ماذا قال "علي عبد العال" خلال أولى جلسات الانعقاد الأخير للبرلمان؟

تقارير وحوارات

د. علي عبد العال
د. علي عبد العال


افتتح الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أعمال الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الخامس لمجلس النواب، وتشهد جلسة البرلمان، قراءة قرار رئيس الجمهورية بدعوة مجلس النواب للانعقاد الخامس، والقرار الخاص بفض دور الانعقاد العادي الرابع، مع قراءة رسائل الحكومة للبرلمان وتشمل مشروعات قوانين يحيلها رئيس المجلس إلى اللجان النوعية لدراستها فور تشكيلها، وأيضا كلمة رئيس المجلس بمناسبة بدء دور الانعقاد، على أن يخطر الأعضاء باسم الأمين العام الذي يختاره مكتب المجلس خلفا للأمين العام السابق المستشار أحمد سعد الذي تقدم باستقالته.

وفيما يلي يستعرض "الفجر" أبرز التصريحات والقرارات، التي تفوه بها على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، كذلك كواليس الجلسة.

"ساحة رحبة للرأي"
بدأ الدكتور علي عبدالعال، كلمته في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأخير، بقوله إن البرلمان يدخل دور الانعقاد الأخير برصيد ضخم من إنجازات سابقة خلال السنوات الأربع الماضية، وأن مجلس النواب بذل كثيرا من الجهد والعطاء المتميز المستند للفكر المستنير، موجهًا حديثه للنواب: "جعلتم من حب مصر قِبلتكم، ومن الحكمة أساسًا لقراراتكم. أهنئكم على هذا الأداء وما تحقق من تشريعات والإسهام في البنية الأساسية في البلاد التي استهدفت بناء دولة قوية".

وأضاف عبدالعال، أن الجهد الذي تم بذله يملؤهم ثقة، ويضاعف من قدراتهم على اقتحام ما ينتظرهم من قضايا تحتاج إلى حلول وتحقيق آمال الشعب الذي منحهم الثقة، مؤكدًا أنه لم يدخر جهدا في دعم الممارسة الديمقراطية: "ما تخلفت عن تأييد الحوار الديمقراطي، وأعاهدكم أن تكون هذه القاعة منبرًا حرًا للجميع، أغلبية وأقلية ومستقلين، وساحة رحبة للرأي والرأي الآخر، وأنه لن تُحجب رؤية، ولن يصادر رأيٌ ما يهدف إلى مصلحة مصر، لأنه لديهم إيمان كامل بأن الممارسة الديمقراطية ليست تناحرًا شخصيًا، ولكنها تحاور موضوعي، ووقتها لن يقال إن الأغلبية نجحت أو الأقلية نجحت، ولكن سيقال إن المجلس نجح.

تحية للقيادة السياسية
وقف أعضاء مجلس النواب، دقيقة رمزية؛ تقديرًا للقيادة السياسية ولرجال الجيش والشرطة؛ تأييدا للدولة المصرية، وجاء ذلك بعد مطالبة المستشار بهاء أبوشقة رئيس حزب الوفد، بضروة وقوف النواب تحية للقيادة السياسية ولرجال الجيش والشرطة على دورهم الكبير في استقرار البلاد.

مناقشة قوانين تمس جوهر الحياة في مصر
قال الدكتور علي عبد العال، إن دور الانعقاد الخامس سيشهد مناقشة مشروعات قوانين تمس جوهر الحياة السياسية في مصر، ولهذا فإن المجلس حريص كل الحرص على إجراء الحوار المجتمعي الذي يستوعب جميع الأطياف الوطنية من المؤيدين أو المعارضين لصياغة المستقبل بمشاركة لا مغالبة بجهود جماعية متضافرة تستوعب التنوع وتثرى التجربة المصرية.

وأكد عبدالعال، على المبادئ التي طالما حكمت عمل المجلس في أدوار الانعقاد السابقة، التزامًا ووفاءً لمسئولية الأعضاء تجاه شعب مصر العظيم، حيث الالتزام بالدستور والقانون واللائحة، وعدم إقرار قانون إلا بعد دراسة مستفيضة، وأن يكون استجابة لحاجة حقيقية للمجتمع أو يسد باباً يمس بصالح الوطن، والاستخدام الأمثل لأدوات الرقابة البرلمانية لإلقاء الضوء على ما تعانيه الجماهير من مشكلات، وتبصير الحكومة بها لإيجاد الحلول الناجعة لها، التعاون مع الحكومة فى إطار من المصارحة والمكاشفة، لتحقيق الأهداف القومية الكبرى، ومن أجل الصالح العام.

ولفت رئيس مجلس النواب إلى أن المبادئ تضم احترام تقاليد المجلس وثوابته، الذي استطاع أن يشكل مركز إشعاع والهام بحسبانه النموذج الذي يستفاد من خبراته وتراثه، مبادرة اللجان النوعية بدراسة قضايا ومشكلات الجماهير وإعداد تقارير بالرأى عنها.

لا خلاف على سلامة الوطن
خلال الجلسة أشار رئيس مجلس النواب، على أن مواجهة مشكلات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحتاج من الجميع التكاتف والاصطفاف حول الوطن، بشكل صادق ودؤوب.

وأضاف عبد العال: "نحن محاطون بمنطقة مضطربة غير مستقرة، ويوجد حولنا منازعات في جميع الخطوط والاتجاهات، ولا أخفي سرًا أن استقرار أمننا ووطننا مستهدف، ولكن طالما كانت الجهة الداخلية موحدة عالمة وواعية بالأخطار المحيطة بها، وواثقة في قيادتها، فلا خوف أبدًا من هذه الأخطار مهما كانت".

ولفت إلى أن هذا المجلس بصفته الممثل للشعب والمعبر عنه يقدر بكثير من الإعزاز والتقدير الدور الوطني لرجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأبطال، الذين ما تأخروا يومًا عن الوطن وحفظه وحمايته بأمانة وإخلاص، وأنهم حائط الصد وعمود الخيمة في هذا الوطن عندما تشتد حوله الأخطار.

وتابع: "تحسن المؤشرات الاقتصادية للبلاد، والتحسن في تصنيف مصر الائتماني ومؤشرات جاذبية الاستثمار وبرنامج اقتصادي طموح كان المواطن المصري صاحب البطولة فيه، وكان لهذا البرنامج طبيعة حتمية وضرورية وهذا هو قدرنا الذي تحملناه بمنتهى الوعي والفهم لنصل بإذن الله إلى استعادة المكانة اللائقة بنا اقتصاديًا وسياسيًا بما يحقق آمال وطموحات أبناء هذا الشعب العظيم في تنمية مستدامة مأمولة بشكل يراعي أيضًا العدالة الاجتماعية ويحافظ على الفئات الأقل دخلًا".

وواصل حديثه: "علينا جميعًا أن نعي أنه حتى تستكمل دولتنا استرداد قوتها، يتعين علينا إعلاء المصالح الوطنية والابتعاد عن الشائعات والأخبار المفبركة المزيفة المعروف مصادرها وأهدافها ونتائجها، وأن ننبذ من بيننا الخلاف والشقاق، وأن نترك المصالح الشخصية أو المطالب الفئوية التي يرغب في تحقيقها أصحاب المصالح الراغبون في وقف مسيرة هذا الوطن العظيم، ولا سبيل لذلك إلا بإعمال العقل وشغل الوقت بالعمل الجاد الدؤوب في إطار من تنمية الوعي العام بكل ذلك.