"استدعاء محاميه الخاص".. هل اقترب "ترامب" من شبح العزل؟

تقارير وحوارات

ترامب
ترامب


يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فترة من القلق والتوتر، بعد تهديدات عزله من منصبه بعد أن كان على بعد خطوة للفوز بفترة رئاسية جديدة، فيما لم يقف ترامب موقف الصامت، وشن هجومًا مضادًا، معتمدًا بقوة أكبر على حلفائه الجمهوريين ووسائل الإعلام المؤيدة له.

أزمة المكالمة الهاتفية
ويواجه الملياردير النيويوركي، أزمة خطيرة بسبب مكالمة هاتفية أجراها خلال الصيف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وطلب منه خلالها التحقيق حول جون بايدن، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق هو المرشح الديموقراطي الأوفر حظاً لهزم الرئيس في انتخابات 2020، ويرى الديموقراطيون، في هذا الاتصال "سوء استخدام للسلطة"، على قدر من الخطورة يبرر الشروع بآلية عزل لا تستخدم سوى في حالات نادرة جدًا.

استدعاء المحامي الخاص بترامب
لا زال ترامب يواجه الحملة المثارة ضده والتي وصفها بأنها أشرس معاركه على الإطلاق، حيث ينادي الديمقراطيون بضرورة التحقيق في المسألة، باعتبارها مخالفة دستورية وتقويضًا للأمن القومي الأمريكي، وطبقًا لآخر التطورات في الأزمة، أرسلت اللجان الثلاث النافذة في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أمر استدعاء لرودي جولياني، محامي ترامب الشخصي، من أجل الحصول على وثائق ومستندات تتعلق بعمله في أوكرانيا نيابة عن ترامب، وحسب تلك اللجان النيابية، أقر بطلبه من الحكومة الأوكرانية استهداف نائب الرئيس السابق جو بايدن بسبب أنشطته في أوكرانيا.

بحسب تلك اللجان فإن جولياني ملزم بتقديم الوثائق ذات الصلة بحلول الخامسَ عشرَ من أكتوبر الجاري، ويأتي استدعائه جولياني في إطار اتهامه بالتصرف كعميل لترامب، خدمة لمصالحه السياسية والشخصية، من خلال استغلال سلطة مكتب الرئيس الأميركي.

هل يبقى ترامب في المشهد؟
في ظل تصاعد الأحداث بتلك الوتيرة، يحشد ترامب مؤيديه ويهاجم الديمقراطيين بشدة، وآخر هذه الانتقادات وصفه لمسرب المكالمة الهاتفية بالمزيف الذي طلب ترامب أن يقابله وجها لوجه، ويرى مراقبون أن محاولات خصوم ترامب لن تنجح في هذه القضية لإزاحته عن المشهد السياسي، شأنها شأن محاولات سابقة، كالتحقيق في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016.

ترامب يحذر من حرب أهلية
يحاول الرئيس الأمريكي بث الرعب في قلوب معارضيه، عن طريق تخويفهم من إمكانية قيام حرب أهلية، إذا تمادوا في قرار عزله، خاصة إذا تمكن الديمقراطيون من تنحيته من منصبه، وذلك بسبب إجراءات يتخذها مجلس النواب بهدف عزله على خلفية فضيحة المكالمة الهاتفية بينه ونظيره الأوكراني.

وفي هذا الصدد اقبس ترامب كلمات مستشاره الديني، القس روبرت جيفريس، فقال عبر حسابه على تويتر: "لا تستطيع نانسي بيلوسي والديمقراطيون إقالتي من منصبي، وهم يعلمون أنهم لم يتمكنوا من التغلب علي في عام 2016 ضد هيلاري كلينتون، وهم يدركون بشكل متزايد حقيقة أنهم لن يفوزوا عليه في عام 2020"، مضيفًا أن هذه الإقالة هي الأداة الوحيدة التي يستطيعون التغلب عليه بها، والديمقراطيون لا يهتمون إذا أحرقوا ودمروا هذه الأمة، لأنهم يعرفون أن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها الرئيس ترامب هي التغلب على هيلاري كلينتون .

وتابع: "هذه هي الخطيئة التي لا يمكن تجاهلها والتي لن ينساها الديمقراطيون، وإذا نجح الديمقراطيون في إقالة الرئيس من منصبه، فلن تخرج منها أمريكا أبدًا، ويتسبب ذلك في حرب أهلية"، فيما صعد الديمقراطيون من ضغوطهم في إطار مجلس النواب، محاولة عزل ترامب، إذ طالبوا وزير الخارجية، مايك بومبيو، في وقت سابق بتسليم وثائق خاصة بعلاقة واشنطن مع أوكرانيا.

في الوقت ذاته، يرى مراقبون أنه من المستبعد أن تسفر الإجراءات عن الإطاحة بترامب من البيت الأبيض حتى لو دعم مجلس النواب هذه الخطوة، إذ يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ.