"تطبيع مكشوف".. تاريخ قطر وإسرائيل من الحب وعلاقات في السر والعلن

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منذ أن وصلت تنظيم الحمدين إلى الحكم في قطر، وهي تحاول تطييب العلاقات بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لدعم حكمهم في قطر بكل الوسائل من تحت الطاولة التي لم تستطع مع الزمن مواراة تلك المحاولات التي تحولت لفضائح من قبل وسرعان ما طفت على السطح لتعلن عن كشف مزايدات نظام الحمدين.

 

نمو متسارع

 

كشف الدبلوماسي الإسرائيلي سامي ريفيل عن المسار الذي اتخذته العلاقات بين قطر و إسرائيل، في كتاب صدرت ترجمته العربية بعنوان "قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية"، حيث عمل ريفيل رئيسًا لأول مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، وعمل في مكتب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية.

 

في الكتاب ربط الدبلوماسي الإسرائيلي بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، إلى سدة الحكم بعد انقلابه على والده وتسريع نمو العلاقات بين قطر وإسرائيل، مشيرًا إلى تصريح أدلى به الأمير القطري الجديد لقناة إم بي سي، بعد 3 شهور فقط من توليه الحكم، قال فيه: "هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل والأردن ويجري تنفيذها"، وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على إسرائيل.

 

يوضح سامي ريفيل السبب، فيقول إن إقبال قطر على التطبيع مع إسرائيل، وتصدير الغاز إليها تحديدًا، كان يستهدف الترويج عالميًا للحقل الشمالي الموجود في قطر والذي يوصف بأنه أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، ويقدر حجم الغاز الموجود فيه بما يزيد على 25 تريليون متر مكعب.

 

وأكد ريفيل صعوبة نسج العلاقات القطرية الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه، لولا المساعدة التي حظي بها من مسئولين كبار في قصر الأمير ووزارة الخارجية القطرية وشركات قطرية رئيسية.

 

 

وقال ريفيل إن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية القطرية ترجع إلى الضغوط التي مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه إسرائيل، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية.

 

مطعم روشفيلد

 

صورة جديدة من صور التطبيع القطري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في افتتاح شيف إسرائيلي يدعى "يونتان روشفيلد" العام الماضي، والذي يعمل في هذه الأيام على إقامة مطعم فاخر في فندق بمنتجع المسيلة في العاصمة القطرية الدوحة، وفقًا لموقع "المصدر" الإسرئيلي، وقال الموقع، إن معظم الإسرائيليين لن يستطيعوا زيارة المطعم الجديد إلا إذا كانوا يحملون جواز سفر أجنبيا مثل الطاهي نفسه الذي يحمل جواز سفر فرنسي.

 

وجاء في التقرير أن المطعم سيقدم أطعمة يونانية، اختصاص روشفيلد، وسيكون واحدًا من أربعة مطاعم تقام داخل فندق فاخر يقام في الدوحة في منتجع المسيلة، وأن القطريين زوّدوا المطعم بأحدث أدوات الطبخ، ولا مشكلة لديهم في استيراد مواد الطبخ الطازجة من أنحاء العالم، علما أن قطر "لا ينقصها المال" حسب وصف التقرير الإسرائيلي.

 

إسرائيل البديل القطري لكيد أشقائها

 

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اتشر مؤخرًا نية قطر في إقامة مزرعة حديثة تضم مصنعًا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادًا على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية بوادي عربة، التي تسودها ظروف مناخية مشابهة لتلك الموجودة في قطر، نظرًا لأن الاهتمام القطري بهذا المشروع كان كبيرًا، بسبب الرغبة في زيادة إنتاج وأرباح المزارع القطرية.

 

 ولأسباب تتعلق بالكرامة الوطنية المرتبطة بالسعي لزيادة الإنتاج الوطني، من اجل منافسة منتجات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تغرق أرفف محلات السوبر ماركت في قطر، ولذلك بعد الحصول على الضوء الأخضر المطلوب، قام خبراء إسرائيليون بزيارة قطر والتقوا برجال أعمال هناك تبادلوا معهم المقترحات، التي ضمت جداول زمنية لتنفيذ المشروع، ولكن بعد مرور عدة أشهر توقف المشروع بسبب التدهور السياسي في المنطقة.

 

وعلى الصعيد السياسي، فاريخ البلدين حافل بالمشاهد التي توضح متانة العلاقة بينهما، والتي تنسف كل مزايدات وادعاءات الكثيرين، فلا يمكن لأح أن ينى عندما استقبل أمير دولة قطرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة شيمون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، معللًا ذلك بحجة رآها البعض واهية، وذلك بمناسبة دعوة من برنامج "مناظرات الدوحة" الذي تنظمه مؤسسة أكاديمية قطرية.

 

وعن اللقاء، قالت الإذاعة الاسرائيلية أمير قطر وقتها: "إن الجانبين تدارسا خلال الاجتماع، الذي وصفته بأنه مفاجئ، حيث لم تكن هناك لقاءات سياسية في جدول أعمال زيارة بيريز، الوضع في المنطقة"، الأمر الذي يدلل على أن الزيارة كانت سياسية بامتياز.

 

وحلل خبراء وقتها الزيارة موضحين إن الزيارة هدفت إلى تقديم إشارة مادية ملموسة للرأي العام العالمي الذي يدعم الحق العربي ويدين الجرائم الإسرائيلية، على النحو الذي يؤدي إلى دفع هذا الرأي العام إلى التراجع وتبني فكرة أن التعايش والتطبيع بين العرب والإسرائيليين ممكن إنجازه على أساس الشروط الإسرائيلية القائمة.