"دراما التلفزيون.. وسوء التربية".. السر وراء انتشار جرائم المراهقين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مجتمع أصبحنا لا نعلم ما يحدث فيه، فكل يوم نستيقظ على جريمة جديدة من جرائم المراهقين، وكأن القتل والبلطجة أصبحت جزء لا يتجزأ من قطاع عريض من ابنائنا، ولا نعلم ما السبب؟! وماذا حدث للقيم الأخلاقية! وكيف تحول هؤلاء الأبناء لقتله دون رحمة أو شفقة، وهم في مقتبل أعمارهم.

 

دمياط

 

فمنذ ساعات قليلة، استقبلت مستشفى طوارئ كفر سعد بدمياط محمد عصام سامى المنير 14 عاما مصابا بجرح قطعنى برقبته .

 

وتبين أن طالب يدعى عبد العاطى حسام عبد العاطى بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة التوفيقية التابعة لإدارة كفر سعد التعليمية طعن زميله بـ"قطر" عقب خروجهم من المدرسة وإصابته بجرح فى الرقبة طوله 10 سم.

 

وأكد الكشف الطبى المبدئى، أن الجرح فى الرقبة من الأمام موصل إلى جانب الرقبة طعنه كان من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.

 

وذكر شهود عيان، إن الواقعة حدثت أمام المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسى وذلك بعد اندلاع مشاجرة لخلافات على كيس عصير.

 

بورسعيد

 

واليوم أيضاً شهد واقعة أخرى، عندما لقى طالب يناهز السابعة عشر من عمره مصرعه بجرح نافذ في الصدر، بعد  الاعتداء عليه من عدة أشخاص آخرين، بالقرب من مدرسة على بن أبى طالب الفنية الصناعية بدائرة حى الزهور.

 

وتلقى اللواء هشام خطاب مساعد وزير الداخلية لأمن بورسعيد، إخطارا بمقتل الطالب أيمن حسن محمد 17 سنة بطعنة نافذة بالصدر، إثر مشاجرة مع مجهولين بمحيط مدرسة على بن ابى طالب الفنية الصناعية، بنطاق حى الزهور .

 

راجح قاتل

 

أما منذ عدة أيام مضت، اشتعلت السوشيال ميديا، بسبب حادثة مقتل الشاب محمود البنا، على يد راجح بمحافظة المنوفية، وحينها تصدر هاشتاج" راجح قاتل" موقع التواصل الأجتماعي "تويتر"، بعد مرور ساعات من جريمة قتل هزت مدينة تلا بمحافظة المنوفية، حيث قتل الشاب محمود البنا، من مركز تلا 18 سنة، على يد راجح 20 سنة.

 

وذكر محمد البنا، والد الشاب محمود، إن ابنه قتل على يد 3 شباب بمركز تلا في محافظة المنوفية بعد معاتبته لأحدهم على مغازلة إحدى الفتيات في الشارع، وأوضح أنه في بادئ الأمر تلقى اتصالًا من زوجته تخبره بأن محمود تعرض لاعتداء وطعن بالبطن وجرى نقله للمستشفى، مؤكدًا أنه توجه على الفور للمستشفى ولكن وجد نجله قد فارق الحياة.

 

وأضاف "البنا"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يحدث في مصر"، الذي يُعرض على شاشة "MBC مصر"، مع الإعلامي شريف عامر: "كمية الدم كانت استحالة تقول إنه عايش، وقالوا في المستشفى إنه مات نتيجة طعنة نافذه بمطواة في البطن، والـ3 أشخاص اللي اعتدوا على ابني من عائلات ثرية ومعروفين باختلاقهم للمشاكل".

 

وأشار إلى أنه كان هناك تربص من قبل الشباب بنجله بعد معاتبته لهم على تعديهم على فتاة والتحرش بها، مضيفًا: "ابني قالهم مش رجولة وأعتبرها زي أختك، وابني معروف وسط أصحابه بالتربية والأخلاق، وأخلاقه الزائدة اللي عملت فينا كده، العيال رسموا الخطة على ابني وتربصوا به وهو رايح الدرس واعتدوا عليه".

 

وتابع: "أحدهم قيده، والآخر بخ على وشه بخاخة، والثالث طعنه عدة طعنات، أودت بحياته، الشارع اللي إحنا فيه بيحصل فيه جرائم كثيرة، بس الكاميرات رصدت كل تفاصيل الجريمة".

 

سوء التربية وغياب متابعة الأهل

 

وحول سبب انتشار تلك الجرائم، يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحه النفسيه والعلاقات الزوجيه والأسريه وتعديل سلوك الأطفال، إن االسبب في انتشار تلك الجرائم هو سوء التربية من البداية، فالأسرة هي المدرسة الأولى، فسيطرة الأهل هي المسئولة عن أخلاق الأبناء.

 

وأضاف في تصريحات لـ"الفجر"، أن مرحلة المراهقة هي أصعب المراحل التي يمر بها الشاب أو الفتاة، وبالتالي يجب على العائلة متابعة الأبناء في تلك المرحلة، وهذا ليس معناه إعطائهم أموال وفيرة، وإنما متابعة المنزل يقصد بها متابعة النفس، وما يرتديه الابن أو الابنه، وما يشاهدونه، والطريقة التي يتحدثون بها ومدلول أفكارهم، وتعبيرات وجوههم والألفاظ التي يستخدمونها، كل تلك الأمور تندرج تحت بند المتابعة، وهذا ما يتطلبه الأبناء حالياً خاصة ونحن في عصر الانفتاح على العالم، ويميل الشباب فيه للتقليد.

 

الدراما التلفزيونية

 

بينما أوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الأجتماع بالجامعة الأمريكية، أن الدراما لها العامل الأكبر فيما يحدث للمراهقين حالياً، وخاصة الأفلام والمسلسلات التي تتناول أعمال البلطجة والقتل، وفي عمر المراهقة يميل الابن للتقليد وبالتالي الدراما هي المتهم الأول فيما يحدث للابناء حالياً.

 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إنشغال الأهل عن الابن وكثرة الثناء وعدم تحمل المسئولية تجعل من الابناء غير مدركين للمسئولية الحياتية المقبلين عليها، وبالتالي هذا ما يؤثر في سلوكياتهم.