منال لاشين تكتب: الفيسبوك بـ"الشورت"

مقالات الرأي



لم أقع فى إدمان الفيس بوك أو أى من وسائل التواصل الاجتماعى.. استخدمها دون هوس وبلا ثقة كبيرة ولذلك لم أصب بدهشة لأن الفيس بوك قرر وقف حسابات موقع «الفجر» والعاملين بالموقع الذى يترأس تحريره أستاذى الكاتب الكبير عادل حمودة، لم أندهش لأنى أتابع بالطبع موقف إدارة فيس بوك من القضية الفلسطينية، والانحياز الحاسم لإسرائيل، ولذلك يتعرض آلاف العرب ومناصرو القضية الفلسطينية للحذف لمجرد نشر صورة أطفال جرحى من رصاص وبشاعة الإسرائيليين.

على أننى اعترف بأننى توقفت أمام مفارقة مهمة فى قضية حذف حسابات موقع «الفجر»، ليس لأن الحجة هى أن الحسابات تتنقد قطر وتركيا، ولكن لوصف الحسابات بأنها مزيفة، ومبعث سخريتى هى أن موقف عادل حمودة ثابت من سياسات قطر وتركيا والإخوان قبل أن يولد فيس بوك بسنوات عديدة، لمن لا يعلم ولد فيس بوك فى عام 2006 داخل جامعة هاردفر الشهيرة والعريقة، وفى نفس عام الميلاد كان عادل حمودة يغادر تجربته الصحفية الثانية (صوت الأمة) مواصلا نجاحاته التى بدأها فى روز اليوسف، ولا يعلم فيس بوك أن تجربة روز اليوسف قد أذهلت العالم الغربى مثلما أحدثت حراكا هائلا فى مصر والوطن العربى، الأهم أن عادل حمودة فى عام 2006 كان يواصل كسر التابوهات الثلاثة «الجنس والدين والسياسية» ويواصل حربه ضد المتشددين من قيادات الإسلام السياسى ومن جماعة الإخوان.

فى عام 2008 كان فيس بوك قد وصل للمدارس الثانوية وبتعبيرنا الشعبى الدارج، كان الفيس بوك لا يزال بالشورت عندما كان عادل حمودة يواصل انحيازاته الواضحة مع الحرية وضد الإرهاب والدول الداعمة للإرهاب، وثارت الإخوان المسلمين وغيرهم من جماعات العنف باسم الدين.

كان الفيس بوك بالشورت وكان عادل حمودة يواصل تجربته الصحفية الفريدة فى جريدة ثم موقع «الفجر».

فى عام 2013 أصبح فيس بوك عالميا، وكان عادل حمودة على رأس المطلوبين للقتل من جماعة الإخوان وأخواتها، ولم ولن يتراجع عادل حمودة فى ذلك الوقت، ولذلك لا استطيع تجاوز المفارقة الساخرة المبكية، ففيس بوك أبو شورت يتهم موقع عادل حمودة بأنه صفحات مزيفة ولجان، صحيح ليس على الجاهل حرج.