تباطؤ مبيعات النفط الخام تهدد اهتمام المستثمرين في الاكتتاب العام لشركة النفط العملاقة أرامكو

الاقتصاد

بوابة الفجر



كشفت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو عن تقرير أرباحها خلال النصف الأول من هذا العام، وقد أظهر انخفاض أرباحها بنسبة 12% نتيجة لضعف أسعار النفط العالمية، وعلى الرغم من ذلك لا تزال أرامكو الشركة الأكثر ربحية في العالم حيث تفوق أرباح شركة آبل، وتعد ذلك المرة الأولى على الاطلاق التي تكشف فيها الشركة عن بياناتها المالية.

وقد أعلنت الشركة في آب/ أغسطس عن انخفاض أرباحها لتصل إلى 46.9 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019، فيما حققت شركة آبل أرباح بلغت نحو 31.5 مليار دولار لنفس الفترة.

في عام 2018، أعلنت شركة تداول النفط الحكومية العملاقة عن تحقيق ربح قدره 111 مليار دولار، وهو ما يعادل مكاسب أربع شركات عملاقة مجتمعة وهى شركة جى بى مورجان وشركة ألفابيت من جوجل وشركة فيسبوك وشركة إكسون موبيل، حيث حققت هذه الشركات مجتمعة ما يقرب من 106 مليار دولار في عام 2018، وفازت الشركة على شركة التكنولوجيا الأمريكية آبل التي حققت ربحًا بقيمة 59.4 مليار دولار في نفس الفترة.

وقال أحد كبار المسؤولين التنفيذين في أرامكو "خالد الدباغ" أن نتائج الأرباح أثبتت أن أكثر الشركات ربحية في العالم مستعدة للاكتتاب العام الأولى حسبما اتفق مساهموها على أن ظروف السوق مثالية، وقال أننا قدمنا أداء مالى قوى لا مثيل له على الرغم من انخفاض أسعار النفط وظروف السوق الصعبة.

تنتج أرامكو السعودية ما يعادل 10 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، وكان السبب وراء انخفاض أسعار النفط عدة عوامل مجتمعة أهمها تباطؤ معدل الطلب العالمى على النفط وسط مخاوف من ركود اقتصادى عالمى نتيجة الآثار السلبية للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

يأتي الإفصاح المتكرر نسبيًا عن البيانات المالية للشركة مؤخرًا بعد طرح الشركة للاكتتاب العالم، والذى تم الإعلان عنه لأول مرة في عام 2016، وكان من المقرر أن يتم ذلك في عام 2018 ثم مرة أخرى في عام 2018، والآن يقال أن القائمة مدرجة في الفترة ما بين 2020- 2021.

قرب نهاية شهر آذار/ مارس أعلنت أرامكو السعودية عن خططها لشراء حصة بنسبة 70% في شركة سابك العملاقة للبتروكيماويات التي تسيطر عليها الدولة مقابل 69.1 مليار دولار، وستظل النسبة المتبقية البالغة 30% مدرجة في بورصة "تداول" السعودية، الصفقة ستمنح ولى العهد الأمير "محمد بن سلمان" جزء كبير من الأموال التي يحتاجها لتنويع الاقتصاد السعودى.

وأعلنت أرامكو في وقت سابق من هذا العام أنها ستنظر في ادراج أسهمها في السوق قبل عام 2021 بمجرد الانتهاء من الاندماج المخطط له مع الشركة السعودية لصناعات البتروكيماويات (سابك).

أثر انخفاض أسعار النفط بشدة على الاقتصاد السعودى مما أجبر المملكة على خفض الدعم والسعى لتنويع اقتصادها الذى يعتمد على النفط، حيث أشار تقرير عام 2016 إلى أن المملكة ستقع في ركود اقتصادى في عام 2017 لأول مرة منذ عام 1999، على الرغم من أن عام 2016 خالف التوقعات وجاء أفضل منها إلا أن المملكة لا تزال تعانى من عجز.

كان من المفترض أن يكون الاكتتاب العام (الاكتتاب العام الأولى) بمثابة خطوة تدفع المملكة إلى الأمام خاصة وأنها المرة الأولى التي يتم فيها عرض أسهم شركة خاصة للجمهور، خاصة وأن الرؤية الطموحة لولى العهد "محمد بن سلمان" 2030 دفعت إلى إصلاحات اقتصادية كبرى في المملكة من بينها الاكتتاب العام لشركة أرامكو.