"حسام حسين".. حكاية أربعيني خلق اتجاهًا خاصًا في فن الخردة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بتفاصيل دقيقة جدًا وقطع معدنية قد تصل للآلاف استطاع  التشكيلي حسام حسين خلق اتجاهًا خاصًا به في فن تشكيل الخردة، رغم ذلك لا ينكر التأثيرات التي صاغته وشكلته ليبدأ مسيرته المهنية، وبصوت يملؤه الفخر يعترف "تأثرت بالفنان المصري صلاح عبد الكريم"، حيث يعد الراحل أول من استخدم هذا النوع في تشكيل أعماله النحتية في مصر، بينما يعتبر الفرنسي "سيزار بالداكيني" أشهر نحاتي الخردة، وهو صاحب تمثال سيزر الشهير أيقونة حفل توزيع جوائز سيزر المهتمة بالسينما الفرنسية.

لم ينسى حسين فضل بلدته عليه، ففي مدخل مدينة الشرقية مسقط رأسه، يقف حصان معدني صُمم بالكامل من الخردة، اتُخذ رمزًا للمحافظة، أحد أهم أعماله، الذي نفذه ببراعة وسرعة إذ استغرق شهرًا واحدًا فقط.

كل فنان يستلهم أفكاره إما من البيئة المحيطة، أو من تراثه الذي ربما يكون عريقًا كما هو الحال بالنسبة لحضارتنا الفرعونية، " hستوحي أعمالي من التاريخ والحضارة المصرية" وهو ما تميز به حسين، ويظهر جليًا في أعماله تمثال القط الفرعوني، والإله حورس ذو القاعدة الخشبية، والرجل الصعيدي  الذي ابتكره من وحي الشخصية المصرية، وغيرها من المنحوتات.

يقضي التشكيلي المصري حسام حسين وقتًا طويلًا في جمع قطع الحديد المستخدمة من شوادر الخردة الموجودة إما في محافظة الشرقية مسقط رأسه، أو في المدن الأخرى " بيبقى في شوادر لتجميع الخردة بروح أدور بنفسي بعد ما بيفشل صاحب الشادر في استخراج اللي أنا عايزه".

سرعة ومهارة فنية عالية يمتلكها حسين في تشكيل المنحوتات الفنية الفريدة، حيث استطاع أن يُخرج تمثال الملكة نفرتيتي الذي صنعه ابن محافظة الشرقية بأكثر من 6 آلاف قطعة من الحديد الخردة وبنط اللحام، إلى النور خلال أربعة أشهر فقط، ويصل ارتفاعه 120 سم، امتدادًا لخطه الفني وهو إحياء التراث بشكل حديث وتعزيز روح الانتماء للوطن.

خلال استكمال دراسته العليا بكلية التربية الفنية التابعة لجامعة حلوان ومقرها الزمالك، عكف حسين على زيارة العديد من المتاحف والمعارض الفنية لاكتساب المخزون الثقافي والتغذية البصرية ليبدأ من حيث انتهى الآخرون، كان ينحت في البداية مستخدمًا الطين الأسواني " قمت بالنحت مختلف الخامات من الطين الأسواني مرورًا بالحجر الصناعي ونحت الأخشاب والجرانيت".

لا يقف فن النحت عند إتقان وتسخير قطع الخردة، بل يتطلب امتلاك مهارة أخرى وهي استخدام اللحام لتطويع هذه القطع لتتكامل وتنتج لنا تلك المنحوتات الفنية، "تعلمت اللحام من خلال التجربة والمحاولات العديدة وتمكّنت من تنفيذ أول عمل فني لي منذ 6 سنوات".

"يجب على كل فنان أن يختار رسالته بعناية في أعماله لأنها تؤثر على المستوى الثقافي لشخصية الجمهور والجيل الجديد من الفنانين والمبدعين"، بهذه الكلمات يؤكد صاحب الأربعة وأربعين عامًا على إيمانه برسالة العمل الفني، ويطمح التشكيلي المصري حسام حسين بدوره للوصول إلى العالمية وترك بصمة خاصة في فن النحت بالخردة.