"صائد الوحوش".. حكاية الوزير الذي استشهد على اسم المسيح "لغز عجيب"

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، اليوم الثلاثاء، بتذكار استشهاد القديس أسطاثيوس وولداه، وبحسب الكتاب التاريخي الكنيسي ( السنكسار)، تحتفي الكنيسة به في السابع والعشرون من شهر توت من كل عام قبطي.

ويكشف القس دوماديوس عوض، كاهن كنيسة العذراء مريم، التابعة لايبارشية البلينا للأقباط الارثوذكس، أن القديس اسطاثيوس من وزراء مملكة الرومان، ورغم إنه كان كثير الصدقة والرحمة إلا إنه كان لا يعرف الله.

وأكد " دوماديوس" لـ بوابة الفجر، أن الله لا يرد تعب هذا الإنسان في صدقاته والرحمة التي كان يقدمها، إذ بينما كان يرصد صيد الوحوش في البرية، فظهر له مثال صليب من بين قرون أيل مرتفعًا إلى السماء، فطارد الأيل في الجبال يريد صيده، فخاطبه الرب وعرفه باسمه الجديد وهو أسطاثيوس، لأنه كان اسمه افلاكيدس، كما امره البرب بأنه يتعمد على اسم المسيح، وأنذره بفقر يأتيه عاجلًا، وعندما سمع ذلك ترك الجبل، وتعمد هو وزوجته وولداه من أسقف المدينة وأصبح اسمه الجديد أسطاثيوس.

وأضاف: قام القديس أسطاثيوس بيبيع كل أملاكه وأخذ زوجته وولديه وخرج من مدينة رومية واستقل مركبًا وكان لم يكن معه الأجرة فأخذوا إمرأته نظيرها، فاخذ ولديه وسار إلى نهر فعبره بأحدهما إلى الشاطئ الأخر، وعاد ليأخذ الثاني فلم يجده لأن أسدًا قد أخذه، فرجع ليأخذ الأول فلم يجده أيضا لأن ذئبًا قد خطفه.

وتابع: حزن القديس حزنًا عظيمًا على فقده لزوجته وولديه، وبقى مدة من الزمان يعمل حارسًا في بستان، إلى أن مات ملك رومية وتولى ملك آخر بدلًا منه، فأرسل رسلًا للبحث عن هذا القديس، وحدث صدفة أن أحد الرسل دخل البستان الذي يحرسه القديس، فعرفا بعضهما ورجع به إلى الملك واكرمه وأعاده إلى مرتبته الأولى.

واستكمل قائلًا: وعقب حدوث حرب في المملكة جمعوا من كل بلدة رجلين للجندية، وكان ولدا هذا القديس قد تخلصا بمشيئة الله من الأسد والذئب وتربيا في بلدة واحدة، ولفراقهما مدة طويلة لا يعرف أحدهما الأخر، فدبرت العناية الإلهة أن يجندا معا في تلك البلدة.

وتابع قائلًا: وفى أحد الأيام وهما في الطريق وصلا إلى بستان فتحدثان فتعارفا أنهما أخوان، وأما أمهما، فان الرجل الذي أخذها نظير الأجرة كان بربريًا، قد أبقاها في بستان وشاءت العناية الإلهية أن يكون هو نفس البستان الذي إجتمع فيه ولداها، ووقعت محادثة ولديها بالقرب منها فعرفتهما، وتعين الولدان في حراسة خزانة والدهما ولم يعرفهما، وبعد جمع شمل هذه العائلة المباركة دخلت الزوجة على زوجها فتعارفا وفرحا بهذا اللقاء الذي جاء على غير انتظار، ثم تحدثت إليه أنها التقت بولديهما في البستان المذكور فصاحت فرحة عظيمة فتعانقا الجميع.

واستطرد قائلًا: بعد وفاة الملك فخلفه على العرش شقيقة وكان من عبدة الأوثان فأحضر القديس أسطاثيوس وزوجته وولديه وأمرهم بعبادة الأوثان إلا انهم رفضوا، فأمر بتعذيبهم بالنار، فلم يلحقهم ضرر، وأخيرًا أمر أن يوضعوا في قدر من النحاس، وتوقد تحتهم النار، فأسلموا نفوسهم بيد الرب واستشهدوا على اسم المسيح.