مزيد من القتلى والمشردين بشمال شرق سوريا نتيجة الغوز التركي

عربي ودولي

نازحون سوريون
نازحون سوريون



توغلت القوات التركية أكثر في شمال شرق سوريا، اليوم الجمعة، لليوم الثالث على التوالي في هجوم أنقرة عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد السوريين، الذي أدى إلى نزوح جماعي لعشرات الآلاف من المدنيين وواجه انتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي.

هذا وقامت طائرات حربية ومدفعية تركية، اليوم، بقصف مناطق حول بلدة رأس العين السورية، وهي واحدة من بلدتين حدوديتين يتركز فيها الهجوم، وفقا لما ذكرته "رويترز".

وقال صحفي من وكالة  "رويترز" في بلدة جيلان بينار على الجانب التركي من الحدود، إنه كان من الممكن سماع دوي طلقات النار داخل البلدة.

وأضاف الصحفي، أن قافلة تضم 20 مدرعة تقل مقاتلين من المعارضة السورية دخلت سوريا من جيلان بينار اليوم.

وعلى بعد 120 كيلومترا غربا، قال شاهد إن "مدافع الهاون التركية واصلت قصف بلدة تل أبيض السورية".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن العملية "مستمرة بنجاح كما هو مخطط لها"، مشيرة إلى "تحييد 342 إرهابيا"، في إشارة على ما يبدو إلى مقتلهم حسب الاستخدام الشائع للمصطلح.

وقال المسؤولون الأتراك، إن "قوات سوريا الديمقراطية أطلقت العشرات من قذائف الهاون على البلدات الحدودية التركية على مدار اليومين الماضيين، بما في ذلك أقجة قلعة، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين في الأقل، وقتل ثمانية مقاتلين أكراد منذ بدء العملية، وفقا لنشطاء في سوريا".

تحذير من عودة تنظيم "داعش" الإرهابي

أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة،  أنه قلق من أن الغزو التركي في سوريا قد يطلق العنان لتنظيم "داعش" الإرهابي مرة أخرى.

وفي حديث أثناء زيارته لتركمانستان، قال بوتين إنه "يشك في أن الجيش التركي لديه ما يكفي من الموارد للسيطرة على الفور على معسكرات تنظيم داعش الإرهابي"، قائلا إنه يخشى من أن مقاتلي داعش، الذين تم أسرهم، والذين احتجزتهم حتى الآن الميليشيات الكردية السورية "يمكنهم فقط الهرب".

وأضاف الرئيس الروسي "علينا أن ندرك هذا ونحشد موارد مخابراتنا لتقليص هذا التهديد المادي الناشئ".

وكانت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية تحتجز أكثر من 10 آلاف من مسلحي داعش، تم أسرهم خلال الحرب ضد المتطرفين في مخيمات ومراكز احتجاز في هذا الجزء من سوريا.

لكنهم قالوا هذا الأسبوع إنهم مجبرون على التخلي عن بعض تلك المواقع لمحاربة الغزو التركي.

وبشكل منفصل، حث الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، أنقرة على ضبط النفس في توغلها.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أعرب ستولتنبرج أيضا عن قلقه من أن الهجوم التركي قد "يعرض للخطر" المكاسب، التي تحققت ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في الحرب في سوريا.

تشريد عشرات آلاف السوريين

وفر عشرات الآلاف السكان مع أمتعتهم في سيارات وشاحنات ومركبات ثلاثية العجلات، بينما هرب آخرون سيرا على الأقدام.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن "عشرات الآلاف شردوا، وحذرت وكالات الإغاثة من تعرض ما يقرب من نصف مليون شخص بالقرب من الحدود للخطر، في مشاهد مماثلة لما حدث منذ بضع سنوات، عندما فر المدنيون من مقاتلي تنظيم داعش".

وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم، إن العمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا، أدت إلى نزوح نحو 70 ألف شخص من منطقتي تل أبيض ورأس العين، منذ بدأت الأربعاء.

ومن جهة أخرى، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه تم إغلاق مستشفى في تل أبيض، بعد فرار العاملين فيه تحت وطأة القصف، بينما ذكرت الإدارة الكردية شمالي سوريا بأنها بدأت في إخلاء "مخيم مبروكة"، الذي يضم 7 آلاف نازح بعد قصفه من قبل تركيا.

الرئيس التركي يهدد بفتح البوابات

وبينما أثار التوغل انتقادات واسعة النطاق، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي من وصف توغل أنقرة في سوريا بأنه "غزو".

وهدد، كما فعل في الماضي، بـ "فتح البوابات" والسماح للاجئين السوريين بالتدفق على أوروبا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن "الجيش يعتزم التوغل لعمق 30 كيلومترا إلى شمال سوريا"، وإن عمليته ستستمر حتى يتم تحييد "الإرهابيين".

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إن عملية تركيا في سوريا "مصدر قلق بالغ".

وقال توسك، إن "التخلي عن المقاتلين الأكراد، الذين كانوا حاسمين في الحرب ضد داعش "ليس فقط فكرة سيئة" لكنه يثير العديد من الأسئلة ذات الطبيعة الإستراتيجية والأخلاقية".

وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، إن تهديد أردوغان بـ"فتح البوابات" والسماح للاجئين السوريين بالتدفق إلى أوروبا كان "في غير مكانه تمامًا" ، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل أبدًا "أن يتم استخدام اللاجئين كسلاح واستخدامه لابتزازنا".

عقوبات متوقعة على أنقرة

في الوقت نفسه، قالت مسؤولة فرنسية، إن العقوبات ضد تركيا ستكون مطروحة في قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، بسبب توغل أنقرة في سوريا.

وصرحت أميلى دى مونتشالين، وزيرة الدولة الفرنسية للشئون الخارجية والأوروبية، لإذاعة "فرانس إنتر"، إن أوروبا ترفض فكرة أنها عاجزة عن الرد، على ما وصفته بأنه وضع مروع للمدنيين وحلفاء أوروبا الأكراد في الحرب على داعش.

ورد الدبلوماسيون الأوروبيون في بروكسل بحذر على فكرة فرض عقوبات على أنقرة، على الرغم من أن الغزو واجه انتقادات بالإجماع.

ويهدف الهجوم التركي إلى إنشاء ما يسمى "منطقة آمنة" لإبعاد المقاتلين الأكراد السوريين، وستنهي هذه المنطقة استقلال الأكراد وستضع معظم سكانها تحت السيطرة التركية، وترغب أنقرة في توطين مليوني لاجئ سوري، معظمهم من العرب، في المنطقة.

وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن "عشرات الآلاف فروا من منازلهم منذ يوم الأربعاء الماضي، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن العدد يزيد على 60 ألف شخص.