الطريق إلى قرطاج| كيف استعدت تونس لليلة الحسم بين القروي وسعيد؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بدأ التونسيون التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لاختيار رئيس جديد، لمدة فترة تدوم خمس سنوات، من بين المرشحين أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد ورجل الأعمال وقطب الإعلام نبيل القروي، وبرغم من مخاوف بعض الأطراف السياسية من ضعف الإقبال على مكاتب الاقتراع، مثلما حدث في الدور الأول من السباق الرئاسي، وكذلك الانتخابات البرلمانية، إلا أنه توافد الكثير من الناخبين مراكز الاقتراع.

وانطلقت الجمعة في الخارج عملية التصويت في هذا الاستحقاق حيث بلغت نسبة إقبال الناخبين التونسيين بالخارج في اليوم الأول من التصويت في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية 3.6% وفق ما أعلن عنه رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون.

وجمعت مناظرة تلفزيونية "تاريخية" وغير مسبوقة المرشحين ليل الجمعة، ولقيت المناظرة التي بثت على نطاق واسع في المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة والحكومية متابعة من قبل التونسيين داخل بيوتهم وفي المقاهي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء الإنترنت صورة جمعت المتنافسين وهما يتصافحان بعد المناظرة. وسمحت لهم بتحديد موقف قبل موعد الحسم اليوم الأحد، حيث شهدت المناظرة تبادل عبارات مجاملة مع أنها حازمة، ومناقشة قضايا أساسية بلا مراعاة، وتناولت أيضًا قضايا الأمن والدبلوماسية وغيرها.

ومنذ بداية فترة الانتخابات لم يتم نشر استطلاعات رأي، لكن في الجولة الأولى، التي كانت الشهر الفائت، تمكن سعيد من الحصول على حوالي ثمانية عشر بالمئة من الأصوات، بينما حصل القروي على حوالي ستة عشر بالمئة من الأصوات، وأظهرت انتخابات 2019 تبايناً بين الناخبين التونسيين، منهم من صوت لأفكار ومنهم من يصوت لمشاريع انتخابية وبينهم من يصوت لأشخاص وآخرين عزفوا عن المشاركة.

وصول بعثة جامعة الدول العربية
ووصلَت إلى تونس أمس الأول، بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة لأوانها، وفي إطار التنسيق والتواصل مع الجهات التونسية المختصة بالانتخابات، التقى السفير خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي، رئيس البعثة، والوفد المرافق له، فور وصوله بنبيل بفون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية. وجرى خلال اللقاء التداول حول استعدادات وجهود الهيئة لإجراء هذه الانتخابات، وقد نقل السفير الذوادي خلال اللقاء تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى رئيس الهيئة، وتأكيد استعداد الجامعة لمساندة الشعب التونسي في استكمال مسيرته السياسية.

تواجد عدد أكبر نسبيا للناخبين
وفتحت مراكز الاقتراع في تونس أبوابها الأحد للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد حيث بدأ الناخبون التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد في اقتراع يتنافس فيه رجل الإعلام نبيل القروي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد الذي لا يتبنى أي توجه سياسي، إثر حملة انتخابية اشتدت فيها المنافسة في اليومين الماضيين. ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها من الساعة الثامنة، على أن تغلق عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، باستثناء بعض المراكز في ولايات حدودية مع الجزائر. ولوحظ تواجد عدد أكبر نسبيا للناخبين في أحد مراكز الاقتراع المهمة في وسط العاصمة خلال الساعات الأولى، بالمقارنة مع الانتخابات النيابية التي جرت الأحد الفائت.

إجراءات أمنية استثنائية
وتم اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية؛ لتأمين سير العملية الانتخابية إلا أنها لا تختلف عن يومي التصويت في الدور الأول من الرئاسيات والانتخابات التشريعية. كما تم نشر نحو مئة ألف عنصر أمن إضافي من الشرطة والجيش فيما مُنع على السيارات التوقف أمام مراكز الاقتراع.

تخصيص 53 ألف موظف
في سياق متصل،  قال مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن الاستعدادات للاقتراع الذي ينتظره التونسيون نتائجه بفارغ الصبر "تسير بشكل جيد لإنجاح آخر خطوات الاستحقاق الانتخابي لسنة 2019"، فيما أكد فاروق بوعسكر، نائب رئيس الهيئة، في تصريحات صحفية له، تخصيص نحو 53 ألف موظف، ضمنهم رؤساء مراكز اقتراع ومساعدون لهم، وكذلك أعضاء مكاتب الاقتراع، التي تتوزع على 27 دائرة انتخابية بهدف ضمان حسن سير العملية الانتخابية للسباق الرئاسي.

ناقلات عسكرية
وحول الاستعدادات التي قامت بها الهيئة لضمان سير الاقتراع الرئاسي بشكل جيد، قال بوعسكر: "لقد تمت عملية نقل المعدات الانتخابية من مخازن التوزيع الخاصة بالهيئة يوم أمس؛ حيث سيتم توزيعها على مراكز الاقتراع في الجهات تحت إشراف الجيش التونسي، وسيتم ذلك باستعمال ناقلات عسكرية. علاوة على تأمين أعوان الأمن، وتأمين مرافقة من ممثلي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات".

المُسنون يتصدرون مراكز الاقتراع
وتصدّر المُسِنّون مراكز الاقتراع التونسية فور فتح أبوابها صباح اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم خلال الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، وذلك بأغلب مراكز الاقتراع بالدائرة الانتخابية في ولاية جندوبة، وذلك بحسب تصريح لرؤساء مكاتب ومراقبون لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات).

رئيس الحكومة يدلي بصوته
أدلى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، الأحد، بصوته في الانتخابات الرئاسية التونسية في لجنة مدرسة عبد الرحمن مامي الابتدائية بالمرسى.