"النبي العنيد".. تعرف على قصة الرجل الذي عاند الله فصار مبشرا عظيما

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، بتذكار نياحة يونان النبي ( يونس)، وبحسب الكتاب التاريخ الكنسي ( السنكسار)، تحتفي الكنيسة بتذكاره في الخامس والعشرين من شهر توت من كل عام قبطي.

وتوفى يونان النبي في عام 900 قبل الميلاد، ويقال إنه إبن أمتاي إبن أرملة صرفه صيدا، الذي أقامه إيليا النبي من الموت، فتبعه وخدمه ونال نعمة النبوة. 

ويقول القمص شنودة وديع، كاهن كنيسة العذراء مريم والأنبا إبرأم بمنطقة التعاون – فيصل، التابعة لإيبارشية الجيزة للأقباط الأرثوذكس، أن الله قد أوحى النبي يونان بأن يمضى إلى مدينة نينوي وينذر أهلها أنه بعد ثلاثة أيام تنقلب مدينتهم، ففكر في نفسه قائلًا " لو كان الله يشاء هلاكهم لما طلبني بإنذارهم، وأخشى أن أمضى إليهم وأبلغهم هذا الإنذار فيتوبوا فلا يهلكهم وأكون أنا كاذبًا فلا يعود أحد يصدقني فيما بعد وربما أقتل لأني نقلت الكذب عن الله، فأقم وأهرب". 

وأضاف " وديع" لبوابة الفجر، قائلًا: فماذا عساه ظن هذا النبي ؟ كيف يستطيع أحد أن يهرب من وجه الله ؟، موضحًا إنه أراد بالهرب أن يبتعد عن مدينة نينوي لأنه لم يشاء القيام بإنذارهم لمعرفته أن الله رؤوف ورحيم، وبطئ الغضب نادم علي الشر، وظن يونان أنه بإبتعاده عن نينوي يرسل الله نبيًا غيره لإنذار تلك المدينة.

وأوضح كاهن كنيسة العذراء والأنبا إبرأم، أن هروب يونان النبي وطرحه الي البحر حتى يظهر الآية بوجوده في بطن الحوت ثلاثة أيام، وخروجه سالمًا، ليكون رمزًا ودليلًا على قيام المسيح المخلص من القبر بعد ثلاثة أيام ولم يرى فسادًا.

وتابع: فقام يونان ليهرب من وجه الرب ونزل إلى يافا، حيث وجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش، فأقلع مع ركابها إلى ترشيش، فأرسل الرب ريحًا شديدةً وحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر، فخافوا وصرخ كل واحد إلى إلهه، ثم قال بعضهم لبعض هلما نلقى قرعة لنعرف سبب من هذه البلية، مضيفًا بأن بعد أن إقترعوا فأصابت القرعة يونان، فقالوا له ما الذي فعلته حتى جاء علينا هذا بسببك ؟، فقال لهم إطرحوني في البحر فتسلموا، فأستغفروا الله ثم طرحوه فبلعه حوت عظيم.

وإستكمل قائلًا: بعد أن مكث يونان النبي ثلاثة ايام في بطن الحوت ثم قذفه عند نينوى، فقام عند ذلك ودخل نينوي، وأنذر أهلها فتابوا جميعهم، الملك والعظيم والفقير والشيخ والطفل، وصرخوا إلى الله صائمين ورجع كل واحد منهم عن طريقه الرديئة، فقبل الله توبتهم ورحمهم، ثم قام يونان وأتى إلى أرض ومات بها عن عمر يناهز المائة عام. 

وأوضح القمص شنودة وديع، أن يونان النبئ قد سبق مجيئ السيد المسيح بحوالي أكثر من تسعمائة عامًا.