د.حماد عبدالله يكتب: جهاز الخدمة العامة (حكومة على بابا)!!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



هذا هو العنوان لإسم (الحكومة), كما يطلق عليها باللغة الأجنبية, ولكن للأسف الشديد, حكوماتنا لا يمكن أن تتصف بأنها جهاز الخدمة العامة , فالحكومة في بلادنا, هي جهاز يفعل ما يشاء وقت ما يشاء, حينما يشاء!! 

حيث لا حساب ولا تقييم , (ولا ثواب ولا عقاب) أي أن الحكومة في بلادنا كتر خيرها, أنها مستحملة الشعب !!.

حيث نحن شعب مُتعِبْ جدا, لا نَبّطلْ طلبات, ولا نقابل الكثير مما تؤديه حكومتنا بشكر واجب  !!

أي ناكرين للجميل والخير , كما أننا نُرِبكْ الحكومة, "بزيادة  النسل" كل يوم الحكومة تفاجأ بأن تعدادنا زاد حوالى مليون نسمة, نعم  أو مليون ومائتين ألف نسمة كل 24 ساعة ، شيىء يخض ومع ذلك نحن لا نسكت و لانشكر ولا نحمد الله على حكومة مستحملانا كل هذا التحمل!! 

ومع ذلك , فأن جهاز الخدمة العامة, المسمى بالحكومة, يأتى إلى سدة الحكم دون ,   علمنا , بل الأكثر من ذلك أعضاء , هذا الجهاز أيضاً  وفى كثير من الأحيان لا يعلمون لماذا جاؤا !؟

وفجأه يذهب أحدهم أو جميعهم ! والغريب في الأمر أن يأتي أحدهم على وسيلة إعلام ويعلن بملئ الفم, بأنه لا يعلم ومحتار جدا لماذا خرج من جهاز الخدمة العامة ( الحكومة) , رغم أنه (على لسان سيادته) يعمل ليل نهار, ولم يتكلم كلام خارج, ولم يتعدى على كباره بالقول أو بالفعل! ولم   يرفض طلباً من أحد أبناء أي وزير أو رئيس وزراء أو مسئول كبير فى مؤسسة سيادية !!

أي أنه كان على الخط وعلى الود محافظ وشديد الإنتباه!!

وكذلك العامة من الشعب رغم كل الذكاء الذي يتميز به شعبنا, فإننا نحتار بين القيل والقال, لماذا خرج ذاك وجاء تلك!!

والأهم من ذلك , أننا نقرأ ونسمع ونشاهد, كثير من أعضاء جهاز الخدمة العامة, متهماً بالفساد, عيني عينك حيث أهله أصبحوا من الأثرياء بعد (فقر مدقع)(وشبعة بعد جوعة) كما جاء بالأدب الشعبى ، وتغيرت مواقع البيوت , إلى فيلل وقصور, وتعددت السيارات, من "فيات" وحيدة , إلى معرض( للمرسيدس والبى إم دبليو والجاكوار) , والكلاب زاد عددها إشى "بلجيكى" وإشى "ألماني" ومفيش مانع من ( الكوجر سبانيش ) لزوم الهوانم الصغار!!

ومع ذلك لا يكتفوا بذلك, بل حينما يخرجوا بخلع (الضرس) يسعون لتكريم أو مشاركة بالتعيين فى أحد المجالس أو الإدارات الهامة فى أكبر مغارات "على بابا"  فى البلد , شئ غريب جداً في (جهاز الخدمة العامة) المسمى في بلادنا (حكومة على بابا) .

ولعل مكافأة نهاية خدمة (المتعوس) يعين محافظ فى إحدى الولايات العثمانية !!