"نريد خوض مجال جديد لم تدخله المرأة من قبل".. حكاية أول شقيقتين يدرسان"الميكانيكا" في الإسكندرية

محافظات

بوابة الفجر


قادت الأحلام وقوة الإرادة داخل الشقيقتين"إسراء" و"أسماء" الديب إلى تحقيق حلمهما بخوض مجال وأرض جديدة لم تطأ أقدام الفتيات لها من قبلهما، فقد قررتا الشقيقتان السكندريتان دخول معهد الدراسات التقنية والفنية قسم ميكانيكا في الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لكي يصبحا أول فتاتان يعملان في مجال الميكانيكا.


ذلك المعهد الذي اعتاد على إقبال فئة الشباب فقط إليه دون الفتيات، أملًا في تخرج فنيين متخصصين في مجال ميكانيكا السيارات، إلا أنه قبل ثلاث سنوات شهد المعهد تقدم فتاتان إليه، إحدهما من كلية الفنون الجميلة والأخرى بمجموع الثانوية العامة.


ارتداء الزي الأزرق أو كما يطلق عليه العوام "الأفارول أو العفريتة" ونظرة الآخرين لم يشكلا عائق في تحدي "إسراء" و"أسماء" في التقدم والإقبال، بل أشعلا الحماس أكثر على التحدي والدخول في مسابقات في الميكانيكا، لكي يحصدوا مراكز في التصفيات النهائية.


الحكاية
"إسراء الديب" 23 سنة قد وضعت أحلامها من قبل على دخول كلية الهندسة إلا أن مجموع الثانوية العامة لم يكن كافيًا، حتى دخلت كلية الفنون الجميلة – قسم العمارة، لكنه لم يشبع رغبتها في خوض مجال دراسي وعملي جديد يقوم على الجهد والذكاء الفني، حتى جاءت لها فكرة التقدم إلى معهد الدراسات الفنية عقب إنتهاء شقيقتها من الثانوية العامة وعقب إشادة الطلاب بالدراسة في ذلك المعهد، بقولها"كان دائمًا عندي رغبة في خلق فرصة عمل أحقق بها وجودي".


وعقب أول عام من الدراسة داخل المعهد وشعورهما بالارتياح نحو المجال الجديد، تقدمت الشقيقتان بطلب إلى المعيدين والأساتذة بالرغبة في التدريب في توكيلات السيارات العالمية لكي يتم أخذ خبرة العمل سريعًا، وعقب ثلاثة شهور من الدراسة، تقدما في مسابقة تقيمها الأكاديمية في الميكانيكا، لكي يحصدا المركز السابع عقب ثلاثة تصفيات.


نظرة المجتمع حول دخول فتيات مجال جديد هو دائمًا ما يشكل عائق أمام الفتيات، لكن تحدثت "إسراء" عنها" "أنا بحبها، وعندي رغبة في تغيير نظرة المجتمع حول المهن التي تلجأ إليها المرأة"، كاشفة في ذات الوقت أن جميع الناس في البداية كانوا ينظرون إليهما باستغراب، بقولهم"أنتي بنت حتشتغلي إزاي"، حتى أكدت الفتاة أن تلك النظرة قد تلاشت مع إثبات نجاحهما، حتى مراكز التدريب تفتخر بكونهم يدربون فتيات في مجال الميكانيكا.


حلم جديد
دخول"إسراء" وشقيقتها عالم الميكانيكا وإرتداء زيه ليس هي الرغبة الوحيدة لهما، بل يريدان تعلم جميع الفنون حول ميكانيكا السيارات، وتأسيس ورشة خاصة بهما، بقولها"نحن نريد تأسيس مركز صيانات سريعة داخل الأكاديمية للطلاب والأساتذة، وقد طالبنا رئيس الأكاديمية الدكتور إسماعيل عبد الغفار بهذا الأمر".


الشقيقة
"أحنا أخذنا الموضوع تحدي رغم محاولة إحباط الناس لنا" هذا ما رأته الشقيقة الثانية"أسماء الديب" 20 سنة عن دخولها المعهد والتدريب في مجال الميكانيكا، فقد رأت أنهما يريدان الدخول في مجال جديد، لم تدخله فتيات قبل ذلك بقولها"حاجة متعبة وقالت الناس لا تستطيع الفتيات الخوض فيها".

رغم التحدي الذي أخذته الشقيقتان إلا أنهما لم ينكرا أن العمل في مجال الميكانيكا شاق، وفي ذات الوقت يحتاج إلى درجة عالية من التركيز والمهارات، لكنها وجدت أن العمل في تلك المجال يشكل لها متعة حقيقية بقولها"حاجة ممتعة بقدرتك على حل عطل سيارة أو صيانة أجزاء بداخلها، فالميكانيا ممتعة جدًا".


أسرة الشقيقتان يشكلون أكبر داعم لهما بقولها"أسرتنا لم تقف أمام حلمنا بل شجعونا على عمل حاجة مختلفة"، وقد تحدث أن الفتاة قادرة على خوض كل المجالات الشاقة التي يدخلها الرجال فقط، مقدمة نصائحها إلى الفتيات"جربي كل حاجة، وخاصة المجال التي تريدنه".