إسرائيل تفرج عن وثيقة لـ"الموساد" استبعدت نشوب الحرب

العدد الأسبوعي

نصر أكتوبر
نصر أكتوبر


أفرج الأرشيف العام الإسرائيلى، يوم الاثنين الماضى، عن الوثيقة المخابراتية الأخيرة، المتعلقة بحرب السادس من أكتوبر، التى صدرت قبل اندلاع الحرب بيوم واحد فقط، مستبعدة نهائياً نشوب أى معركة.

وكتب موقع «والا» الإخبارى العبرى، أنه فى يوم الخامس من أكتوبر، ظهر الجمعة، وتحديدا فى تمام الساعة الواحدة والربع، وُضع على مكاتب رئيسة الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الموساد، تقرير مخابراتى سرى، يخص الاستعدادات العسكرية على الجبهتين المصرية والسورية.

وكانت الوثيقة المخابراتية مليئة بعدد كبير من التحذيرات، بعد تحليل وفحص الاستعدادات الأخيرة التى قامت بها كل من مصر وسوريا، ورغم ذلك جاء ملخص التقرير مغايراً لما ورد فى مضمونه، وفى الختام ذكر نصاً «إمكانية أن تقوم مصر وسوريا باستئناف القتال ضئيلة للغاية».

وورد فى بداية التقرير الذى نشره الموقع الإسرائيلى: «بالنسبة للجبهة السورية، ظهر اتجاه لإنهاء الاستعدادات المختلفة قبل يومى الخامس والسادس من أكتوبر، وتم الإعلان عن وجود شعور قوى لدى الضباط والجنود السوريين أنه من المتوقع اندلاع معركة كبيرة، دون أن يتم توضيح من الذى سيبادر بها أو الإعلان عن خلفيتها». وتابع: «أعلن راديو دمشق أنه من المقرر يوم العاشر من أكتوبر أن يقوم الرئيس حافظ الأسد بجولة، لزيارة المناطق الشمالية فى سوريا، وجاء تقدير المخابرات الإسرائيلية، أن هذا الأمر ما هو إلا محاولة سورية، لخلق شعور بالهدوء، ورجحت أيضاً أن يكون هذا البيان مجرد غطاء لجولة من المقرر أن يقوم بها حافظ الأسد لموسكو أو للقاهرة».

وتطرقت الوثيقة أيضاً للاستعدادات التى تجرى فى سوريا، لإجلاء أسر الخبراء الروس من البلاد، كما أشارت أيضاً إلى وصول 5 طائرات ليلة أمس قادمة من روسيا -بشكل غير تقليدى-، من طراز L_18، وهى طائرة ركاب تصل سعتها إلى 600 راكب، إلا أن المخابرات الإسرائيلية حددت أنه فى هذه المرحلة، لا تمتلك أى معلومات تشير إلى بدء عملية الإخلاء فعلياً.

وفى المجمل، وصفت المخابرات الإسرائيلية الاستعدادات السورية لإخلاء أسر الخبراء الروس من البلاد «بالتطور غير المألوف»، وقدرت أن هذا الإخلاء غير نابع من وجود خلاف بين السوريين والسوفيت، لكنه نابع من وجود مخاوف لدى الروس من وجود مبادرة عسكرية بين مصر وسوريا ضد إسرائيل «نتوقع أن احتمالية القيام بعملية مخطط لها ضئيل للغاية».

وعلى الجبهة المصرية أيضاً، استمرت الاستعدادات، والجدير بالذكر أن تقريرا سريا للمخابرات الإسرائيلية صدر يوم 30 سبتمبر، اهتم بترتيب مصر لمناورة كبرى خلال الفترة بين الأول من أكتوبر، إلى يوم السابع من الشهر ذاته، للتدريب على احتلال سيناء، وهذا الأمر ورد فى وثيقة مخابراتية تابعة لجهاز المخابرات الحربية، قبل اندلاع الحرب بأسبوع.

ووفقاً لتقديرات وثيقة المخابرات الإسرائيلية يوم الخامس من أكتوبر ورد التالى: «استمرار المخاوف المصرية من أن تكون لدى إسرائيل النية لاستغلال المناورة وأيام الصيام فى شهر رمضان للقيام بعملية جوية هجومية، وهذه المخاوف جعلت الجيش المصرى يتخذ بعض القرارات الجديدة وغير المألوفة، من ضمنها أن قادة اللواءات الجوية عليهم التواجد داخل مراكز العمليات، والإعلان عن توقف الدورات التدريبية داخل السلاح الجوى، وتم تبديل غرف الاتصالات والشفرات الكودية بصورة غير مألوفة».

ورغم كل ذلك، قدرت المخابرات الإسرائيلية فى تقريرها، عدم وجود بوادر أو إشارات حقيقية لعملية عسكرية بواسطة السلاح الجوى المصرى. وعن الجبهة فى قناة السويس، ورد فى التقرير، أن المصريين وضعوا منظومة طوارئ على طول القناة، تعد هى الأكبر مقارنة بجميع الاستعدادات التى عرفتها إسرائيل من قبل.

كما لاحظت المخابرات الإسرائيلية نشرا واسع النطاق لمنظومة المدفعية، هى الأكبر أيضاً عن كل مرة، ما تسبب فى حالة من التوتر بين الجانبين وكذلك وضع الجيش المصرى لدبابات فى وضع مائل للإطلاق على طول القناة، ووجود حوالى 30 طوافة مدرعة مخصصة للعبور.

التقرير أشار أيضاً إلى أن المصريين أجروا استعدادات فى الجزء الجنوبى من القناة، بالقيام بـ8 محاولات للنزول إلى المياه للتدريب، لإجراء تطوير لـ30 محاولة سابقة، رغم أنه طوال عام كامل لم تحدث أى عملية من هذا النوع فى هذه المنطقة.

وتماماً مثلما حدث فى مطار سوريا، وصلت 6 طائرات من طراز «ايروبلوت» الروسية المجهزة لحمل 780 راكبا إلى مطار القاهرة، وورد فى التقرير أن أربع طائرات منها عادت بالفعل إلى الاتحاد السوفيتى يمتلئ نصفها بالركاب.

وفسرت المخابرات الإسرائيلية كل هذه الأحداث غير الطبيعية بعبارة « بطريقة لم نشاهدها من قبل، وأنها مجرد استعدادات من جانب مصر بسبب خوفها من استغلال إسرائيل لشهر رمضان لتنفيذ عملية عسكرية كبرى داخل العمق المصرى».

وأكد التقرير الإسرائيلى: «رغم منظومة الطوارئ التى تم وضعها فى جبهة القناة، والتى تحمل فى طياتها إشارات تدل على وجود نية للهجوم على إسرائيل، لكن وفقاً لتقديرنا، لم يطرأ أى تغيير فى تقدير المصريين لنسب القوى بيننا وبينهم، ولذلك فإن احتمال وجود نية لديهم لاستئناف الحرب ضئيل للغاية».