مي سمير تكتب: أردوغان يختفى من "الأمم المتحدة" للاجتماع بقيادات الإخوان فى أمريكا

مقالات الرأي



فى الوقت الذى انشغل فيه قادة العالم لمناقشة أهم القضايا العالمية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يبدو أنه كان لديه الكثير من وقت الفراغ مع إحجام الكثير من قادة العالم عن لقائه، يعقد اجتماعات خاصة مع ممثلى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين. 

كشف تقرير لموقع مؤسسة «مشروع التحقيق حول الإرهاب» عن تفاصيل هذه الاجتماعات الخاصة التى جمعت بين أردوغان والإخوان فى نفس الأسبوع الذى حرصت فيه القنوات الإخوانية بتركيا على التحريض ضد مصر.  حسب التقرير الذى حمل عنوان (الإسلاميون الأمريكيون يثنون على أردوغان بفعالية فى اجتماع نيويورك) أشاد كبار الإخوان المسلمين فى أمريكا بفعالية الرئيس التركى « أردوغان» خلال اجتماع تم عقده معهم فى نيويورك. قال أسامة جمال، الأمين العام للمجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية (USCMO): «أنت تعطينا شعورا بالفخر والشرف للقاء رئيس وزعيم وإنسان رائع يتمتع بالصبر والحب والقلق والاهتمام بأمة المسلمين»، مضيفا:» «لقد أحييت أملنا وأغذيت مجدنا، سيدى الرئيس»، فى حين أشاد به الإسلاميون الأمريكيون بسبب قيمه، وكانت المحكمة التركية تحكم على رجل بالسجن لمدة 12 عاما لإهانته أردوغان على وسائل التواصل الاجتماعى.

وحسب التقرير، يعد هذا ثالث تجمع من نوعه ترعاه اللجنة التوجيهية الوطنية الأمريكية التركية TASC، ورئيسها المشارك، هليل موتلو، هو ابن عم أردوغان.

أجرى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالى مقابلات مع قادة TASC فى عام 2016 للاشتباه فى تورطهم فى التجسس السياسى نيابة عن الحكومة التركية.

ووصفت TASC أردوغان بأنه مدافع عن «المظلومين» و«صوت قوى لمستقبل البشرية» فى شريط فيديو دعائى أعلن عن الحدث، وفى الواقع، تعرض أردوغان لانتقادات باعتباره أكبر سجان للصحفيين فى العالم.

وأعرب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنى بالتعذيب فى العام الماضى عن قلقه إزاء تزايد استخدام تركيا للتعذيب، بما فى ذلك «الضرب المبرح والصدمات الكهربائية والتعرض للماء الجليدى والحرمان من النوم والتهديدات والشتائم والاعتداء الجنسى»، لكن ذلك لم يمنع العديد من الشخصيات التابعة للتنظيم الدولى للإخوان من التعبير عن ترحيبهم الشديد بالرئيس التركى بما فى ذلك، نهاد عوض، المؤسس المشارك والمدير التنفيذى لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، إحدى المؤسسات التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، وكذلك رئيس الجمعية الإسلامية الأمريكية السابق عصام عميش، وإمام بروكلى سراج وهيج ورئيس مؤسسة يد المساعدة للإغاثة والتطوير محسن الأنصارى.

وكتب عميش على صفحته على الفيسبوك «كان لقاء قويا ورائعا مع رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، وقادة المجتمع الأمريكى المسلم اليوم فى نيويورك عشية الجمعية العامة للأمم المتحدة»، «لقد تبادلنا مع أحد زعماء العالم الإسلامى وزعيم أمة عظيمة رؤيتنا وتطلعاتنا كمسلمين وأمريكيين»، «لقد أكدنا دورنا فى بناء مجتمعنا الأمريكى بفضائل الإسلام، والدفاع عن قضايا الأمة الكبرى ومواجهة تحديات الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب والعنصرية. كما أكدنا مجددا دورنا كبناء جسر حضارى بين الشرق والغرب».

وأظهرت وثائق من مكتب المدعى العام التركى، حصل عليها «مشروع التحقيق حول الإرهاب» (IPT) فى وقت سابق من هذا العام، أن قنصلية تركيا فى نيويورك تجسست على مجموعة اعتقدت أن لها صلة بعدو أردوغان فتح الله غولن. يلوم أردوغان غولن، الذى يعيش فى الولايات المتحدة، على محاولة انقلاب فاشلة فى عام 2016، أدت الحملة القمعية الناتجة فى تركيا إلى اعتقال أكثر من 96 ألف شخص، وتم إقصاء الكثير من القضاة بالنظام القضائى فى البلاد مع إقالة 4.400 قاض ومدع عام لا يلتزمون بخط أردوغان، وتم طرد 6 آلاف أكاديمى آخر، وتم اعتقال 319 صحفيا، وتم إغلاق 189 منفذا إعلاميا مستقلا، كما أن وسائل الإعلام المستقلة التى تنتقد نظام أردوغان لم تعد موجودة، وفقا لموقع TurkeyPurge.com.

خلال اجتماع يوم الأحد، تجاهل سراج وهيج سجل أردوغان فى مجال حقوق الإنسان، وأشادوا به ودعوا إلى يد تركية قوية فى العالم الإسلامى، وتلاعب الإخوان فى أمريكا على أنغام حلم الرئيس التركى بالخلافة الإسلامية. تحدث سراج وهيج عن ما وصفه بدور تركيا فى العالم الإسلامى وسط تصفيق الإخوان المشاركين بالحدث: «نحن بحاجة إلى قيادة مركزية». «لدى شعور بأن القيادة تأتى من تركيا»، «نحن نحبك هنا فى نيويورك». جدير بالذكر أن فى العام الماضى، وصف عميش تركيا تحت رئاسة أردوغان بأنها استمرار للخلافة العثمانية.