"مظاهرات العراق".. كيف يرى المجتمع الدولي الحراك الشعبي ببلاد الرافدين؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


انطلقت منذ أيام تظاهرات عارمة في شوارع العاصمة العراقية بغداد، والتي تمددت إلى العديد من مدن العراق، حيث تخللها أعمال عنف وشغب وإطلاق نار من الشرطة العراقية، الأمر الذي أسفر عن سقوط أكثر من 45 قتيلًا، وآلاف الجرحى، حتى اللحظة، الأمر الذي أشغل الغضب في قلوب المتظاهرين، ودفعهم إلى الاستمرار التوافد على الشوارع والميادين.

لماذا يثور العراقيون؟
طالب المتظاهرون بإسقاط النظام نتيجة الفساد المالي، والتدخل الأجنبي في بلادهم، الأمر الذي لفت إليها أنظار وسائل الدول الأخرى، وكذلك حازت على اهتمام كبير الصحف ووسائل الإعلام، ووما زاد من سوء الأوضاع قيام عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي،بفصل أكثر من 1000 موظف بمختلف الدرجات من العاملين في القطاع العام، بقضايا الفساد المالي.

لكن تلك الخطوة لم تكن كافية، لإثارة غضب المتظاهرين، حيث يشير الباحثون إلى أن العراق تملك ثورة نفطية ضخمة، تجلب للبلد 6.5 مليار دولار شهريًا، إلا أن الشعب نفسه لا يزال يعاني من البطالة، وتردي الأوضاع الاقتصادية، والانقطاع المستمر للكهرباء والمياه، وفساد واسع في جميع النواحي، فضلًا عن تردي النظام الصحي والتعليمي.

كما تتمثل إحدى نقاط القوة في الحراك الحالي بالعراق، أنه لا يوجد لها قائد، فهي شبه تلقائية بالكامل، وذلك وفقًا لكوكبيرن، الذي أكد أن ذلك لا يجعل خالية من المسؤولة في التحدث للشعب، حيث يمكنها انتقاء قادة بين المتظاهرين للتحدث معهم حول المشاكل التي يعاني منها الشعب.

إيران تريد لبنان جديدة
في تقرير تحليلي لصحيفة "واشنطن إكسامينر، أكدت أن إيران تمكنت من السيطرة بشكل شبه كامل على العراق، في ظل حكومة أصبحت مثل الدُمية في يد طهران، فضلًا عن انتشار الكثير من البيرقراطيين في البلاد، وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن إيران تريد أن تحول العراق إلى لبنان جديد، حيث تتمتع المصالح الإيرانية بالنصيب الأكبر في البلاد، كما كشفت عن الضعف الكبير في الحكومة الحالية، خاصة بعدما أقال عبد المهدي، أعداد كبيرة في الحكومة بناءً على طلب من إيران.​

أمريكا تتابع عن كثب
في الوقت نفسه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تأييده للحوار بين الحكومة العراقية وبين المتظاهرين المطالبين بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد كخطوة لوقف التصعيد، وقال في بيان نقلته قناة السومرية نيوز العراقية اليوم السبت ، إن الحكومة الأمريكية يتابع عن كثب التطورات في العراق، وتدعو إلى إجراء حوار بين الحكومة والمتظاهرين كخطوة فورية نحو وقف التصعيد، وطالب جوتيريش الجميع في العراق بممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن العنف.

بريطانيا تبدي احترامها
اعتبر السفير البريطاني لدى العراق جون ويليكس، التظاهرات الحالية في العراق تستحق الاحترام في إطار حق التظاهر السلمي، مؤكدًا ضرورة تلبية مطالب المتظاهرين التي وصفها بـ" المشروعة"، ومُناشدًا في الوقت نفسه قوات الأمن العراقية بضبط النفس، وغرّد ويليكس على حسابه الرسمي عبر تويتر: "المظاهرات الحالية في العراق تستحق الاحترام تجسيدًا لحق التظاهُر السلمي، ويتطلب ذلك إبداء ضبط النفس من قِبل القوات الأمنية العراقية".

وأضاف: "من المهم تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين في الإصلاح وتوفير المزيد من فرص العمل وتحسين واقع الخدمات ومحاربة الفساد".

البحرين تحضر السفر على مواطنيها
أما وزارة خارجية مملكة البحرين فدعت المواطنين إلى عدم السفر إلى العراق في الوقت الراهن، نظرًا للظروف الأمنية التي يمر بها.

كما دعت الوزارة كافة المواطنين المتواجدين في العراق إلى ضرورة المغادرة فورًا، وذلك ضمانًا لأمنهم وحفاظًا على سلامتهم، وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن الاضطرابات والتجمعات واتباع تعليمات السلطات المحلية المختصة، حسب وكالة أبناء البحرين الرسمية.