طارق الشناوي يكتب: مهرجان الشارقة للأطفال والشباب!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


هل توجد سينما فقط للأطفال؟.. السينما هى السينما، تخترق حاجز الزمن، والفيلم الذى يتحمس له الطفل يصبح الأكثر مبيعًا فى العالم، الطفل هو صاحب القرار الحاسم بل النهائى فى قطع تذكرة الدخول لدار العرض ليصحب معه العائلة.

التصنيف العمرى عندما يشير إلى أن الفيلم مثلا عرض عام، يعنى أن الأطفال مؤهلون للمشاهدة وبالتالى الكبار.

فى إمارة الشارقة، تلقيت دعوة كريمة من الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى للاشتراك فى لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية بالمهرجان.

هذه هى الدورة السابعة، وأضيف لأفلام الأطفال لأول مرة أيضا أفلام الشباب، حالة من البهجة تسيطر على من يشارك، كل ما فى المهرجان يشى بروح الطفولة، الطريق إلى دار العرض ممتلئ بصور التقطتها عين الأطفال، والحضور أيضا فى الأغلب هم من الأطفال، حيث يشاركون فى الفعاليات والتحكيم بلجان موازية للكبار، ولديهم أيضا قراراتهم المستقلة، شاهدت فى الافتتاح فيلما طويلا (مذكرات القط الرحال) إخراج اليابانى كويشيرو ميكى، يبدو بطل الفيلم وهو يروى علاقته بالقط، الوجه الآخر لها أنها مذكرات القط عن صديقه الإنسان.

رسالة عن الحب والعطاء والإيثار يحملها الفيلم، وذلك عندما نتعمق فى سلوك الكائنات الحية نكتشف أننا من الممكن أن نرى أيضا صورتنا فى عيونهم.

القط المشرد لا ينسى كم عانى، ويتذكر دائما اليد التى حملت له الطعام وأنقذته من الموت، وعندما يتعرض صاحبه ومنقذه لنفس المأزق نجد القط يسارع بالوقوف بجواره ويعود مجددا لحياة الصعلكة، حتى يصبح قريبا من المستشفى ليستطيع زيارة صديقه الذى شارف على الموت.

صورة القط بجوار سرير المريض كانت هى اللقطة الأخيرة التى حرص الشاب على أن يغمض عليها عينيه قبل أن يفارق الحياة.

الندوات واللقاءات التثقيفية للأطفال والشباب، التى تتناول تقنيات بناء الفيلم، ممتدة فى المهرجان، وبينها ندوة عن النقد، شاركنى فى تقديمها الناقد السعودى خالد ربيع، وكان السؤال عن الناقد وكيف يتم إعداده، الحاضرون أعمارهم من 7 إلى 17 عاما، لديهم رغبة وإرادة لممارسة المهنة، وهذه من المرات القليلة التى أكتشف فيها أن هناك من يحلم بمهنة الناقد.

إقبال الأطفال والشباب يؤكد أن الرسالة وصلت لمستحقيها، تعلن الجوائز مساء يوم الجمعة. ونسأل عن مصير مهرجان سينما الأطفال الذى انطلق فى مصر عام 1991 واستمر حتى ثورة 25 يناير، وأقيم بعدها دورة واحدة!، ليست لدينا إرادة حقيقية لإعادته، نقرأ فقط بين الحين والآخر أن الدولة تحمست، ونعود لنقرأ نفس الخبر فى العام التالى، ولا أحد يملك أن يحدد بالضبط ما هو ضمير الدولة!.

أصبح علينا من خلال تلك المهرجانات دعم قدرة الطفل على الاختيار، وأول درس أن نوفر له حرية المعرفة، أطفال زمن التليفزيون عندما كانت الدولة تملك البث الأرضى لم يكن هناك خوف من أن تتسلل أفكار، لأن كل التفاصيل تحت السيطرة، بينما الطفل الذى يعيش زمن الفضائيات تغيرت أفكاره وأيضا أسلوب التواصل معه، علينا أن نخاطب عقولا صارت قادرة على أن تلتقط كل شىء لتُصبح وسائط الاتصال سلاحًا لنا لا علينا.

مثل هذه المهرجانات لا شك أنها تلعب دورا جوهريا فى تنمية إدراك أطفالنا عندما يشعرون أنه مهرجانهم وهم ضيوفه ومنظموه، وهو ما لمسته يتجسد أمامى فى مهرجان الشارقة لسينما الأطفال والشباب، فما مصير مهرجان سينما الأطفال المصرى؟!.