"الابتعاد عن القسوة.. وتوفير جو من الأمان".. كيف تجعل أطفالك يتوقفون عن الكذب؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"كذب الأطفال" أحد أبرز السلوكيات التي يلاحظها الآباء على ابنائهم منذ الصغر، فكثيراً من الآباء يلاحظون إسقاط أطفالهم شيئاً من على المنضدة، وعند سؤاله يقول أنه لا يعرف عنها شيئاً أو يلصق التهمة بشخص أخر.

 

ربما ذلك السلوك هو أحد الطرق التي يتبعها بعض الأطفال من أجل إبعاد اللوم عن أنفسهم، أو تجنباً للعقاب الذي يوقعه أحد الوالدين عليه، ولكنه الكذبةً الناجحة تتطلَّب قدراً كبيراً من المهارات الإدراكية، وقد يشعر كثير من الآباء بالقلق عندما يلاحظون أن طفلهم يروي الأكاذيب.

 

ويدرس فريق البحث في مختبر التنمية الاجتماعية والإدراكية بجامعة بروك الكندية، القدرة على الكذب، والتي يمكن اعتبارها، في سياقات مختلفة، علامةً على تطور الأطفال الإدراكي واستكشافهم لعالمهم الاجتماعي.

 

ويشير الخبراء إلى أن الأطفال دون سنة الرابعة، لا ينبغى الانزعاج، مما ينسجونه من خيالهم من قصص أو وقائع غير صحيحة، بل ينبغي أن نتمتع بمزيد من المرونة والتسامح، من دون أن نتهمه بالكذب، ويكفي فقط تذكيره بأنه بدأ يكبر وينبغي عليه ان يفرق بين الواقع والخيال، وبين الصدق والكذب.

 

جو من المحبة والشعور بالأمن للأطفال

 

يجب أن يشعر الطفل بالأمان وسط أسرته، كي يتمكن من إخبارهم بكل شئ، حتى لو اخطأ، فتوحيد معالمة الآباء للأبناء يضعهما في مكانة تنفيذ الطفل لرغباتهم.

 

الابتعاد عن القسوة

 

أحد أهم العقبات التي يجب الابتعاد عنها في تربية الأبناء، حيث تلعب العقوبات والقسوة دوما دورا سلبيا في تعليم  الأبناء الابتعاد عن الكذب، لأنها قد تجعله يتخلى عن العادة السيئة، لكنها تكسبه في المقابل عادات أسوأ مثل الغش والخداع للتحايل للإفلات من العقاب.

 

المساعدة الاجتماعية

 

يجب تعريف الطفل بلطف بالأخطاء التي يرتكبها، وتعريفهم بأن تكرار ذلك الفعل قد يجعلهم في المستقبل عرضة للعقوبة.

 

 

الابتعاد عن فكرة الكراهية أو الانتقام

 

 

النصائح لا تجدي نفعا في ذلك الأمر، بل القدوة الحسنة هي أحسن معلم لهم.

 

 

تجنب الإحراج

 

إحراج الطفل وفضح ما وقع به من كذب يزيد توتر الطفل النفسي ويزيد شعوره بالإحباط والفشل، ويجعله غير متكيفا في الوسط الذي يعيش فيه.

 

فوائد قول الحقيقة

 

عندما يبدأ الأطفال بالكذب، يتحمَّل الآباء مسؤولية التواصل الاجتماعي مع أطفالهم من خلال تعليمهم المعايير الاجتماعية والتوقعات المتعلقة بالأمانة. يريد كثير من الآباء معرفة ما إذا كانت هناك طرق لتشجيع أطفالهم على قول الحقيقة.

 

ولهذا درس الباحثون النفسيون الاجتماعيون، على وجه التحديد، هذه المشكلة واكتشفوا عديداً من الطرق، أحد الأساليب التي حاول بعض الآباء والأمهات اتباعها هي أن يقرأوا لأطفالهم القصص التي تؤكد أهمية الصدق.

 

لكن الباحثين وجدوا أن قراءة هذه الأنواع من القصص الأخلاقية، التي تؤكد عواقب الكذب، ليس لها أي تأثير على الأمانة بدلاً من ذلك، اكتشفوا أن القصص التي تشير إلى فضائل قول الحقيقة تعزز سلوك الصدق لدى الأطفال بصورة أكثر فاعلية.

 

وهناك أسلوب  بسيطٌ آخر هو أن يطلب الآباء من أطفالهم الوعد بقول الحقيقة، واكتشفوا أن هذه الطريقة أكثر فاعلية بدءاً من عمر 5 سنوات حتى سن المراهقة.

 

ولكن هل هناك أي طريقة للأطفال الصغار؟ وجدت دراسة أُجريت في مختبرنا مؤخراً، أنه عندما طلبنا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات النظر إلى المرآة لرؤية أنفسهم، وسؤالهم عن خدعة محتملة، زادت نسبة الردود الصادقة بشكل كبير.

 

الكذب بعد مرحلة الطفولة

 

على الرغم من أن الكذب يبدأ في سن مبكرة، لا يُعرف سوى القليل عن أنماط كذب أولئك على الجانب الآخر من دورة الحياة؛ كبار السن.