قوات إلى العراق".

وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني، التي نقلتها وكالة "إسنا" الإيرانية، خلال لقائه عدد من نواب البرلمان العراقي، وعلى رأسهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية شيركو ميرو.

وقال لاريجاني "الأحداث الأخيرة في العراق مثيرة للقلق، ولكن نحن على ثقة بأن الشعب العراقي الحکيم سيحل هذه المشكلة، ولكن الشيء الأهم هو العثور على الأسباب الجذرية لهذا الحادث".

وتابع الرئيس الفرنسي، "علی الرغم من أن المظاهرات في جميع البلدان أمر طبيعي، إلا أن هناك قضايا أخرى وراء المظاهرات العنيفة، والتي تم حلها من خلال الدور البارز، الذي لعبه المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، آية الله السید علي السيستاني".

وقال المسؤول الإيراني "تطوير العراق وأمنه لهما فائدة كبيرة لإيران، وبعض الدول لا تقبل الهدوء والأمن في العراق، ومنذ بداية السياسات العراقية الجديدة، عارضها البعض وقاموا بأنشطة إرهابية منذ البداية، في حين أن موقف إيران من العراق واضح".

وصرح لاريجاني "جزء من مشاكل إيران مع الدول المجاورة يتعلق بالعراق، وإيران تؤمن بديمقراطية العراق"، مضيفاً "إيران والعراق بحکومتیهما وشعبیهما یقفان جنبا إلی جنب دائمًا، واستقبال الزوار الإيرانيين خلال الزیارة الأربعينية یعد مثالا واضحا على ذلك".

وشدد رئيس مجلس الشوری الإسلامي، علی أن إيران ليس لها أية قوات أو تدخل في العراق، مضيفًا "عندما هاجم تنظیم داعش الإرهابي هذا البلد، طلبت الحكومة العراقية المساعدة من إيران، ونحن ساعدناهم".

وكانت وكالة "رويترز" قد نشرت تقريرا حول حول استعانت فصائل عراقية بـ "قناصة" من أجل قمع الاحتجاجات في العراق.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمنيين عراقيين، قولهم إن فصائل مدعومة من إيران نشرت قناصة على أسطح البنايات في بغداد، خلال أكثر الاحتجاجات المناهضة للحكومة دموية منذ سنوات.

وقال المصدران الأمنيان لـ"رويترز" إن قادة الفصائل، قرروا من تلقاء أنفسهم المساعدة في إخماد الاحتجاجات الشعبية على حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي تحظى إدارته منذ تولت السلطة قبل عام واحد بدعم من جماعات مسلحة قوية مدعومة من إيران ومن فصائل سياسية.

وقال أحد المصدرين الأمنيين "لدينا أدلة مؤكدة بأن القناصين كانوا عناصر من المجاميع المسلحة، الذين يتلقون الأوامر من قادتهم بدلا من القائد العام للقوات المسلحة".

وقال مصدر أمني عراقي آخر يحضر اجتماعات يومية لإطلاع الحكومة على الوضع الأمني، إن رجالا يرتدون ملابس سوداء أطلقوا النار على المحتجين في اليوم الثالث من الاضطرابات، الذي ارتفع فيه عدد القتلى من نحو ستة إلى أكثر من 50 قتيلا.

وأضاف المصدر الثاني أن هؤلاء المقاتلين يقودهم أبو زينب اللامي مسؤول أمن الحشد الشعبي.

وقال المصدر إن قائد الحشد مكلف بإخماد الاحتجاجات بواسطة مجموعة من قادة كبار آخرين لفصائل مسلحة. ولم يذكر المصدران عدد القناصة الذي نشرته الفصائل المسلحة.

ونفى أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد مشاركة تلك الفصائل في قمع الاحتجاجات.

وقال الأسدي في بيان، "لم يشارك أي من عناصر الحشد الشعبي في التصدي للمتظاهرين، ولم يكن هناك أي عنصر متواجد في مناطق بغداد أثناء التظاهرات".

وقال المصدر الأمني الثاني، إن القناصة يستخدمون معدات اتصال لاسلكي زودتهم بها إيران ومن الصعب تعقبها، مما يتيح للفصائل شبكة خاصة بها في الأساس.

وقال دبلوماسي في المنطقة مطلع على عملية صنع القرار في إيران إن مجموعة من كبار القادة بالحرس الثوري الإيراني سافرت إلى العراق في اليوم الثاني للاحتجاجات والتقت بمسؤولي المخابرات والأمن العراقيين.

وقال الدبلوماسي: إن "ضباطا كبارا في الحرس الثوري يتمتعون بخبرة في احتواء الاضطرابات المدنية استمروا بعد الاجتماع في تقديم المشورة للحكومة العراقية لكن لم يتم نشر أي جنود إيرانيين".

وأضاف "المستشارون الإيرانيون أصروا على أن يكون لهم دور وحذرونا بأن استمرار التظاهرات، إذا لم يتم السيطرة عليها، فإنها ستقوض حكومة عادل عبد المهدي".