بعد الإفراج عنه.. ما هي تداعيات خروج المرشح التونسي نبيل القروي من السجن؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قضت السلطات التونسية، بالإفراج عن المرشح للانتخابات الرئاسية، نبيل القروي، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا، خاصة من جانب حملة منافسه قيس سعيد وباقي القوى السياسية، وذلك قبل أيام من الاقتراع في الجولة الثانية للانتخابات المقررة الأحد المقبل.

عماد بن حليمة محامي هيئة الدفاع عن القروي، أكد أن قرار القضاء مساء الأربعاء الإفراج عن موكله من قبل محكمة التعقيب، وذلك بعد إيقافه منذ 23 أغسطس الماضي على خلفية تهم تتعلق بغسيل أموال وتهرب ضريبي، وقال بن حليمة إن محكمة التعقيب اعتبرت أن إجراءات إيقافه كانت باطلة وغير قانونية، واتخذت بموجب ذلك قرار الإفراج، لكنه لفت إلى أن ذلك لا يعني إسقاط التهم الموجهة إليه سابقًا.

كيف وصل القروي إلى السجن؟
يوم 23 أغسطس الماضي ألقت السلطات التونسية القبض على القروي، وكالت له العديد من الاتهامات منها غسيل الأموال، وهو ما نفاه المتحدث باسمه، حاتم المليكي، حيث قال إن القروي سجين سياسي والأمر لا يتعلق بإيداعه في السجن فقط، بل يتعلق بالعديد من الوقائع الأخرى، إذ جرت منذ أشهر محاولة استصدار قانون من البرلمان لحرمانه من الترشح خلال الفترة الانتخابية، وهو ما يخالف الأعراف والقوانين الديمقراطية حيث كان الهدف من ذلك إقصاء القروي شخصيًا وتحديدا من السباق الانتخابي.

ساعد القبض على القروي قبل معركة الانتخابات، أن يكون من أكثر المرشحين الأوفر حظًا، فعلي الرغم من التهم التي وُجهت إليه، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار والوصول إلى المرحلة الثانية، كما غاب القروي عن المناظرات التليفزيونية، رغم وجوده في القائمة النهائية للمرشحين، وفى المجموعة الأولى من المناظرات، ولم يتواجد نبيل القروي في الليلة الأولى من مناظرات "تونس تختار"، وظل كرسيه شاغرًا طوال ساعتين ونصف.

وقد غرد القروي عبر الحساب الخاص به عبر تويتر: "حرموني من حقي الدستوري للتعبير أمام الشعب التونسي، ويجرؤون على الحديث عن انتخابات شفافة وديمقراطية في غياب مبدأ أساسي وهو التساوي في الحظوظ"، ووفقًا لما نشرته وكالة فرانس 24، فإن منظمي المناظرة درسوا إتاحة مشاركته في النقاش عبر الهاتف من زنزانته، لكن القرار ترك للقضاء.

حرية مؤجلة
محامي القروي، أشاد بقرار القضاء استرجاع موكله حريته التي سلبت منه بدون موجب قانوني، مشددًا على تمسك هيئة الدفاع بتأجيل موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الأحد القادم، ليتمكن مندوبه من القيام بحملته الانتخابية وفق ما يضمنه له القانون.

ولم يتمكن القروي المتأهل إلى الجولة الثانية للرئاسيات من إدارة حملته الانتخابية ولا إجراء المناظرة التلفزيونية كغيره من المرشحين، رغم دعوات توجهت بها هيئة الانتخابات إلى القضاء لتجنب ما أسمته خرق مبدأ تكافؤ الفرص بينه وبين منافسه المباشر قيس سعيد، ونشرت الصفحة الرسمية للمرشح القروي على فيسبوك مشاهد من احتفالات أنصاره أمام مقر حملته الانتخابية، مرددين أهازيج وشعارات حماسية.

وكانت الهيئة قد حددت يوم 13 أكتوبر الأول الجاري، موعدًا لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بينما قرر قيس سعيد، عدم المشاركة في الحملة الانتخابية لدواع وصفها "بالأخلاقية"، مكتفيا بدعم أنصاره له في الجهات.

منافس قد يخرج عن صمته
خروج نبيل القروي، قد يدفع بمرشحه قيس سعيد لأن يخرج عن صمته، بعد أن كان قد ألغى حملته الانتخابية احترامًا لخصمه، حيث قال قيس القروي المُكلف بالحملة الإعلامية للمرشح قيس سعيد، إن قرار الإفراج عن نبيل القروي قرار قضائي صرف، لكنه لم يستبعد خروج مرشحهم عن صمته والانخراط رفقة أنصاره في ما تبقى من أيام الحملة الانتخابية الرئاسية، أو الظهور إعلاميًا، درءا لأي جدل حول مبدأ تكافؤ الفرص.