وزير الخارجية الفرنسي يدعو الاتحاد الأوروبي إلى إدانة الهجوم التركي في سوريا

عربي ودولي

بوابة الفجر


صرح وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، اليوم الاثنين، بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يدين الهجوم العسكري التركي في سوريا وحث على تبني حظر على الأسلحة لأنقرة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، قبل اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: "هذا الهجوم سيؤدي إلى دمار إنساني خطير. يجب على الكتلة أن تطلب عقد محادثات تحالف ضد داعش مع واشنطن".

أطلقت أنقرة "عملية اربيع السلام" يوم الأربعاء الماضي، وتعهدت بطرد إرهابيي داعش والمقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة من قوات سوريا الديمقراطية من شمال سوريا، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة.

وكانت باريس وبرلين قد قيدتا سابقًا مبيعات الأسلحة إلى تركيا وسط العملية في سوريا، بينما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنه يعمل مع الكونجرس لفرض "عقوبات شديدة" على أنقرة. كما أدانت الجامعة العربية تحرك الحكومة التركية.

بيد أن الرئيس رجب طيب أردوغان رفض إيقاف الهجوم، مؤكدًا أن تركيا ستستمر حتى يتم تأمين حدودها من المسلحين.

تخطط أنقرة لعملياتها في شمال سوريا لإنشاء منطقة آمنة في المنطقة مع القوات الأمريكية.

وصرح الجانب الأمريكي لاحقًا بأنه لن يشارك في العملية، لذلك اضطر الجنود الأمريكيون إلى مغادرة العديد من المناطق للحفاظ على مسافة آمنة من القتال.

تقاتل تركيا الآن ضد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تعتبرها تابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي أدرجته أنقرة على قائمة المنظمات الإرهابية.

وأدانت دمشق العملية، مشيرة إلى أنها تشكل انتهاكًا آخر لسيادة سوريا من قبل الجيش التركي.

وقد صرح إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، مساء يوم الأحد، بأنه أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اتصالين هاتفيين بضرورة وقف الهجوم التركي على سوريا على الفور، إذ إنه يهدد بنشوب أزمة إنسانية.

وأضاف الرئيس الفرنسي، الذي كان يتحدث بجوار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنه "لدينا رغبة مشتركة في أن ينتهي هذا الهجوم".

وأوضح ماكرون، أن "هذا الهجوم يهدد بنشوب أزمة إنسانية لا يمكن تحملها وقد يساعد في عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".

إلى ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إن ماكرون سيعقد "اجتماعاً دفاعياً طارئاً" لمجلس الوزراء، اليوم، لبحث الخيارات المتاحة فيما يتعلق بالهجوم التركي في شمال شرق سوريا.

وفرنسا واحدة من شركاء واشنطن الرئيسيين في التحالف، الذي تقوده لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، ودعت إلى اجتماع طارئ للدول الأعضاء في التحالف.

وقالت ميركل أيضاً، إنها حضّت أردوغان على وقف العملية، التي تنفّذها بلاده في شمال سوريا فوراً، محذرة من أنها قد تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وتتسبب بعودة إرهابي تنظيم "داعش".

وفي اتصال مع أردوغان، طالبت ميركل "بوقف فوري للعملية العسكرية"، وفق بيان صدر عن مكتب المستشارة، وتأكيد منها خلال المؤتمر مع ماكرون.

وأسفر الهجوم، الذي شنته تركيا، يوم الأربعاء الماضي الموافق التاسع من أكتوبر 2019، ضد القوات الكردية عن نزوح أكثر من 130 ألف شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة، كما حذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية جديدة في سوريا.

وذكرت وسائل إعلام تركية، أن أنقرة ترغب في السيطرة على شريط حدودي بطول مئة وعشرين كيلومتراً وبعمق حوالي ثلاثين كيلومتراً، يضم المدن الممتدة من تل أبيض في محافظة الرقة (شمال) إلى رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق).