تركيا: جهود "المنطقة الآمنة" في سوريا لا تسفر عن نتائج

عربي ودولي

بوابة الفجر


أوردت تقارير إعلامية، نقلًا عن وزير الخارجية التركي، مولد جاويش أوغلو قوله، اليوم الخميس، إن تركيا لا تعتقد أن جهودها مع الولايات المتحدة لتشكيل "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا سوف تسفر عن النتائج التي تريدها ومستعدة للقيام بعملية عسكرية.

وقال جاويش أوغلو في حديث مع إذاعة "هابر"، اليوم الخميس، إن تركيا لم ترَ صدقًا من الولايات المتحدة، مضيفًا: "نعتقد أن هذه العملية المستمرة مع الولايات المتحدة لن تأخذنا إلى النقطة التي نريدها. المعلومات الواردة من الميدان تثبت ذلك".

وكرر جاويش أوغلو، تحذير أنقرة من أنها مستعدة لهجوم. وقال "يجب أن نتخذ خطوات لتطهير المنظمات الإرهابية من منطقتنا وإعادة اللاجئين إلى هناك".

وافقت أنقرة وحليفة حلف شمال الأطلسي، واشنطن، على إقامة منطقة على الحدود السورية تريد تركيا أن يبلغ عمقها 30 كيلومترًا وتطهيرها من ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

وقالت تركيا، إن ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري يمكنهم الاستقرار في المنطقة، لكنها حذرت مرارًا من القيام بعمل عسكري أُحادي الجانب إذا لم تلب الجهود توقعاتها أو توقفت.

وكان قد قال الرئيس التركيا، رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، إن تركيا ليس لديها خيار سوى التصرف بمفردها بالنظر إلى عدم إحراز تقدم مع الولايات المتحدة، في أكثر مؤشراته المباشرة حتى الآن على التوغل العسكري.

توترت العلاقات بين حلفاء الناتو حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك السياسة السورية والتهديد الذي تلوح في الأفق بفرض عقوبات أمريكية على قرار أنقرة شراء أنظمة دفاع روسية.

في حين يقول دبلوماسيون ومحللون والمعارضة الرئيسية في تركيا، إن أنقرة لن ترغب في إغضاب واشنطن بتوغل عسكري واسع النطاق في الوقت الذي يحاول فيه الحلفاء إصلاح العلاقات المتوترة، إلا أن تركيا تضغط من أجل تكثيف الجهود.

نفذت القوات الأمريكية والقوات التركية حتى الآن، 6 من المهام الجوية المشتركة فوق المنطقة الواقعة في شمال شرق سوريا ودوريتان بريتان، لكن واشنطن حذرت تركيا من أن العمل الأحادي لن يخدم أمن أي دولة أو منفعة لها.

وذكرت وكالة، أن الموعد النهائي لتركيا لإقامة "منطقة آمنة" مع الولايات المتحدة في شمال سوريا قد انتهى بحلول نهاية سبتمبر، تاركةً خطر تدخل عسكري أحادي الجانب من جانب أنقرة معلقًا على المنطقة.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إنه يريد إقامة المنطقة على طول 480 كم من الحدود والوصول إلى 30 كم داخل سوريا. بموجب الخطة التركية، وسيتم توطين ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري في المنطقة الآمنة، بدعم دولي.

وقالت "رويترز"، إن المشروع، إذا تم تنفيذه، ويمكن أن يخفض إلى النصف عدد اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا من النزاع السوري المستمر منذ ثماني سنوات، ويدفع وحدات حماية الشعب الكردية السورية - التي تقول أنقرة إنها جماعة إرهابية تهدد أمنها - من الحدود.

ووافقت الولايات المتحدة على المنطقة الآمنة كوسيلة لحماية حلفائها الأكراد في سوريا ومعالجة المخاوف التركية بشأن الحدود، بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب عن خطط العام الماضي لسحب 2000 جندي من القوات الخاصة الأمريكية بشكل مفاجئ ساعدوا المقاتلين الأكراد في قتال داعش.

ولكن القوات الأمريكية لم تغادر بعد وفشلت واشنطن وأنقرة حتى الآن في الاتفاق على التفاصيل. واتهمت تركيا الولايات المتحدة بسحب أقدامها وحذرت من أنها ستأخذ الأمور بيدها.