"معركة الفجر".. فيس بوك يُقيد الحريات ويساند دول الإرهاب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خلال الأيام الماضية، تسود حالة من الغضب والاستياء بين العاملين بمؤسسة الفجر، بعد قيام إدارة فيس بوك بإغلاق وحذف الصفحات الرئيسية التابعة للمؤسسة، دون أي إخطار من الفس بوك، الأمر الذي قوبل بعاصفة من الاستنكار والتأييد، نظرًا للمبرر الواهي الذي دفع إدارة الفيس بوك للقيام بذلك.

 

أصل الحكاية

 

بحسب البيان الذي أصدرته المؤسسة، شهد يوم الخميس الماضي حذف الصفحات الرئيسية والمتخصصة لبوابة الفجر على موقع فيسبوك ( الفجر والفجر الرياضي والفجرالفني)، إلى جانب الحسابات الشخصية لعدد كبير من موظفيها، فيما أصدرت غرفة الأخبار الرسمية لموقع التواصل الاجتماعي بيانًا صحفيًا أشارت فيه إلى "السلوك المزيف المنسق"، كي تعرف السبب من وراء ما حدث، ولم تنجح حتى الآن جهود التواصل من جانب الجريدة مع فريق الدعم الفني لموقع فيسبوك للتحقيق في المشكلة.

 

في الوقت صرح فيسبوك بأن المبرر في تحركاته هو أن الصفحات قد استخدمت للتلاعب وتضليل الآخرين وأنها كانت "تمثل منظمات إخبارية محلية مستقلة"، في حين أن "الفجر" هي في الواقع جريدة محلية مستقلة لا تهدف إلى التضليل ولكنها تعبر عن الموقف السياسي الحالي لها وللبلاد وتعمل "الفجر" وفقا لأعلى المعايير الصحفية العالمية، وترى بالتالي أن هذه الاتهامات غير صحيحة.

 

علاوة على ذلك، أشار البيان الصحفي الصادر عن فيسبوك، إلى أنه عادةً ما يضع مديرو الصفحة ومسؤولو الحساب منشورات بشأن الأخبار المحلية والمواضيع السياسية بما في ذلك المحتوى الذي يدعم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، وينتقد قطر وإيران وتركيا، والحركة الانفصالية الجنوبية في اليمن، وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط حاولوا إخفاء هويتهم، إلا أنهم وجد روابط مع جريدة الفجر المصرية .

 

التبرير الذي ساقه فيسبوك، أثار السخرية بين القائمين على المؤسسة، فالمحتوى الوحيد المذكور في البيان الصحفي من "الفجر" يغطي مهرجانًا سينمائيًا محليًا على عكس المحتوى السياسي المذكور في الصفحات الأخرى المحذوفة من قبل فيسبوك والتي ليست تابعة تمامًا لمؤسسة الفجر.

 

القضية مثارة في البرلمان

 

في الوقت ذاته أصدر المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية، بيانًا رسميًا، أدان فيه ما قامت به إدارة فيسبوك بحذف الصفحات الرئيسية والمتخصصة لبوابة "الفجر"، بالإضافة إلى غلق وحذف الحسابات الشخصية لعدد كبير من الصحفيين بالمؤسسة.

وقال الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، أن هذا القرار يعد انتهاك واضحًا لحقوق الصحافة والنشر في الوقت الذي تتغافل فيه إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن قنوات وصفحات إعلامية مشبوهة استخدمت صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي للتحريض ضد الدول وخاصة مصر، وتقوم بنشر فيديوهات تهدف زعزعة الاستقرار وتخريب البلاد.

 

وأوضح المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، أن الجماعات الإرهابية تستخدم كتائبها الإلكترونية في الخفاء لتحقيق خطتهم المزعومة في إغلاق الصفحات التي تكشف حقيقتهم وحقيقة من يدعمهم ويمولهم.

 

تضامن واسع

 

الأزمة التي تمر بها المؤسسة، والتي هي بالأساس ترفع شعار "أنها جريدة لا تستسلم"، فجرت التفاعل الكبير من جانب الكثير من المواقع الصحفية والجرائد، كذلك العديد من الإعلاميين والصحفيين، ومسؤولي لجنة الاتصالات بمجلس النواب، الجميع أعلنوا تضمانهم مع المؤسسة، انطلاقًا من الحبل الواحد الذي يتعلق به الجميع، ودفاعًا عن مبدأ الحرية الذي لابد وأن يشمل الجميع دون استثناءًا، والخوف من أن يعيد فيس بوك المشهد ذاته مع المؤسسات التي تخالفه وتنتقد سياساته، وحكمه على الأمور بمكيالين.

 

ولم تتضمن عملية التحقيق المزعومة التي قام بها فيس بوك أي نوع من التواصل مع مؤسسة الفجر، وعلى هذا النحو، تحتفظ الفجر بحقها في الرد بكافة الأشكال القانونية على المزاعم التي وُجهت إليها.