هل يتدخل الحرس الثوري لقمع متظاهري العراق؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يواصل الشعب العراقي، التظاهرات المناهضة للحكومة التي عمت البلاد منذ الثلاثاء الماضي، وراح ضحيتها عشرات الأشخاص، حيث تندد بالتدخل الإيراني في الشأن العراقي، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

 

تداعيات التظاهر

 

وصل الشعب العراقي، إلى حالة الانفجار، حيث خر بتظاهرات مناهضة للحكومة، عمت البلاد منذ الثلاثاء الماضي، وراح ضحيتها عشرات الأشخاص، ويرجع سببها، إلى التدخل الإيراني في الشأن العراقي، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

 

وقام الشعب العراقي، بحرق الأعلام الإيرانية، وترديد الهتافات المناهضة لطهران، خلال المظاهرات المستمرة حتى الآن.

 

وتسبب استبعاد قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق عبد الوهاب الساعدي، الشرارة التي أشعلت غضب العراقيين، لا سيما مع تردد أنباء عن تدخل إيراني لإزاحة الرجل الذي كان له دور كبير في محاربة تنظيم داعش، لأنها أحست بخطر الساعدي كرمز وطني عراقي يجمع عليه الجميع.

 

ويرجع السبب أيضًا، إلى التدخلات الإيرانية خلال الانتخابات التشريعية الماضية التي شهدها العراق في مايو من عام ٢٠١٨، حيث تدخل قاسم سليماني في الانتخابات وفي تشكيل حكومة تكون حسب أهواء نظام الولي الفقيه الإيراني.

 

واعتبر رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي أن الحكومة العراقية "فقدت الأهلية بإدارة الحكم"، مطالبا قادة العراق بتحديد تاريخ لإجراء انتخابات مبكرة.

 

وقال العبادي، مساء السبت، إن "ضمان انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة جماهيرية واسعة هو مصداق لجدية القوى السياسية للاستجابة لدعوات الإصلاح التي يطالب بها الشعب".

 

توقعات بقمع إيران للمتظاهرين

 

وتوقع السياسي العراقي المستقل ناجح الميزان، أن تكون الخطوة القادمة لإيران اغتيال الناشطين العراقيين، وإعطاء الأوامر للجيش لضرب المتظاهرين، وإدخال عناصر من ميليشيات إيران للتدخل ضد المتظاهرين.

 

وأكد السياسي العراقي أن عمليات إطلاق النار الذي يتم على المتظاهرين، تأتي بأوامر إيرانية، والهدف منها السيطرة على المتظاهرين، وتنفير الشعب من الجيش.

 

وتستخدم إيران، مليشياتها العراقية في قمع المتظاهرين العراقيين، ووسعت غرفة عملياتها لقمع مظاهرات العراق التي تقع داخل مبنى سفارتها في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد لتشمل مرتزقة لبنانيين من مليشيا حزب الله والحوثيين والأفغان، غالبيتهم قناصة ضمن الوحدة ٤٠٠ التابعة لفيلق القدس المسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات خارج حدود إيران.

 

الضحايا

 

ارتفع عدد ضحايا المظاهرات التي تشهدها العراق إلى 100 قتيل و3991 مصابا، بحسب ما أكده عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية علي أكرم البياتي.

 

ووقع العدد الأكبر من القتلى في العاصمة بغداد التي شهدت مقتل 60 شخصا، في الاحتجاجات التي اندلعت في بغداد وعدة مدن شيعية جنوب العراق ضد البطالة والفساد الحكومي ونقص الخدمات.

 

تدخل دولي

 

ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق السبت إلى وقف أعمال العنف ومحاسبة المسؤولين عنها.

 

 

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في بيان "أشعر بحزن بالغ لوقوع خسائر غير مبررة في الأرواح. منذ خمسة أيام والتقارير ترد بوقوع وفيات وإصابات: لا بد من أن يتوقف هذا. أدعو جميع الأطراف إلى التوقف والتفكير. ويجب محاسبة المسؤولين عن العنف. فلتسد روح الوحدة في عموم العراق".

 

وكان مقترح أن يعقد البرلمان العراقي جلسة عند الواحدة من بعد ظهر السبت من أجل النظر في مطالب المتظاهرين لكنها لم تعقد بعد لعدم توفر النصاب بعد قرار كتلة مقتدى الصدر مقاطعتها.

 

وكان رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدي، أكد مشروعية مطالب المتظاهرين، قائلا في كلمة الجمعة الماضية إن "صوتكم مسموع قبل أن تتظاهروا ومطالبكم بمحاربة الفساد والإصلاح الشامل هي مطالب محقة"، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة احترام سلطة القانون والحفاظ على الأمن والاستقرار.